18-يناير-2022

عمل فني لـ محمد حافظ/ سوريا

باقة دم

 

ذكرى ولادة أبي الجديدة

طلبت باقة من رؤوس الورد

تأخرتْ قليلًا،

كان سائق التوصيل..

منهمكًا بسيجارته محلية الصنع

"تراب الوطن"،

وضعها في صندوق دراجته،

تحمّلتِ الكثير من المطبات،

ربمّا تمزّقت..

فرطَ ارتطامها داخل الصندوق؛

واعوجاج الشوارع،

ربمّا فُك رباطُها الاسود؛

الذي حازت عليه

في اخر بطولة للعاشقين،

باقة شاهدةٌ على قبلات باردة

-الساخنة بنت الأسرّة فقط-

أردتِ أنْ أكلّل التراب بها،

وددتُ لو أن السائق

كان أسرع من دورة دموية

لعائلة خائفة..

ربما سيوصلها النملُ إلى أبي،

ربما ذرّاتُ التراب ستكون المعبَر

أو حبيباتُ السيراميك،

لم أعلم أنّ مَن أوصلها هم القتلى

في انفجار مصرف الدم،

وصلتْ سريعًا

-أعني الباقة وسائق الدراجة -

وصلًا بالدم إلى أبي

 

الذي مات خارج العالم

 

أنا ابن ذلك البئر

الذي نجا منه يوسف،

الدلو لم يحتمل اثنين؛

لذا أصبح نبيًا،

وأنا بقيت حجرًا،

أتلقّى لعناتِ المارّة عن أبي،

اللعنةُ كانت حجارةً،

أصفّها واحدةً على الأخرى

لأصعد للعالم البعيد،

إخوتي الأحجار يهدمون العوالمَ السفلية،

ويستمرون في التوسّع،

إنّهُ أملُ مالكي مجسّاتِ الرملِ،

كلّ ذلك..  

كي لا ينجو يوسف جديد.

 

عرّاف أشجار الدم

 

لستُ بشجرة رغم طول ساقيّ

ما قاله المنبّئُ عن الأشجار؛

 لم يكن إلّا رواية خريف

نسعَدُ بهطول المطر

لكننا لا نعرف وجعّ ارتطام حبّاته،

أعرفُ أمنيةَ حبّةٍ صغيرةٍ

أرادتِ السقوطَ..

على ثوبِ طفلةٍ بكرسيّ متحرّك،

لكنّ الهواءَ -سيّدَ الغدر-

أخذها إلى رأسِ قتيل،

تسلّلتْ بين فراغٍ متناسقٍ

مِن فِعل رصاصة،

نقلتْ اسئلةَ ابنته - ذات الكرسي -

عن حلوى رأس السنة

وعن شموع الميلاد،

لا فرق، 

فهو رأسٌ أيضًا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ضد القراءة والكتابة

شيء عن الجنود

 

دلالات: