يحتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي، وبعيد ميلاده التاسع والسبعين. وتعهد ترامب بجعل هذا اليوم "يومًا مشهودًا" في تاريخ الولايات المتحدة، من خلال تنظيم عرضٍ عسكري يعكس حجم القوة الأميركية.
وبما أن هذا العرض يأتي في ظل توترات داخلية وخارجية، فإنه يحمل رسائل موجهة إلى الداخل والخارج على حدّ سواء؛ فعلى الصعيد الداخلي، تتواصل الاحتجاجات في لوس أنجلوس، رغم إنزال ترامب لقوات مشاة البحرية والحرس الوطني إلى شوارع المدينة. كما تنظم حركة "لا للملوك"، اليوم السبت، نحو 1800 مظاهرة ضد ترامب، متهمةً إياه بـ"عسكرة الديمقراطية" و"ترسيخ حكم أوليغارشية المليارديرات".
أما على الصعيد الخارجي، فيأتي العرض العسكري في سياق عدوان عسكري إسرائيلي على إيران، ورد طهران عليه بشن ضربات داخل العمق الإسرائيلي. وكان ترامب قد صرّح، يوم أمس الجمعة، بأن الولايات المتحدة "مستعدة للدفاع عن نفسها وعن إسرائيل، إذا ما ردّت إيران على العدوان الإسرائيلي".
آخر استعراض أميركي للجيش وأسلحته كان في الثامن من حزيران/يونيو 1991 في عهد الرئيس جورج بوش الأب
العرض العسكري الأميركي:
عرض عسكري أميركي ضخم
انطلق، اليوم السبت، العرض العسكري الأميركي الذي يتمحور حول "حروب الولايات المتحدة الأميركية"، ويهدف إلى إحياء ذكرى أبرز الحروب التي خاضتها البلاد، من حرب الاستقلال، مرورًا بالحربين العالميتين الأولى والثانية، وصولًا إلى حرب فيتنام.
ويُجسَّد كلّ صراع من هذه الحروب عبر جنود يرتدون الأزياء العسكرية التاريخية المعتمدة آنذاك، يليهم 400 جندي يرتدون الزي العسكري الأميركي الحديث، في مشهد يربط بين ماضي الجيش الأميركي وحاضره.
ويشارك في العرض أيضًا عدد كبير من المركبات العسكرية الأميركية، من بينها دبابات "أبرامز إم1" القتالية التي يبلغ وزن الواحدة منها 60 طنًا، إلى جانب مدافع "هاوتزر" ذاتية الدفع من طراز "بالادين".
كما يتضمن العرض مشاركة طائرات مقاتلة ومروحيات عسكرية تعود لمراحل مختلفة من تاريخ الجيش الأميركي، في استعراض يعكس مدى التطور الذي شهده سلاح الجو الأميركي، والذي يُعتبر الذراع الضاربة للقوات المسلحة الأميركية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرّح في خطاب موجه إلى الأميركيين: "سنحتفل باستعراض عسكري مذهل لا مثيل له في واشنطن العاصمة"، مضيفًا أن هذا الحدث سيكون "أفضل وأكبر من أي عرض عسكري شهدناه في هذا البلد"، وفق تعبيره.
يُشار إلى أن آخر عرض عسكري كبير للجيش الأميركي نُظّم في 8 حزيران/يونيو 1991، خلال عهد الرئيس جورج بوش الأب، احتفاءً بـ"انتصار التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية لطرد القوات العراقية من الكويت".
وسبق لترامب أن حاول تنظيم عرض عسكري ضخم في واشنطن خلال ولايته الأولى، إلا أن سلطات العاصمة رفضت المشروع بسبب التكاليف الباهظة والأضرار المتوقعة على البنية التحتية جراء استخدام الآليات العسكرية الثقيلة.
أما العرض الحالي، الذي نجح ترامب في تمريره، فتُقدّر تكلفته بحوالي 45 مليون دولار، خُصص منها 16 مليون دولار لإصلاح الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالطرق بعد انتهاء العرض.
عرض على وقع الاحتجاجات
تزامن العرض مع استمرار الاحتجاجات في مدينة لوس أنجلوس والمناطق المجاورة لها، تنديدًا بسياسات ترحيل المهاجرين، وحملات الدهم التي تنفذها وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، والتي تستهدف مهاجرين معظمهم من أصول أميركية لاتينية.
كما تشهد الولايات المتحدة، اليوم السبت، مظاهرات في نحو 1800 موقع في مختلف الولايات الخمسين، بدعوة من حركة "لا للملوك"، التي ترفع شعار "لا نريد عروشًا ولا تيجانًا ولا ملوكًا في الولايات المتحدة".
