23-أبريل-2025
دونالد ترامب

عرض أميركي نهائي لروسيا وأوكرانيا (رويترز)

سلّط موقع "أكسيوس" الضوء على تفاصيل العرض الأخير الذي قدّمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لكلٍّ من كييف وموسكو لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

ويتضمن العرض، الذي وصفته مصادر الموقع بـ"النهائي"، اعترافًا أميركيًا بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، بالإضافة إلى اعتراف غير رسمي بسيطرتها على معظم المناطق التي احتلتها منذ اندلاع الحرب في 2022، وتشمل أجزاء واسعة من لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون.

ويأتي الكشف عن هذا العرض بالتزامن مع اجتماع عُقد في العاصمة البريطانية لندن، وضم مسؤولين أوروبيين وأوكرانيين وأميركيين، لاستكمال المحادثات التي بدأت الأسبوع الماضي في باريس، بحضور وزير الخارجية ماركو روبيو ومبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف.

وقد سبق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الاجتماع بتأكيده أن "المهمة الأساسية هي الدفع نحو وقف غير مشروط لإطلاق النار"، مشددًا على أن أي اتفاق سلام "لا ينبغي أن يكون مرهونًا بتنازلات إقليمية".

وفي السياق ذاته، جدّدت باريس موقفها الرافض لأي تنازلات، إذ شدد وزير الخارجية الفرنسي على أن لدى أوروبا "خطوطًا حمراء لا تقبل التفاوض" في أي اتفاق مع موسكو.

تطرح مثل هذه التصريحات تحدياتٍ لإطار السلام الأميركي، الذي قدمه روبيو وويتكوف للمسؤولين الأوكرانيين الأسبوع الماضي لنظرائهم الأوكرانيين، بوصفه العرض النهائي لدى الرئيس ترامب، مع ما يحمله ذلك من دلالات

تطرح هذه التصريحات تحديات حقيقية أمام إطار السلام الأميركي الذي قدّمه ماركو روبيو وستيف ويتكوف للمسؤولين الأوكرانيين الأسبوع الماضي، بوصفه العرض النهائي من إدارة الرئيس دونالد ترامب. ويحمل هذا التوصيف دلالات بالغة، خصوصًا مع تهديد ترامب وروبيو الصريح بانسحاب واشنطن من جهود الوساطة في حال عدم إحراز تقدم ملموس خلال الأيام القليلة المقبلة.

ويبدو أن مقترح ترامب يفرض تنازلات قاسية على الجانب الأوكراني وحلفائه الأوروبيين، لا سيما وأن الرئيس زيلينسكي سبق أن استبعد مرارًا القبول بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم وأجزاء من أربع مناطق في شرق أوكرانيا.

وفي ما يخص الموقف الروسي، أشار موقع أكسيوس إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين سبق أن عرض "تجميد خطوط المواجهة الحالية" كقاعدة للاتفاق، لكنه رفض عناصر أخرى من خطة السلام الأميركية، منها مقترح نشر قوات حفظ سلام أوروبية على الأراضي الأوكرانية.

ونقل الموقع عن مصدر مقرّب من الحكومة الأوكرانية أن كييف تعتبر الاقتراح الأميركي "منحازًا بشدة لصالح روسيا"، مضيفًا أن الوثيقة المكونة من صفحة واحدة "تُفصّل المكاسب الروسية بوضوح، لكنها تكتفي بإشارات عامة وغامضة لما ستحصل عليه أوكرانيا".

مكاسب روسيا من الاقتراح الأميركي

عدّدت وثيقة المقترح الأميركي 5 مكاسب ستحققها روسيا من خلال اتفاق السلام المنشود، وهذه المكاسب هي على التوالي: "اعترافٌ أميركي رسمي بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، بالإضافة لاعتراف فعلي بسيطرة روسيا على كامل مقاطعة لوغانسك تقريبًا، والأجزاء المحتلة من دونيتسك وخيرسون وزاباروجيا".

كما تشمل المكاسب الروسية وعدًا أميركيًا "بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)"، وفوق ذلك يَعِد المقترح الأميركي روسيا برفع العقوبات المفروضة عليها منذ عام 2014 وتعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، لا سيما في قطاعي الطاقة والصناعة.

مكاسب أوكرانيا من عرْض ترامب:

ستحصل أوكرانيا بموجب المقترح الأميركي على ضمان أمني قوي، يتمثل في نشر قوات أوروبية متخصصة على الأراضي الأوكرانية، مع احتمال انضمام قوات غير  أوروبية إلى تلك القوات.

وبالإضافة إلى ذلك يعرض المقترح الأميركي على أوكرانيا  "استعادة جزء صغير من منطقة خاركيف التي تسيطر عليها روسيا"، إلى جانب توفير ممر آمن على نهر دنيبرو، الممتد على طول خط المواجهة في أجزاء من جنوب أوكرانيا.

كما يقضي المقترح الأميركي بتقديم تعويضات ومساعدات لإعادة الإعمار، دون أن تحدد الوثيقة مصادر تمويل تلك العملية.

وفي حين بدا المقترح الأميركي حاسمًا في مسألة انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، إلا أنه أبدى انفتاحًا على إمكانية التحاق كييف بالاتحاد الأوروبي.

ملحقات الخطة الأميركية:

لا تقتصر الخطة الأميركية على ما سبق ذكره فحسب، بل تتضمن عناصر أخرى، بعضها يتعلق بمحطة زاباروجيا النووية، وبعضها الآخر يتعلق بصفقة المعادن النادرة بين أوكرانيا والولايات المتحدة.

بخصوص محطة زباروجيا للطاقة النووية - وهي أكبر منشأة من نوعها في أوروبا - فستعتبَر أرضًا أوكرانية، لكن ستتولى الولايات المتحدة إدارتها، وستزود كلًا من أوكرانيا وروسيا بالكهرباء.

أما فيما يخص صفقة المعادن النادرة، فلم تتعرض الوثيقة لأي تفاصيل جديدة حولها، وإن كان الرئيس ترامب صرح في وقتٍ سابق قائلًا :إنه سيُوقع عليها يوم الخميس".

الخطة الأميركية، التي توصف بالنهائية، جرت صياغتها بعد أن التقى مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، ببوتين لأكثر من أربع ساعات الأسبوع الماضي، في سانت بطرسبورغ.

صياغة المقترح الأميركي جاءت بعد لقاء ويتكوف ببوتين

أشار موقع "أكسيوس" إلى أن الخطة الأميركية، التي وُصفت بالنهائية، جرى إعدادها عقب اجتماع مطوّل بين مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، استمر أكثر من أربع ساعات الأسبوع الماضي في سانت بطرسبورغ.

وتضيف "أكسيوس" أنه "بعد عرْض الخطة، عرَض بوتين وقف العمليات على طول خطوط المواجهة الحالية، كجزء من أي صفقة محتملة"، ويعدّ هذا العرض الروسي، حسب أكسيوس، أكبر بادرة من بوتين حتى الآن للإشارة إلى استعداده للسلام. ومع ذلك، يشير الموقع، إلى أنّ المسؤولين الأوروبيين ما يزالون متشككين من روسيا.

ويتكوف يتوجه إلى موسكو وروبيو يغيب عن محادثات لندن

أعلن البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى موسكو في وقت لاحق من هذا الأسبوع لعقد اجتماعه الرابع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وبناءً على ذلك، يُرجّح أن يتغيّب كل من ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو عن محادثات لندن، التي تُعقد اليوم الأربعاء، بمشاركة مسؤولين أميركيين وأوكرانيين وفرنسيين وألمان وبريطانيين.

وسيمثّل الولايات المتحدة في اجتماعات لندن المبعوث الخاص إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، فيما سيكون المقترح الذي قدّمته إدارة ترامب خلال اجتماعات باريس، محورَ النقاش الأساسي في المحادثات. ومن المحتمل أن تدفع أوكرانيا في المقابل بمقترح الرئيس زيلينسكي، الذي يدعو إلى هدنة لمدة 30 يومًا، وهو مقترح كانت موسكو قد أبدت استعدادها لمناقشته.

ويُفسّر هذا جزئيًا، وفقًا لمسؤول أميركي، غياب روبيو عن الاجتماعات، والاكتفاء بإيفاد كيلوغ. وكان روبيو قد صرّح بأنه أجرى "محادثة مثمرة" مع نظيره البريطاني، مضيفًا في منشور على منصة "إكس" أنه يتطلع إلى متابعة نتائج محادثات لندن.

وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، يوم الثلاثاء، استمرار المفاوضات، معربة عن أملها في أن تسير "في الاتجاه الصحيح" – في إشارة إلى حالة الإحباط التي يشعر بها ترامب إزاء بطء المفاوضات، والتي عبّر عنها الأسبوع الماضي، ملقيًا باللوم على موسكو وكييف، ومهدّدًا بالتخلي عن جهود الوساطة الأميركية.