26-يونيو-2018

تريد الإدارة الأمريكية أن تغطي الدول العربية على استبعاد الفلسطينيين (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

تتصدر صفقة القرن الغامضة، أو التسوية التي يتم السعي لفرضها على الفلسطينيين، التي يديرها صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره، جاريد كوشنر، الملفات السياسية في المنطقة، رغم أنه لم يتم الكشف عن تفاصيلها بشكل رسمي، وبدا منذ البداية أن هناك دولًا عربية، انحازت إلى المشروع مستغلًًة غياب/تغييب السلطة الفلسطينية، التي ترفض وساطة الإدارة الأمريكية. وقد كشفت صحف إسرائيلية عدة خلال اليومين الماضيين، عن دور حاسم تلعبه السعودية والإمارات وبعد الدول العربية التابعة لهما، من أجل تسيير الصفقة الموعودة، من دون أن يعطل موقف السلطة الفلسطينية طريقها.

وقالت صحيفة يسرائيل هيوم، إن أربع دول عربية أقرت بقبولها قيام الولايات المتحدة بتحييد عباس في ظل سعيها لوضع اللمسات الأخيرة "لصفقة القرن". وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن أربع دول عربية تدعم خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتسوية الوضع بين الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية، ومستعدة لتنحية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لتنفيذها على أرض الواقع.

وعلى ما يبدو، فقد وجدت الأطراف المعنية بالصفقة صيغة مشتركة، بخصوص بعض التفاصيل التي كانت الخلافات حولها تعيق إعلان بدء الصفقة رسميًا، على غرار إدارة الأردن للمقدسات، أو القلق المصري من البنود المتعلقة بإدارة الحدود مع غزة. وقد كشفت صحيفة هآرتس قبل أيام، عن اتفاق مع السلطات المصرية، سيتم من خلاله بناء مشاريع بين قطاع غزة والعريش، من بينها منطقة صناعة حرة.

من جهتها، كشفت صحيفة العربي الجديد، من خلال مصادر مصرية رسمية ومطلعة، أن مصر قد وافقت فعليًا على تفاصيل الصفقة الأمريكية، وسيكون لها دور بارز في الصفقة من خلال ملف سيناء، وكشف المصادر للصحيفة "أن مباحثات كوشنير في القاهرة تطرقت إلى التفاصيل الخاصة بالإسهام المصري في الصفقة، والذي سيكون عبر بوابة سيناء وبالتحديد شمال سيناء، والتي تم تحديد دور كبير لها في تلك الخطة"، مبينة أنه من المقرر أن "تتم إقامة منطقة تجارة حرة على الحدود المشتركة بين قطاع غزة ورفح المصرية، بالإضافة إلى إنشاء محطة كهرباء عملاقة في منطقة مخصص إنتاجها لقطاع غزة بتمويل إماراتي كامل يتجاوز 500 مليون دولار".

على الرغم من عدم إعلانها بعد، إلا أن كثيرًا من تفاصيل "صفقة القرن" الخاصة بترامب تبدو معروفة للجميع.

ووفقًا لتقرير يسرائيل هيوم، فقد أكدت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن، لجاريد كوشنر، صهر الرئيس ترامب، والمُكلف بالملف الإسرائيلي الفلسطيني، ومبعوث السلام جاسون غرينبلات، دعمهم لخطة واشنطن.

وأفادت الصحيفة بأنها تحدثت مع مسؤولين من الدول العربية الأربعة. وصرح هؤلاء المسؤولون لها بأن حكوماتهم قد قررت دعم خطة الولايات المتحدة بغض النظر عن مشاركة عباس والسلطة الفلسطينية في الصفقة.

اقرأ/ي أيضًا: جديد علاقات إسرائيل مع السعودية والإمارات.. ترتيبات ما قبل صفقة القرن

وقد ذكر التقرير أن "مسؤولًا مصريًا كبيرًا" قال إن الدول الأربعة وافقت بالإجماع على أنه إذا تجاهلت الولايات المتحدة محمود عباس، وحاولت تنفيذ خطة التسوية، فإنهم لن يعارضوها. ومنذ توليه الرئاسة، كثيرًا ما وصف ترامب نفسه بكونه الرجل الذي سيجري المفاوضات التي تنهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعلى الرغم من ذلك، وبعد اعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل، اتهمه عباس والسلطة الفلسطينية بالتحيز الواضح لإسرائيل، وبالتالي، استبعاد الولايات المتحدة من دورها في الوساطة النزيهة. وتنادي السلطة الفلسطينية بجعل القدس الشرقية، التي تحتلها إسرائيل منذ هزيمة حزيران عام 1967، عاصمةً لدولتهم الفلسطينية المُنتظرة. وبسبب سخطه على موقف إدارة ترامب، رفض عباس التعاطي مع محاولات الولايات المتحدة تنفيذ استراتيجيتها للوضع الإسرائيلي الفلسطيني.

  في ظل عدم إعلانها بعد، إلا أن كثيرًا من تفاصيل "صفقة القرن" الخاصة بترامب تبدو معروفة للجميع. وصرح صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، لموقع Middle East Eye الأسبوع الماضي، أن "صفقة القرن" ليست صفقة على الإطلاق. وقال إن واشنطن تريد تطبيق استراتيجيتها على أرض الواقع، بغض النظر عن الفلسطينيين ومصالحهم. وأشار عريقات إلى أن الأمريكيين أصبحوا "مجرد متحدثين باسم الاحتلال الإسرائيلي"، وأضاف قائلًا إن النوايا الأمريكية كانت تسعى من البداية إلى "شرعنة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي".

ووفقًا لتقرير صحيفة يسرائيل هيوم، فإن الرياض، وأبوظبي، والقاهرة، وعمّان لا يوافقون على موقف السلطة الفلسطينية، ويرفضون موقف عباس الرافض لتسوية ترامب. ويرى هؤلاء في رفض عباس التعامل مع الأمريكيين خطوة خاطئة. وقد نشر موقع Middle East Eye تقريرًا في آذار/مارس أن عباس قد تلقى نسخةً من الخطة الأمريكية من مسؤولين سعوديين، إلا أنه رفض الاطلاع عليها.

وحسب الصحيفة الإسرائيلية اليومية، أكد مسؤول أردني بارز أن كوشنر وغرينبلات أُخبروا أن "الدول العربية لن تعرقل عملية السلام، وأن استمرار عباس في موقفه الرافض للتعاون مع الأمريكيين سوف يؤدي إلى البدء في تنفيذ خطة السلام في المنطقة بدونه". حسب ما ذكر التقرير.

 

اقرأ/ي أيضًا:

السعودية ومسلسل التطبيع.. متى سيرفرف العلم الإسرائيلي في الرياض؟

مشروع "نيوم".. ذريعة ابن سلمان لإعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل