01-أبريل-2021

مجموعة لـ رشيد قريشي/ الجزائر

 

قفزة معلّقة

 

أودّ لو أقرع جرسًا عند أعلى جدار الحياة

يعلن انتهاء موعدي

وأنتقل الى بهو أكثر اتساعًا

فالنور السافر هنا بات يحبطني

وما من شيء للاستهلاك:

الأسماك في الأكواريوم ما زالت صغيرة

والتّفاح غير ناضج،

أتمنى لو أصبح أكثر استعدادًا لاستقبال هواء غير مثالي.

ولكن أخاف ان عبرت النهر، أن لا أعود

أو أن أعود وأتجسد تحت شكل آخر

فلا يعرفني أحد من أصدقائي.

أخاف أيضًا ان عدت

أن أعود أشبه بالرواد الأولين وأضجر كثيرًا.

وهكذا أتردد وأتردد في القيام بقفزتي

 

رجل صغير

 

الصمت رجل صغير، أسمر قليلًا

يبني بيوته من هواء

يدّخر مؤونته في الخفاء

يهرّب لي المخدر والعذوبة.

الصمت رجل حمل عدّته ومشى

بعربة الظل السريعة.

ينفقون نفسهم لأجله ويحمي نفسه لأجلهم.

مهيأ دوما لمعارك

يكون فيها المنتصر.

 

خزانة

 

أفتح الخزانة وأجد أفكارا كثيرة

لا ألبسها كلها

أرتب بعضها

أؤجل بعضها الآخر لحفلات تستحقّ.

هناك أفكار مجنّحة وأفكار راسخة كالجدران

أفكار عارية وأفكار شبه عارية.

ما من حجاب في الخزانة يفصل بيني وبين أفكاري

لكن ثمة رفات لأفكار شهيدة.

وهناك أفكار تحومّ تحويمًا

لا ألتقطها ولا تلتقطني

يفصل بيني وبينها الهواء.

 

العدم والذهب

 

كانت لحظتي مقطوفة من أشجار العدم

وأزهر العدم فيّ نورًا

ارتخت الأرض لنظرتي

ولم تعد بخيلة.

في يوم ما، كنت ألهو أمام نهر في الطرف الشرقي من الأرض

أرمي فيه الحجارة

فتنفلش المياه على وجهي

وتتحول الى ذهب.

كنت كلما رميت حجارة في النهر

تكاثر نسلي.

كان شعري طويلًا، امتدادًا لجذور أزليّة

كان جسمي أبيض

ثم اصطبغ بألوان الحياة

وبقي قلبي أبيض.

واقتلعتُ الماضي

وزرعتَني في أرض جديدة.

وذات يوم نمت

وقمت وفي يدي قلم يغيّرني

أنتقلُ به منّي اليّ

وأعانق حكاية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشِّعْرُ رحَّالٌ وحيد

حقائبنا ببن أقدامنا ودموعنا أيضًا