20-أبريل-2016

من تظاهرات الحراك الجنوبي في عدن

على مدار يومين في ساحة الحرية في مدينة عدن جنوبي اليمن، احتشد آلاف الجنوبيين اليمنيين من أنصار الحراك الجنوبي الداعي إلى فصل جنوب اليمن عن شماله من محافظة عدن ومن شتى محافظات الجنوب اليمني تلبية لدعوة قيادات فصائل الحراك.

ناشطوا الحراك الجنوبي متفقين على أن غياب الحامل السياسي للقضية الجنوبية هو ما أضعف موقف الجنوبيين وجعلهم عاجزين عن الإتيان بفعل سياسي نوعي

هذه التظاهرة التي أسموها بمليونية "تقرير المصير واستقلال الجنوب"، والتي جاءت بالتزامن مع انطلاق المفاوضات بين أطراف النزاع في اليمن برعاية أممية في دولة الكويت، والتي تأخر انعقادها بسبب اشتراطات فرضتها جماعة الحوثيين.

اقرأ/ي أيضًا: مخلفات الحرب..آلاف المعاقين في جنوب اليمن

 المشاركون رفعوا أعلام دولة الجنوب الديمقراطية والعملات النقدية لدولة الجنوب ولافتات الاستقلال في احياء للذكرى العاشرة لاستقلال الجنوب اليمني وتأسيس الحراك الجنوبي الذي تبنى صوت الجنوب المطالب بالعودة إلى ماقبل عام 1990، حيث كانت جمهورية اليمن الديمقراطية قائمة على أرض الجنوب، ويقولون أنهم أرادوا إيصال رسالة قوية للمتفاوضين بإدراج القضية الجنوبية ضمن مفاوضات الكويت وأجندتها، وللمجتمع الدولي للاهتمام بقضيتهم والاعتراف بها.

 المواطن "أحمد علي" تحدث لـ"الترا صوت" بالقول: أناشد باسمي وباسم كل اليمنيين الجنوبيين المجتمع الاقليمي والدولي بمساعدة الجنوبيين في استرجاع دولتهم دولة الجنوب الحر من احتلال الرئيس السابق علي عبدالله صالح وخلاياه النائمة وأعوانهم مسلحي الحوثيين، وأكد "علي" أنهم خرجوا ليظهروا للعالم أن مطلبهم هو الحرية والاستقلال لمحافظات الجنوب اليمني.

اقرأ/ي أيضًا: محاكم عدن..باب العدالة المهدم

ناشطوا الحراك الجنوبي اتفقوا على أن غياب الحامل السياسي للقضية الجنوبية هو ما أضعف موقف الجنوبيين إقليميًا ودوليًا، وجعلهم عاجزين عن الإتيان بفعل سياسي نوعي حتى على مستوى التوافق بين فصائل الحراك نفسها، الناشط في الحراك الجنوبي" أحمد الدهالي"، أكد ل"الترا صوت" أن المليونية تعبر على أن إرادة شعب الجنوب لا تقتصر على المفاوضات التي تسعى لها قوى سياسية في دولة الكويت، وأضاف: الممثلون الذين ذهبوا لتمثيل الحراك الجنوبي في المفاوضات ليسوا إلا ممثلين تم اختيارهم لأغراض سياسية معينة من قبل قوى سياسية لا تنتمي بأي صلة لما ينشده الشعب الجنوبي، فالشعب الجنوبي هو صوت نفسه وليس لديه أي حامل سياسي حقيقي في خارج اليمن.

الانتشار الأمني كان له الدور الفعال في إنجاح التظاهرة، والمدرعات الحربية التي كانت تقمع المتظاهرين في هذه الساحة في كل ذكرى يتم إحيائها على مدى تسع سنوات، تقف اليوم جنبًا إلى جنب مع الشباب والشابات، القائد العسكري "محمد محماش"، قال لـ"الترا صوت": المقاومة الشعبية يقفون في ساحة الحرية مع الجيش الوطني لحماية المناضلين الذين خرجوا للمطالبة بحقوقهم كمواطنين، ونحن الآن في صدد بناء جيش جنوبي في خدمة دولة اليمن الجنوبي الديمقراطية، ولن نقبل بالفدرالية ولا بالأقاليم ولن نتخلى عن حماية دولتنا دولة الجنوب الديمقراطية، وسوف نناظل ونكافح كل الشراذمة الذين سوف يقلقون أمن محافظات الجنوب أو يقمعون مطالبهم، وأكد "محماش" أن الجنوبيين لن يقبلوا بأي مخرجات سواءً من مفاوضات الكويت أو غيرها لا تعطي الأحقية الكاملة لأبناء الجنوب في إقامة وبناء دولتهم الخاصة وبكوادرهم وطاقاتهم. 

وبالرغم من الجهود المستمرة في إقناع قيادات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج لبحث الخيارات الممكنة في الحفاظ على يمن تحت مظلة دولة واحدة تضم الشمال والجنوب، إلا أن المشاركين في التظاهرة يقولون أن خيارهم الوحيد هو استعادة الدولة الجنوبية، أما خيار الفدرالية أو الدولة الاتحادية فيرون أنه سوف يجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية وسيبقي على هيمنة شمال اليمن على جنوبه، وأكد المتظاهرون أن هذه التظاهرة ليست الأخيرة وأنهم مستمرون للمطالبة بما أسموه "رد الاعتبار لكل الجنوبيين".

اقرأ/ي أيضًا: 

اليمن..هدنة هشة في انتظار مفاوضات الكويت

عدن..سقوط حصن القاعدة اليمني الأخير