17-سبتمبر-2021

وصول صهاريج نفط من سوريا إلى بعلبك (Getty)

تباينت التعليقات وردود الفعل في لبنان، بعد وصول الدفعة الأولى من صهاريج الوقود من إيران عبر سوريا، بعد أشهر من إعلان أمين عام حزب الله أن حزبه سيقوم بشراء المحروقات من إيران بالليرة اللبنانية، وبيعه بالسوق لتخفيف المعاناة عن الشعب اللبناني، حيث رحب جمهور الحزب  بالخطوة، وكالوا عبارات المديح والثناء  لإيران وسوريا، كما صوّروا العملية على أنها انتصار، على اعتبار أنهم نجحوا في كسر الحصار الأمريكي، في المقابل، شكّك قسم من اللبنانيين بفعالية هذه الخطوات على اعتبار أن الكميات التي  وصلت قليلة جدًا، ولا تكفي السوق سوى لعدة أيام، كما  رفضوا فكرة أنها تساهم  في كسر الحصار على لبنان، فهم في الأساس لا يعتبرون أن مشاكل لبنان سببها الحصار، بل فساد سياسييه على امتداد السنوات، وبالتالي فإن الهدف من إدخال هذه الصهاريج، هو خدمة أجندة خارجية، ومساعدة النظامين الإيراني والسوري.

قام جمهور حزب الله بالترويج لوصول صهاريج النفط الإيراني على أنه كسر للحصار وانتصار كبير، بينما انتقد قطاع واسع من اللبنانيين هذا الخطاب وشككوا في الخطوة 

وفي أبرز التعليقات والمواقف المرحّبة بدخول صهاريج المازوت الحدود اللبنانية، عبر استخدام وسم "سيد من وعد ووفى"،  نشر الناشط محمد إدريس صورة لشاحنات المازوت وهي تعبر المدن اللبنانية، ووصفها بقوافل كسر الحصار، وقالت الناشطة حوراء فاعور إن دماء الشهداء، هي من عبّدت الطريق لوصول قوافل المازوت اليوم إلى لبنان، في إشارة إلى مشاركة حزب الله في الحرب السورية. 

بدوره قال الناشط حمود فرحات إن رؤية مشهدية الصهاريج وهي تعبر تُشعره بالفخر والاعتزاز، وأنه لا يجد الكلمات الكافية لوصف مشاعره، بينما أشارت الناشطة هنادي حمداني، إلى أن عبور الصهاريج، كسر حصار الأمريكيين وجبروتهم،  وقالت الناشطة زينب الصفار إن عصرًا جديدًا يبدأ في المنطقة اليوم، مع بدء سقوط الهيمنة، وأن الرجال الأشدّاء بفعلتهم اليوم، سيؤمنون مستقبل عظيم لأطفالنا، بحسب تعبيرها. 

على المقلب الآخر، قال الناشط عمر زين الدين، إن الحزب وحلفاءه، ساهموا في أزمة المحروقات  من خلال عملية تهريبها إلى سوريا، وهم يأتون اليوم بالنفط الإيراني، في محاولة للظهور بمظهر الأبطال أمام اللبنانيين، ثم يقولون بوقاحة أنهم كسرو الحصار الأمريكي، ووصف الأمر بالفيلم القديم والمستهلك، وعلّق الناشط أحد سعادة ساخرًا على صورة تظهر الصهاريج، وقال من باب التهكّم إنها قد تكون فارغة، وقد وصلت إلى لبنان للتزوّد بالنفط منه، وتهريبه إلى سوريا.

الناشطة كلوديت زغندي ردّت على تغريدة للوزير السابق وئام وهاب، يقول فيها إن الصهاريج التي وصلت كسرت الحصار على لبنان، فقالت إن الحصار الأمريكي هو على إيران وسوريا، ولبنان ليس محاصرًا، بل هو منهوب من الطبقة السياسية الفاسدة، واعتبرت أن الصهاريج لم تصل إلّا بعد صفقة من تحت الطاولة بين الأمريكيين والإيرانيين، وقال الناشط رمزي خوري إن نصرالله يكذب على الناس، مشكّكًا  بأن يكون مصدر المازوت من إيران، بل من خزانات مدينة القصير في سوريا، والتي يخزّن فيها حزب الله المازوت المهرّب بحسب خوري، بينما أشار الصحفي مهند الحج إلى وجود علاقة بين دخول الصهاريج إلى لبنان، عبر سوريا، وزيارة الوفد الوزاري اللبناني الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن الأمرين يؤكّدان أن "العلاقة المميزة" مع سوريا التي يدعو إليها دائمًا فريق 8 آذار، تعني أن يختفي لبنان ومؤسساته بالكامل.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

توقع موجة تقليص وظائف جديدة في صناعة السفر البريطانية مع استمرار الجائحة

انتقادات حقوقية لخطة الاتحاد الأوروبي بخصوص قاعدة بيانات المهاجرين واللاجئين