02-سبتمبر-2022
مسيرات بحرية ضمن مشروع أمريكي إسرائيلي سعودي لمراقبة إيران (البحرية الأمريكية)

مسيرات بحرية ضمن مشروع أمريكي إسرائيلي سعودي لمراقبة إيران (البحرية الأمريكية)

تشير صحيفة "وول ستريت جورنال" من خلال تقرير لمراسلها في بيروت ديون نيسنباوم  إلى أن البحرية الأمريكية تعمل إلى جانب "إسرائيل" والسعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط لبناء شبكة من المسيّرات البحرية، وهي عبارة عن زوارق غير مأهولة يتم التحكم فيها عن بعد، ليتم من خلالها  مراقبة النشاط الإيراني في مياه الخليج. وأشار المراسل إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تسعى إلى أن يكون هذا البرنامج نموذجًا للعمليات في جميع أنحاء العالم.

البحرية الأمريكية تعمل إلى جانب "إسرائيل" والسعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط لبناء شبكة من المسيرات البحرية لمراقبة النشاط الإيراني

لكن الضباط الأمريكيين امتنعوا عن الكشف عن عدد هذه  المسيّرات التي نشرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، أو الإدلاء بتفاصيل حول مكان وكيفية استخدامها، قائلين إن هذه المعلومات سرية. وتتوقع البحرية الأمريكية  أن يكون لديها 100 مسيرة بحرية صغيرة، مخصصة للاستطلاع بمشاركة عدد من الدول، تعمل من قناة السويس في مصر إلى مياه الخليج العربي قبالة الساحل الإيراني، حيث تزود هذه الزوارق المسيرة مقر الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين بالمعلومات.

ومع تزايد القلق من نفوذ إيران في المياه الإقليمية في المنطقة التي تعتبر أحد أهم الطرق الاقتصادية في العالم، كشفت طهران عن أنها نشرت سفنًا وغواصات مزودة بطائرات مسيرة، وحذر قائد الجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي خلال حديث مع الصحفيين خلال الجولة التي قام بها الرئيس بايدن مؤخرًا إلى المنطقة، بأنه "إذا أخطأ الأعداء، فإن هذه الطائرات بدون طيار ستقدم لهم ردًا مؤسفًا"، وهو ما دفع بالولايات المتحدة وحلفائها لبذل المزيد من الجهود لمراقبة المنطقة.

والعام الماضي اتهمت الولايات المتحدة ايران باستخدام طائرات مسيرة لاستهداف ناقلة تجارية تابعة لدولة الاحتلال قبالة السواحل الإيرانية في هجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم، ونفت إيران علاقتها بالحادث. ولم تتوقف الاستفزازات بين الجانبين عند هذا الحد، فقد حاولت سفينة يديرها عناصر من الحرس الثوري الاستيلاء على مسيرة بحرية أمريكية مزودة بكاميرات ورادار وأجهزة استشعار أخرى الأسبوع الماضي، بحسب ما قال مسؤولون أمريكيون، لكن عناصر الحرس الثوري تخلوا عن ذلك بعد أن اقتربت سفينة حربية وطائرة هليكوبتر أمريكية من الموقع في مياه الخليج.

تلقي هذه الحادثة الضوء عن هذا البرنامج، ويتحدث في هذا السياق النقيب مايكل براسور الذي يرأس فرقة البحرية الأمريكية العاملة على بناء أسطول المسيرات البحرية في الشرق الأوسط، قائلًا "أعتقد أننا حقًا على أعتاب ثورة تكنولوجية للزوارق المسيرة غير المأهولة".

ويعد البرنامح الذي دخل شهره السادس جزءًا من علاقة عسكرية تتعزز مع الوقت بين الولايات المتحدة، و"إسرائيل" وبعض دول الخليج بعد التوقيع على اتفاقيات التطبيع، كما يعكس البرنامج تحركات أخرى بقيادة الولايات المتحدة لتعزيز هذه الاتفاقيات.

ويشرح المقال طريقة العمل في هذا البرنامج. حيث يقوم "أفراد البحرية الأمريكية والمتعاقدون معها من مركز العمليات الروبوتية في المنامة، بمراقبة تقدّم المسيّرات البحرية، حيث تعرض شاشات الفيديو تنبيهات باللون الأحمر عندما تحدّد المسيّرة "أهدافًا مظلمة" أو تهديدات محتملة، وبإمكان هذه المسيّرات من طراز "بريداتور" وزوارق غير مأهولة من نوع "سيل درون" أن تبقى في البحر لمدة 6 أشهر، وإرسال صور مفصّلة وبيانات أخرى، ليقوم المحللون بمراجعتها ومحاولة تحديد ما تعرضه".

كما تختبر البحرية الأمريكية مجموعة من المسيرات البحرية، بما في ذلك واحدة تشبه القارب السريع ويمكن أن تصل سرعتها إلى ما يقرب من 90 ميلًا في الساعة.

يقوم أفراد البحرية الأمريكية والمتعاقدون معها من مركز العمليات الروبوتية في المنامة، بمراقبة تقدّم المسيّرات البحرية

يقول نائب الأدميرال براد كوبر إن "الأسطول أثبت قيمته من خلال الكشف عن نشاط مثل تحرك سفينة بحرية صينية عبر المنطقة، وعمليات النقل المشبوهة من سفينة إلى سفينة، والسفن التي تستخدم أجهزة التعقب الإلكترونية لإخفاء هوياتها". وأضاف "لقد تمكنا من اكتشاف نشاط لم نكن نعلم أنه كان يحدث من قبل". وتعد المسيرات البحرية التي يجري اختبارها الآن غير مسلحة،  لكن محللي الدفاع يتوقعون أن تتحرك البحرية نحو تجهيز بعضها بالأسلحة في المستقبل، وهو أمر من المرجح أن يثير جدلًا حادًا بحسب ما ذهب إليه المقال.