13-أغسطس-2022
الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد

الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد (1930 – 2015)

أثار إعلان "دار سطور" عن استعدادها لإصدار الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد (1930 – 2015)، جدلًا واسعًا وسجالات حادة في مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب مواقفه السياسية الداعمة لنظام البعث وزعيمه صدام حسين.

اعتبر مثقفون عراقيون وعرب أن المطالبة بإهمال منجز عبد الواحد وتهميشه بسبب مواقفه السياسية ليس إلا شكلًا من أشكال الديكتاتورية

وتساءل بعض المثقفين العراقيين، في سياق استنكارهم لهذه الخطوة، عما إذا كانت الطبعة الجديدة التي تستعد "سطور" لإصدارها مطلع العام القادم في 3 مجلدات، تضم القصائد التي كتبها عبد الواحد في مديح صدام حسين ونظامه، الذي عانى منه العراقيون على مدار أكثر من 20 عامًا.

واعتبر آخرون أن إعادة طباعة أعماله ونشرها، هو ترويج لديكتاتورية صدام حسين التي قالوا إن الراحل يُعدّ أحد أبرز رموزها الأدبية، بينما يراه البعض الآخر شريكًا فاعلًا في جميع الممارسات السلطوية التي مارسها النظام السابق.

الأعمال الكاملة

وقال بعض المشاركين في هذا السجال إن الخطوة التي أقدمت عليها "سطور"، تروج لشاعر انتهازي من شعراء السلطة المجرمة التي نال في عهدها الشهرة والرعاية والمال بحسب تعبيرهم. في حين عدّها آخرون استهزاءً بمعاناة العراقيين في ظل حكم صدام حسين، الذي أهرق عبد الواحد الكثير من الحبر في مدحه. بل إن البعض تساءل، ساخرًا، عما سيبقى من منجزه إن قاموا بحذف القصائد التي كتبها له.

تهميش منجز عبد الرزاق عبد الواحد شكلًا من أشكال الديكتاتورية

وفي المقابل، رفض مثقفون عراقيون، وعرب، اختزال منجز عبد الرزاق عبد الواحد في القصائد التي مدح فيها صدام حسين، واعتبروا أن مطالبة البعض بإهمال منجزه وتهميشه ليس إلا شكلًا من أشكال الديكتاتورية، وأنه لا يحق لأحد إلغاء أو تهميش منجز أي أديب بسبب مواقفه السياسية.

رأى البعض في إعادة نشر أعمال عبد الواحد استهزاءً بمعاناة العراقيين في ظل حكم صدام

ودعا مثقفون آخرون إلى الفصل والتمييز بين مواقف عبد الواحد السياسية، ومنجزه الأدبي الفريد بشهادة كبار النقاد العراقيين والعرب. كما واعتبرو أن "سطور" لم تكن لتقدم على هذه الخطوة لو لم يكن هناك طلب متزايد على أعماله من قبل القراء.

يذكر أن عبد الرزاق عبد الواحد شاعر عراقي من مواليد مدينة بغداد عام 1930. نشر قصيدته الأولى عام 1945، وصدر أول ديوان له عام 1950. نشر، منذ ذلك الوقت، أكثر من 50 عملًا شعريًا، بينها مسرحيات شعرية، ومجموعات للأطفال. توفي في باريس في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015.