20-أكتوبر-2015

عاشوراء يوم لعب واحتفال بالنسبة لأطفال المغرب(Getty)

يوم عاشوراء ليس يومًا عاديًا عند أهل المغرب، هو يوم يجمع الفرح بالفرجة، يحيون فيه تقاليدًا خاصة بهم تختلف عن نظيرتها في بقية البلدان الإسلامية، وفي كل مدينة من المغرب احتفالات وطقوس مختلفة. ويوم عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم من السنة الهجرية ويحتفل به سنويًا في المغرب. يستعد المغاربة ليوم عاشوراء منذ أول أيام شهر محرم وتتواصل الاستعدادات إلى اليوم العاشر ويطلقون على هذه الأيام "العواشر". تمتلئ الأسواق بالمغربيات، يشترون لوازم الاحتفال وتزدهر التجارة.

يستعد المغاربة ليوم عاشوراء منذ أول أيام شهر محرم وتتواصل الاستعدادات إلى اليوم العاشر ويطلقون على هذه الأيام "العواشر"

يقبل الأطفال على شراء مسدسات مائية وأواني ودمى، بينما تشتري السيدات التمور والجوز واللوز والكاكاو والتين والحمص والحلوى، وهي معروفة عند المغاربة بـ"الفاكية"، ويتم توزيعها على الضيوف من الأهل أو الجيران أو أطفال الحي وتعتبر مظهرًا من مظاهر الاحتفاء بعاشوراء.

في اليوم التاسع من شهر محرم، أي قبل يوم من عاشوراء، يشعل الأطفال نيرانًا في الساحات، سواء في البوادي أو داخل بعض المدن، ويدعى هذا اليوم بـ"شعالة" أو "تشعالت" بالأمازيغية، ثم يقومون بالقفز فوق النيران مرددين "طائفة تمشي وتجي على قبر مولاي علي"، معتقدين أن ذلك يزيل الشر ويبعده.

وفي الغد يحل اليوم الموعود، يسمي الأطفال هذا اليوم "يوم زمزم"، ويقومون خلاله برش بعضهم البعض بالماء. ويخرج بعض الأطفال خاصة في الأحياء الشعبية، إلى الشوارع لرش كل من يمر أمامهم بالماء. ويرى الكثيرون في ذلك عادة سيئة ومزعجة.

وتبرز بين الأطفال في يوم عاشوراء، شخصية "بابا عيشور" وهي شخصية أسطورية، غير أن اسم "بابا عاشور" يختلف من منطقة إلى أخرى، فقد أطلقت عليه القبائل الأمازيغية اسم "أعاشور" أو "أبنعاشور"، وفي بعض مناطق جنوب المغرب يطلق عليه اسم "حرمة" و"الشويخ"، بينما أطلقوا عليه بمناطق شمال المغرب "با الشيخ" في حين يعرف بـ"عيشور" و"بابا عيشور" في وسط المغرب.

في يوم عاشوراء، يجول الأطفال في المغرب من منزل إلى آخر مطالبين بحقهم في الحلوى والجوز واللوز وهو ما يعرف بـ"حق بابا عاشور"

في يوم عاشوراء أيضًا، يجول الأطفال من منزل إلى آخر مطالبين بحقهم في الحلوى والجوز واللوز وهو ما يعرف بـ"حق بابا عاشور". وعندما يسدل الليل، تجتمع الفتيات والأطفال لترديد أهازيج من التراث المغربي القديم ويقضين قسطًا من الليل في الرقص والغناء. تردد البنات "عيشوري عيشوري دليت عليك شعوري" و"بابا عيشور ما علينا لحكام أللا .. عيد الميلود تحكموا الرجال أللا"، وهن عبر هذه الأغاني يعلن رفضهن "سلطة الرجل" عليهن.

في الليل أيضًا، تجتمع الأسر حول وجبة الكسكسي المعد بالخضار و"القديد" أو اللحم المجفف الذي تم إعداده من أضحية عيد الأضحى ويستعمل خصيصًا في هذا اليوم، ومن ثم تتناول "الفاكية" في إطار سمر ليلي خاص بيوم عاشوراء.

وفي بعض المناطق المغربية، تقوم النسوة بقص سنتيمتر من شعرهن، اعتقادًا منهن بكون شعرهن لن يتساقط طيلة السنة. وتشكل عاشوراء أيضًا مناسبة للكثيرين في المغرب للتعبد والصيام وإخراج الزكاة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في ما يعرف بتوزيع "العشور".

اقرأ/ي أيضًا:

عاشوراء في بيروت.. الموضة والطقوس

الجزائر.. "من وين أجيب المهر؟"