تنظم مكتبة الإسكندرية، يوم الأربعاء المقبل، معرضًا فنيًا بعنوان "عابرة الأزمنة" وهو عبارة عن لوحات رسمتها الفنانة المصرية سماح إمام مستلهمةً كتابات المؤرخ المقريزي، المعروف بلقب "مؤرخ الديار المصرية"، لا سيما في كتابه الشهير "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، ومن المخطط أن تعقد ندوة على هامش المعرض للوقوف على معاني ومضامين هذا المشروع الفني الخاص.
المعرض الذي يمثّل رحلة بصرية في زمن المماليك تحمل كل من لوحاته حكايتها الخاصة، فبعضها يركز على شخصيات تاريخية، كشجرة الدر، أو السلطان عز الدين أيبك، أو فارس الدين أقطاي الجمدار، كما أن اللوحات ذاتها تعطي مساحة واسعة لروائع العمارة المملوكية، حيث تظهر القصور والمساجد والحدائق، ضمن رؤية الفنانة التي تمزج الزخارف والموتيفات الإسلامية.
في لوحتها المعنونة "مئذنة مسجد السلطان قلاوون" توظف إمام أبياتًا من شعر المتصوف ابن الفارض، الأمر الذي يشير إلى ازدهار الصوفية آنذاك، كذلك نرى أن المئذنة مغطاة بـ"سمكة مقاتلة"، وعنها تقول إنها تعبّر عن الصراعات بين الأمراء والحكام في تلك الفترة، أما عن وجود المصباح في العمل فهو رمز لوجود الخير والنور في كل عصر.
تقول إمام: "كُتب التاريخ هي مرآة بصرية تستطيع من خلالها أن تحدد ملامح لشخوص تقفز من بين السطور إلى مُخيلتك مباشرة فتشكل الكلمات والأحرف صورة حيَّة، هذا ما نستطيع تفسيره بأن لكل شخصية تاريخية من العصور الوسطى ملامحها التي تشكلت في أذهاننا عبر المخيال، فماذا لو كنت تعيش في العصر المملوكي؟ مَن مِن الشخصيات المملوكية كُنت تود أن تراها؟".
سماح إمام فنانة من مصر. درست الجرافيك والتصوير الزيتي. اشتركت في العديد من المعارض الجماعية. تعمل دومًا على مشاريع ذات أفكار خاصة، فإلى جانب معرضها هذا كانت قد شاركت سابقًا مع مصور فوتوغرافي برسمها صوره الفوتوغرافية في لوحات زيتية.
