22-نوفمبر-2016

عائشة الشنا مؤسسة جمعية التضامن النسوي لمساندة حقوق المغربيات (مواقع التواصل الاجتماعي)

عائشة الشنا، اسم تردده بفخر جل المغربيات الناشطات في حماية حقوق النساء، فهي ملاذ لكل امرأة وجدت نفسها أمًا لطفل أو طفلة دون عقد زواج شرعي، ودون حماية قانونية لطفلها المتخلى عنه.

اعتادت عائشة الشنا أن تتكلم بكل ثقة، بعبارات واضحة، أمام المسؤولين المغاربة للمطالبة بحقوق النساء، خاصة اللواتي يطلق عليهن المجتمع اسم "أمهات عازبات"، وعلى أبنائهن "أبناء الزنا" أو "أبناء حرام". فهي دائمًا ما تقول إنها ترفض إطلاق مثل هذه الأسماء على هذه الفئة من المجتمع، وتصر "كأننا نصنف النساء بما حكمت به التقاليد المتوارثة منذ سنوات".

عائشة الشنا هي ملاذ لكل امرأة مغربية وجدت نفسها أمًا لطفل أو طفلة دون عقد زواج شرعي، ودون حماية قانونية لطفلها المتخلى عنه

النساء اللواتي أنجبن أطفالاً خارج مؤسسة الزواج بمحض إرادتهن أو اللواتي تعرضن للاغتصاب، تقول عنهن الشنا إنهن "نساء متخلى عنهن" أو "نساء في وضعية صعبة"، "وبالتالي الاهتمام بهن هو مسؤولية المجتمع والمسؤولين، هن ضحايا هذا المجتمع القاسي وضحايا القوانين أيضًا".

اقرا/ي أيضًا: العنف الأسري في المغرب.. ضد الرجال أيضًا

اختارت عائشة الشنا، بعد مسار من التضحية تأسيس جمعية في عام 1985، تهتم بالنساء ضحايا الزواج الكاذب، أو الاغتصاب أو حتى ضحايا علاقة عابرة، أنتجت طفلًا يرفض والده الاعتراف به، وقد أطلقت على هذه الجمعية "التضامن النسوي"، ومقرها في حي النخيل بالدار البيضاء، الذي أمسى عنوانًا لكل امرأة متخلى عنها من طرف رجل أو من طرف أسرتها.

وجهت عائشة الشنا اهتمامها صوب "الأمهات العازبات"، ضمتهن إلى صدرها كأم حنون تخشى على فلذات كبدها، دافعت عنهن في مؤتمرات وطنية ودولية، ونجحت في إقناع بعض المسؤولين بتغيير بعض القوانين، وقد صرحت في إحدى المناسبات: "ليس سهلًا أبدًا أن تتكلم عن هؤلاء النسوة في الثمانينيات وفي مجتمع ذكوري مثل المجتمع المغربي، ومحاولة إقناع المسؤولين بوجوب حمايتهن".

تضم جمعية "التضامن النسوي" عشرات من الأمهات العازبات، تقدم لهن المساندة النفسية والقانونية والاقتصادية، إضافة إلى تحسيس النساء بخطورة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وبضرورة ترشيدها، وقد نجحت هذه الجمعية في تشغيل بعض النسوة لضمان استقلاليتهن المادية وتربية أبنائهن أيضًا. كما تقدم الجمعية المساندة فيما يتعلق بتسجيل الأولاد في سجلات الحالة المدنية، فأغلبهن يكن في حاجة ماسة للمساعدة خاصة في المسائل القانونية.

اقرأ/ي أيضًا: العنف الزوجي وزواج القاصرات.. أرق المغربيات

وعملت جمعية "التضامن النسوي" على إدماج الأمهات وأطفالهن في عائلات، فكما تقول عائشة الشنا: "تمكنت الجمعية من جعل بعض الآباء يعترفون بأولادهم ويسجلونهم في الحالة المدنية، أو مصالحة النساء مع آبائهن وأسرتهن بشكل عام، كما نجحت أيضًا في مساعدة بعضهن على الزواج".

حصلت عائشة الشنا، والتي تبلغ من العمر 75 سنة، على أوسمة وجوائز عديدة، أبرزها جائزة وسام الشرف الذي منحها إياه الملك محمد السادس عام 2000، ووسام جوقة الشرف من درجة فارس من قبل الجمهورية الفرنسية، وأيضًا الجائزة التي تفتخر بها دائمًا، كما تقول، وهي جائزة أوبيس للأعمال الإنسانية الأكثر تميزًا سنة 2009 بمينيابوليس (الولايات المتحدة).

تدعم عائشة الشنا التماسك الأسري، وفي لقاءاتها الصحفية، تؤكد دائمًا أنها مع الأسرة وضد العلاقات المبنية خارج إطار الزواج، وأن حرصها على مفهوم الأسرة هو ما جعلها تحارب لأجل هؤلاء النسوة اللواتي هن في أمس الحاجة إلى العطف والحماية أيضًا هن وأطفالهن.

تحظى هذه المرأة باحترام جزء كبير من المغاربة، رغم انتقاداتها التي توجهها إلى المسؤولين أو المجتمع لكنها حافظت على احترامها وتقدير المغاربة لجهودها.

اقرأ/ي أيضًا: 

في المغرب.. قصص عن بطش بعض رجال السلطة

حفلات للطلاق عند صحراويات المغرب!