09-سبتمبر-2018

مقطع من لوحة لـ أمانج أمين/ العراق

كتبتُ عن أشياء كثيرةٍ كانت مؤلمة

أشياء لا يفهمها سوى من مضغ مسامير الخيبة

ثم ثبت صورة الأحلام بالبكاء

عن الحنينِ الذي يغفو في داخلي كالشظايا

ثم يركضُ فجأةً كلما ركلتني الصدفة

في طريقِ حبيبةٍ قديمةٍ

وعن الأيام التي تدهنُ زنادَ الموتِ باللاشيء

لتصوبَ كل شيءٍ في حياتي

وعن أحذيتي المثقوبة التي أتسربُ منها كالعرقِ

كلما وقعتْ عليّ نظرة رخيصة

وعن الحربِ التي تمسكُ بأسنانها

قلب القصيدة

مثل عاشق وفيّ

ركضتُ نحو كلمات نائية في خارطةِ اللغة

كلمات عالقة في حناجر الموتى

وصدئة من رطوبة الكتمان

شكلتها كما تشتهي أجراس الأنين

في باحةِ وحدتي

لصقتُ ريشَ المجازِ بالسطورِ

حتى حلقت بعيدًا عن أولئك الذين يصطادونها برصاصِ الأخطاء اللغوية

أووه إنها مواضيع سهلة

لا تحتاج سوى أن أدعك زجاجها

بجلدِ إحساسي

أما أنت يا أمي

لم أستطع الكتابة عنك

 ولم أرغب في ذلك وأنت في صالة العمليات

كنت أترك منشار أنينكِ يركضُ فوقَ عظامي

فيما أجلسُ في ممرِ المستشفى في الطابقِ الأول

تاركًا الصدى يحمل صوت الطحين

ويحفر بالسقوفِ صاعدًا

نحو سابع سماء.

*

 

حسب ارتفاع الذين يجلسون أمامي في الصف

أرفع يدي للإجابة ولا يراها المعلم

كيف إذًا اتهمني بائع الأحذية

أني سرقت فردة بدلًا لحذائي المثقوب؟

*

 

نحن الفقراء تقلمنا أمهاتنا

كي لا نعثر بأولئك الذين يدوسونا ويسبقونا إلى أحلامنا

وهكذا نكبر دون أن نؤذي أحدًا

مثل نبتة صغيرة على جانب الطريق

حتى أننا أقصرُ من كل شيء

ولأن كل ما هو أعلى للأغنياء

كنا ننمو أمام مرآة العوز المقعرة

فترعرعنا مقوسين للأسفل

حتى ظن البعض أننا جسورٌ

فعبرونا مرات سياسيون

ومرات قنوات تلفزيونية

تحقق نسب مشاهدة

على حساب ثيابنا المرقعة.

*

 

ما هو الفرق بين أعلى وأسفل

ثم إننا نكبر ونرتفع من قاع معاناتنا

ونعتلي أولئك الراكدين على الفوقية

نعتليهم مرات شعراء

ومرات أطباء ومعلمين ومهندسين و...

*

 

أن تعيش بمستوى الأقدام

ليس لأنك رخيص

بل لأن العالم ليس سوى حذاء!

وعقول الناس هي ما تدور حوله.

*

 

لست حزينًا لأني صغير

ولا لأني لا يراني أولئك الذين ينظرون بمستوى أنوفهم

فكل ما هو طويل هو نَاب مثل الـ....

بالمعنى الذي تفهمه

فلسان العاهرة طويل

ويد السياسي كذلك

ولحى القتلة أيضًا!

 

اقرأ/ي أيضًا:

فوزٌ أكيد ورغبات خاسرة

للقلب حروبه الخاصة

دلالات: