07-سبتمبر-2018

أغريليك على قماش لسالفات فيداي بعنوان "مدينة ماطرة"

كيف قرأت "الضوء الأزرق" ولماذا؟ لسؤال كيف هنا شقان، الأول الكيفية الحسية ولها مستويات، مثل أنني بدأت بقراءتها على مقهى تفاحة الذي آنست الجلوس فيه منذ نحو ثلاث سنوات، واتحدت مع جوه وانعدام قانونيته، إذ يستولي على شارع برمته. كنت وحيدًا، وربما لا، وكنت أبحث عن نجدتي عبر أي جسر روتيني، اتساقًُا مع ما تقول الحكمة: "الوقوع في الخطايا من أمرين: الفراغ، وعدم القناعة"، فقررت العودة للقراءة، بنهمٍ ما استطعت إلى ذلك سبيلًا. كنت أقرأ النص ليلًا. وفي الصباح كنت أقرأ كتابًا آخر أعوّد به نفسي على الأرق الذي أيقظني لساعات منتصف النهار.

في بدايات "الضوء الأزرق" يعطي الكاتب صورة عامة للأجواء التي قابل فيها "الشيخ"، وصورة تقترب وتبتعد عن النفس، إنها سيرة ذاتية لبواطن عالم حسين البرغوثي وأرقه

أما الكيفية المعنوية، فسيأتي دورها في قراءة الرواية. أما لماذا، فثمة أيضًا سببان، الأول ما سبق وذكرته من البحث عن النجدة، والثاني، وهو الأول في الترتيب الزماني، أن صديقًا لم ألتق به ولا مرة، وتصوّري عن هيئته بالأبيض والأسود كحال كل صوره، تجمعني به شاشة زرقاء، وأحاديث نَدِيَة، وأمل مستمر في أن نلتقي على الأرض مرة. كنا نتحدث عن "الدوائر"، لمّا رشح لي نص "الضوء الأزرق" للبرغوثي، وقال لي نصًا أو فيما معناه، إنه "شيخ طريقة في الدوائر"، وأنه ماكينة من ماكينات إيقاظ القلق في عالم يتوهم الهدوء والألفة.

اقرأ/ي أيضًا: تعرّف على 3 من أهم كتب السيرة العربية

بدأت في قراءتها فورًا، لكنني لم أتجاوز بضع صفحات. ثم أغلقتها كما أغلقت كل كتاب بدأت في قراءته خلال السنوات القليلة الماضية. توقفت عن القراءة بملل رهيب، حتى دفعت لها دفعًا مؤخرًا. وكانت عندي فكرة غير متبلورة بأن القراءة ممارسة المكتئبين أو العرفاء، ولست عارفًا ولم أكن أحب أن أكون في المكتئبين. والآن موقفي من هذه الفكرة محايد.

منذ فترة قصيرة ولدي أفكار شخصية، ربطت في ذهني مباشرة حالي بما ذكره الصديق عن "الضوء الأزرق" في خضم الحديث عن "الدوائر". كنت فد كتبت رسالة بِنيّة أن أودعها صديقي الذي مارسنا سويًا لعبة الرسائل فترة وجيزة، قبل أن تقطعها مشاغل الحياة وكسلها، بل ربما الإقرار بالنفور من توثيقها، ومن طرفي أنا، ومؤخرًا، بعض الارتباك، وكثير من التيه التقليدي.. فكتبت الرسالة، ولم أرسلها، إلى الآن. ثم قرأت الضوء الأزرق، وتفاجأت قليلًا بأنه نص طويل نسبيًا عما خبرته من حالٍ في كتابة الرسالة. ولم يدم تفاجئي، وقد عاشرت من السحر أغرب من ذلك التلاقي المُتصادف ربما.

في المخطوط

ينقسم عمل حسين البرغوثي، بل عمله الأبرز، لثلاثة فصول. يقول الغلاف إنها سيرة ذاتية، ولا أعلم إذا ما كانت بالفعل سيرة ذاتية، أم رواية تخيل فيها البرغوثي سيرته الذاتية، ولم أبحث. واكتفيت بأن كونها سيرة ذاتية ليس مستبعدًا، وقاربتها بجزء من سيرة ذاتية لكاتب سلوفيني يدعى إيفالد فليسار، ضمها في رواية "التلميذ والساحر" أو كما ترجمت للعربية إلى "المريد والشيخ".

في "المريد والشيخ" يحكي فليسار حكاية لقائه، بعد بحث مضن، بـ"الشيخ"، راهب تبتي أو اليوغاناندا، في إطار سحري، يقترب في بعض مشاهده من الأسطورة، التي ابتعد عنها البرغوثي بقدر كافٍ في قصته، أو سيرته، ففي حين قابل فليسار الشيخ بعد رحلة حسية ومعنوية شاقة، في مشاهد غرائبية بدرجة ما، قابل البرغوثي "الشيخ" في مقهى، بلقاء عادي ومبرر في سياق شخصيات قصته، والزمكنة. كان شيخ البرغوثي رجلًا يمكن رؤيته في أي مكان دون أن توحي هيأته بأن له في العرفان قدم، بل إن "بَرِي" كان أقرب للمشرد في هيئته، وعمومًا لم يكن التشرد غريبًا عنه أبدًا.

يعطي البرغوثي صورة عامة عن الأجواء التي قابل فيها بري. صورة عامة للمكان، وبعض التفاصيل عن الزمان، وصورة تقترب وتبتعد عن النفس. إنها سيرة ذاتية لنفس البرغوثي، كما أن المريد والشيخ سيرة ذاتية لنفس فليسار.

نتعمق في نفس الراوي بالتدريج، تدريج السيرة نفسها. الحس عنصر أساسي في رحلة النفس هذه، كما أن الصراع التقليدي بين العقل والقلب حاضر بقوة، خصوصًا في الفصل الثالث من الرواية. غير أن هذا، وككل مدارج السالكين، بالتدريج؛ تفاصيل عن المكان وسياق الحضور فيه، ونظرة على النفس من خلال سياق حضورها في المكان، ومن خلال شخصيات السيرة/القصة.

غلاف "الضوء الأزرق" لحسين البرغوثي
غلاف "الضوء الأزرق" لحسين البرغوثي

في سرده الأولي وكأن البرغوثي أراد أن يشدد على أن بري لم يكن حضوره الأول أطغى من غيره، من "المجانين والصعاليك والمشردين وأبناء العازة" الذين صحبهم في مسيرته، وفي سياتل خصوصًا، حيث مكان الجزء الأساسي للحكاية.

وفي هذه الغربة الغربية في قصة البرغوثي حضور لم أستطع تجاوزه لرمزية "الغربة الغربية" لدى السهروردي المقتول. أن تتفتح مسالك العرفان أمام الشاب الفلسطيني، حسين، في الغربة، الغربية، في الولايات المتحدة. كما أن لحضور الأزرق الأكثر طغيانًا، اتصال لم أستطع أيضًا تجاوزه لخصوصية الأزرق عند السهروردي، الذي كان يشير للعارفين أو أصحاب "العقول الذهبية" كما يسميهم بري؛ بـ"إخوان الخرقة الزرقاء"، والذي أعتقد أنه جزء من فكرة السياحة الفردانية في المعرفة القلبية، وما في ذلك من استلهام لملبس الطوارق، سواح الصحراء.

هذا الأزرق يعني الكثير عند البرغوثي في رحلته، كما يعني لي الكثير في تكويني وعلاقتي بالألوان، وشهورًا من دراسة الرابط بين الألوان والأمزجة والشخصيات.

يمشي الأزرق مع البرغوثي من الشك إلى العرفان، مرورًا بالإحساس بالذنب، أو النفس اللوامة التي سيطرت على جانب كبير من رحلته قبل أن ينعتق في إسارها، ولو نظريًا، متتبعًا "الضوء الأزرق".

اللقاء

 التقى حسين ببري أول مرة في مقهى. يسرد هيئته فلا تجد مميزًا عن باقي الشخصيات، ولا لقاءً جذابًا أو مشهديًا، كما كان الحال مثلًا بين فليسار واليوغاناندا في "الشيخ والمريد"، حيث التقى بشيخه/اليوغاناندا دون أن يعرف أنه هو، وسأله عنه ولم يجبه، ثم التقى به ثانية بعد مشقة عجيبة، ليعرف أنه هو، ويغضب.

أما بري فكان "مجنونًا" تقليديًا من مجانين مفتتح القصة الذين يخبرنا عنهم حسين. غير أن مقولة لصديقته التي عرفته ببري، لفتت انتباهه، واستمر صداها معه حتى طلب رفقة الشيخ، هي: "عند بري أبعد مما يبدو لك". عند كل يوغاناندا أو شيخ، أبعد، دائمًا، مما يبدو لمريد خائب استولى عليه عقله وأناته.

بدأ فليسار رحلة مقصودة للبحث عن اليوغاناندا الذي زاره في منامه عدة مرات في أستراليا ولندن، وأخبرته عنه امرأة التقاها مرة واحدة (أخبرني بهذا الجزء غير المنشور في الرواية، المترجم الذي أفاض من نفسه كثيرًا في النسخة العربية من الرواية، وصديق فليسار لسنوات، أسامة القفاش). أما حسين فقابل بري فيما يبدو صدفةً، وإن لم تكن كذلك تمامًا، بالنظر إلى أن حسين من داخله كان يبحث عن "مخرج" لجنونه القادم لا مفر.

لدى النفس الأمارة بالسوء يقين كيقين الشياطين، بينما في اللوامة رغبة في الانعتاق مستترة وراء أسدلة الخوف المستمر

وفي اسم المقهى الذي قابل فيه بري (المخرج الأخير) دونًا عن المكانين الآخرين اللذين اعتاد الجلوس فيهما ومقابلة صحبته من الفنانين المجانين والمشردين (سينماتك الوهم العظيم وحانة القمر الأزرق)؛ رمزية على لقاء الباحث المريد، حسين، والمعلم المراد، بري، الذي كان لحسين "مخرجًا أخيرًا" من حالة الخوف من الجنون.

اقرأ/ي أيضًا: العصيان الثقافي.. لماذا نخاف من التحليل النفسي؟

يشترك فليسار وحسين، فيما يشتركان، في إعمال العقل بما يطغى على حدود القلب. وفي ذاكرة كل منهما سيرة "تالفة" تحكي رؤية تالفة أيضًا عن نفسيهما. وقد كان قاسيًا عليهما أن معلميهما كانا على غير الهيئة التي تخيلاها يومًا عن المعلم. ربما صرح فليسار بذلك في نصه، وألمح حسين بذلك في عدة مواضع.

لم يكن اليوغاناندا سوى الرجل المستفز سائق البغلة التي ركبها فليسار ليعبر بها حدودًا جبلية في بدايات رحلة بحثه. وبعد أن استقر به المقام في إحدى الخانات، وقد كان يُعد نفسه لطوافٍ على الأديرة المحيطة بحثًا عن الراهب الحكيم، لمّا التقى بسائق البغلة، لكن على الهيئة التقليدية، بدرجة ما، للرهبان، وقال الراهب له: "أنت تبحث عني، وأنا أجدك".

أما حسين الذي كان يُدرك أن نفسه زرقاء في تخبط اختلاف دلالات اللون الأزرق التي أخذ يعدها بما استوعبه مما كُتب أو قيل، فلم يلتق ببري في حانة القمر الأزرق، وإنما التقاه في المخرج الأخير الذي يطغى عليه اللون الأصفر. يقول حسين إن الطريقة النقشبندية الصوفية تجعل الأزرق للنفس الأمارة بالسوء، والأصفر للنفس اللوامة، التي يسيطر عليها الشعور شبه الدائم بالذنب. ولدى الصوفية أيضًا، لا سبيل للنفس التي سلمت أمرها للسوء، حتى أنها باتت تأمر به دون إلحاح أو "وسوسة" من قوى خارجية.. لا سبيل لخلاصها ما دام طاب لها المقام في "الأمارة بالسوء"، في حين أن النفس اللوامة هي بدايات حظ المريدين في الطريق.

لدى النفس الأمارة بالسوء يقينٌ كيقين الشيطان، بينما في اللوامة رغبة في الانعتاق مستترة وراء أسدلة الخوف المستمر. لذا بدا منطقيًا أن يقابله في مقهى المخرج الأخير ذو اللون الأصفر. وأن يكون أكثر استكانة لصحبته لاحقًا، وقد سيطر الخوف على ذهنه تمامًا، وإن لم تكن الصحبة مستقرةً دائمًا.

الطريق

يُدرك حسين أن ذكرياته تصنعه الآن، ولا يفتأ يستدعيها ليفسر نفسه. وهكذا كان حال فليسار. ويبدو أنهما عاقلان بما فيه الكفاية ليدركا مثالب نفسيهما التائهة، والخائفة، والراجية. لكن المُعلم هنا وهناك، صادم في أحكامه بما يصعب على العقل استيعابه. الوقوع في أسر الذكريات قد يكون جريمة تجتر الحكم على الناس. لا ننسى أن حُسين حكم في اللقاء الأول على بري بذكرياته. قال: "في صوته أعماق بحرية، وصدى هدير ذكرني بليلة كنت مشيت فيها حافيًا...". صحيح أن ذلك قبل يبدو توصيفًا عاديًا، لكن لدى حسين الكثير من الذكريات حول البحر، استدعاها في وقع حديث/صوت بري عليه.

قبل سنوات كتبت: "كل الأشياء مقتلعة إلا الذكريات". ولم أعي مقولتي تمامًا –فالنفس تفضي كثيرًا بما لا تعيه- إلا عندما تعلمت أن الذكريات التي لا تقتلع، فيما يقتلع كل شيء آخر ويذهب مع رياح النسيان، هي مخاوفنا. هذه، بشكل ما، هي ذكرياتنا المستقرة فينا.

كما يقول بري: "أن تتأمل نفسك، يعني أن تفهم ما كنت تعرفه دائمًا من غير أن تفهمه"، كان قلبي يعرف معنى الذكريات، وأن كل الأشياء تقتلع إلا هي. قبل أن أكتب الجملة، كنت أعرفها دون أن أفهم ما أعرفه. قال اليوغاناندا لفليسار لما سأله عن جوهر نفسه: "ما هو جوهرك هذا؟ هل أنت بشري؟ إن فهمت هذا، فأنت هو جوهرك. الحق هو هذا".

يتكلم بري بالرموز والألغاز، حتى أن حسين قرر أن يضع قاموسًا يفك فيه طلاسم بري. ويتكلم اليوغاناندا بالرموز والألغاز كذلك. ويقول السهروردي في رسالة "حفيف أجنحة جبرائيل"، حين سأل الشيخ الذي صور له بالرمز والإلغاز أمر جناح جبرائيل: "قلت للشيخ: فما هي آخر أمرها صورة جناح جبرائيل؟ فأجاب: يا عاقل، كل هذه الأشياء ليست إلا رموزًا، إن علمتها على ظاهر معناها كانت تخيلات لا حاصل لها". هل كان حسين متأثرًا بنصوص السهروردي؟ أم بري هو المتأثر؟ أم أن الحقيقة واحدة على لسان السهروردي وبري واليوغاناندا وحكمة الهنود الحمر؟!

غلاف رواية "المريد والشيخ لإيفالد فليسار
غلاف رواية "المريد والشيخ لإيفالد فليسار

ماذا عن العلاقة التي أشار إليها بري سريعًا، بينه وبين معلمه؟ قال بري عن معلمه: "كان بإمكانه أن يعلمني الغوص قبل أن يلقي بي في بحره". هل هذا ديدن المعلمين عمومًا؟ أن يجروا المريدين إلى بحارهم ليغرقوهم فيها قبل أن يعلموهم الغوص على قدر أفهامهم، بالتدريج، بالمتابعة المستمرة، بالسؤال والإفهام؟! في رحلة فليسار، ضاق ذرعًا بمعلمه. لقد جره لبحره منذ أن زاره في رؤياه، قبل أن يغرق فيه باللقاء، وتركه هناك يغرق، ليعلم نفسه. وهكذا كان يُعلمه! قال لي معلمي يومًا: "طريقي وعرة، سأرشدك فيها بالإشارة والرموز. وأنت علم نفسك!". لم أفهم معلمي إلى الآن، وساورني ما يساور بري من مشاعر تجاه معلمه؛ يحبه، فلقد غرق في بحره على أية حال. لكن يستفزه أنه تركه ردحًا، في تيهه. غير أنه على كل حال، يبدو أن بري قد تعلّم أن يغوص، وهو لا ينكر أبدًا لمعلمه الفضل، وإلا لما قال إنه "معلمه" أصلًا.

ثم هل يدخل الاختيار ضمن البحث؟ أعتقد أن في الرغبة الشرهة للاختيار، بحثٌ وتعجل. قال لي أحدهم يومًا، إن الحقيقة في: "الاتباع والانكسار، وابتسام المدامع وترك الاختيار". الاتباع يعني الصبر وعدم التعجل، ويعني ذلك أيضًا "الانكسار" أو التواضع. ولا أعتقد أن التواضع قد يعني شيئًا سوى مجابهة الأنا المتضخمة. لطالما أنّب بري حُسين على أناته المتضخمة، حتى أن الفراق بينهما كان بسبب أن "أنا" حسين المتضخمة لم تستسغ تأنيب بري لها، ومقاطعته حديثه. وابتسام المدامع هي "راحة البال" التي نبه اليوغاناندا فليسار إليها، ونصحه بأن يتخلص من "حشائش أفكاره وفلسفاته الفارغة"، ونصحني يومًا معلمي بأن أبحث عن "القلب السليم" براحة البال، وقال لي: "المنغصات هي نقاط سوداء في القلب".

والاختيار نفسه هو التعجل والتطلع والبحث المضني، فيما أن كل شيء، هنا، فيك، فيما تعرفه ولم تفهمه يومًا. يقول بري لحسين المتلهف للخلاص، لـ"المخرج" من رعب الجنون وفقدان العقل: "لا تتعجل"، ويقول اليوغاناندا لفليسار: "لا تبحث لأنك ستفقد. لا تبحث، فقط اغتنم". وقد قيل لي أيضًا: "لا داعي للعجلة. لن تفهم إلا عندما تفهم". وعند الفهم تصبح كل هذه عادات أصيلة في النفس. يروي فليسار في روايته عن أحد حكماء الزن، قد وصل للتنوير، فسأله تلاميذه: "وماذا بعد؟ ماذا فعلت بعد ذلك؟"، فأجابهم: "لا شيء. طلبت واحد شاي". "فماذا عساه أن يفعل! عندما تكون حرًا، فإن كل شيء يكون هو ما عليه حقيقةً"، يقول فليسار.

هل كان البرغوثي متأثرًا بنصوص السهروردي؟ أم بري؟ أم أن الحقيقة واحدة على لسان السهروردي وبري واليوغاناندا وحكمة الهنود الحمر؟

لكن في النهاية، وإن بدا التسليم أول الرحلة، كثيرًا ما يحدث الفراق بزلات العجلة ونفاد الصبر وحجب الأنا والعقل للحقيقة، كما وقع الفراق بين موسى والخضر، وقع "أسوأ يوم" في حياة حسين بالفراق بينه وبين بري، وعاد فليسار أدراجه، وقد التهى في الحياة، وجمع بينه وبين حسين مرة أخرى مشترك آخر: كتبا قصتيهما، وقرأتمها أنا.

 

اقرأ/ي أيضًا:

القراءات المُذلة للكتاب

وحش "الكلام الفارغ".. أو لماذا صرت أخاف من الكتابة