11-فبراير-2017

جبران باسيل (مواقع التواصل الاجتماعي)

يحبّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن يطلّ على اللبنانيين من علٍ. في الخارج كما في الداخل. وهو لم يُقصّر في التحليق إليهم في بلاد المهجر ليدعوهم إلى الحفاظ على الهوية اللبنانية بعد التحذير من المساعي المبرمجة لـ "هدر" حقوق المسيحيين والتأكيد للمستمعين على أهمية تسجيل أبنائهم في سجلات نفوس بلاد الأرز.. من علٍ أيضًا من أجل الحفاظ على "التوازن الديمغرافي"، وذلك بفوقية العارف والوصي، أو فعليًا من فوق الغمام المكتنز في تصريحات للوفود الإعلامية المرافقة لجولاته المتلاحقة، والتي يختلط فيها على المستمع إن كان المتحدث وزير خارجية لبنان، كل لبنان، أم رئيس التيار "الوطني الحر" بما ومن يمثل.

يحبّ وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أن يطلّ على اللبنانيين من علٍ. في الخارج كما في الداخل فاستخدم طائرة للانتقال فوق أجواء لبنان

وما بين العلو والتحليق، وما بين أهدافه في التنقّل بين بلد وآخر ورغبته بالإطلالة على اللبنانيين من حيث هو، حُكي قبل بضعة أعوام عن إنجاز هام يُسجّل في لائحة إنجازات الوزير العوني وتمثّل في شرائه طائرةً خاصة أنفق عليها بعيدًا من سؤال "من أين لك هذا؟" ما يزيد عن عشرين مليون دولار أمريكي. وهذه الطائرة يفترض أن تُسهّل على باسيل رحلاته الخارجية. العديدة بطبيعة الحال نظرًا لمهامه واهتماماته. وهي ستكون في تصرّفه، جاهزة وغبّ الطلب متى اختار أو اضطر إلى الطيران شرقًا أو غربًا. شمالًا أو جنوبًا.

اقرأ/ي أيضًا: ميثاقية "باسيل" الانتقائية

أما محليًا، فقد اختار وزير "التغيير والإصلاح" مؤخرًا استخدام "هليكوبتر" تختصر له الوقت والمسافة، وتعفيه من الانتظار العقيم في طوابير الازدحام المروري اليومي والمتواصل على مدار الساعة، وتمكنّه من الإطلالة على لبنان واللبنانيين من علٍ. أوليس المشهد من السماء باتجاه الأرض أجمل، فأقله لن تكون أكياس النفايات واضحة للعيان، ولن تمرّ الطوّافة على "جورة" هنا أو جسر متداعٍ هناك. وهي ستُبيّن له ربما التوزّع الديموغرافي في المدن والقرى على أبواب انتخابات نيابية لم يُفصل بعد في "التفصيلة" النهائية لقانونها الانتخابي المرتقب.

سخر مستخدمون على مواقع التواصل مع جبران باسيل مذيلين تعليقاتهم بهاشتاغ #طيار_العيلة

رحلة وزير الخارجية والمغتربين الداخلية في طوافة عسكرية تابعة لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون (حمو باسيل)، والتي تداولت مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر صورًا منها، نقلت وزير "الإصلاح والتغيير" من الجمّيزة (بيروت) إلى بشري (شمال لبنان) لتقديم واجب العزاء إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بوفاة والدته. وهناك، فوق، حلّق باسيل ومعه أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان، في "مشوار" قيل إنه تم على متن "طوافة" ليصل كل من باسيل وكنعان في الوقت المحدد لتقديم التعازي -خصوصًا وأن باسيل شارك في صلاة الجنازة ممثلاً الرئيس ميشال عون- بعد أن كانا يشاركان في قداس عيد مار مارون في كنيسة مار مارون في الجميزة.

على الأرض، أثارت صور الرحلة استغراب ناشطين وناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي، فعمدوا إلى نشر التغريدات والتعليقات تحت وسمي: #طيار_الوطني_الحر و#طيار العيلة، ساخرين من "تأدية واجب العزاء بالهليكوبتر"، ومتسائلين إن كان يحق لـ "الصهر" ركوب طوّافة الرئاسة؟.

اقرأ/ي أيضًا:

"الحالة الباسيلية".. باقية وتتمدد

للعنصرية أيضًا بيئتها الحاضنة في لبنان