1. سياسة
  2. سياق متصل

طهران وواشنطن.. هل تنهار المفاوضات النووية بفعل غياب الأرضية المشتركة؟

4 مايو 2025
إيران وأميركا
أُعلن عن تأجيل المفاوضات بشأن البرنامج النووي إلى أجل غير مسمّى (رويترز)
الترا صوتالترا صوت

كان من المقرر أن تستضيف العاصمة الإيطالية روما، اليوم السبت، الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، إلا أنه تم الإعلان عن تأجيل غير محدد المدة لهذه الجولة، لأسباب قيل إنها لوجستية وفنية، بحسب الوسيط العماني.

غير أن متابعين أشاروا إلى أن التصعيد الذي طبع الأيام القليلة الماضية هو السبب الحقيقي وراء التأجيل. فقد أعلنت إدارة ترامب عن فرض مزيد من العقوبات على إيران، كما صعّد المسؤولون في واشنطن من لهجتهم ضد طهران، بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ماركو روبيو ووزير الدفاع بيث هيغسيت والمبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

ومع ذلك، يستبعد المتابعون أن يؤدي تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات النووية إلى انهيار المفاوضات، وظهر ذلك جليًا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين اليوم السبت.

أعلنت إدارة ترامب عن فرض مزيد من العقوبات على إيران، كما صعّد المسؤولون في واشنطن من لهجتهم ضد طهران

طهران مصممة على حل دبلوماسي:

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إن إيران ما تزال مصممة على التوصل إلى حل تفاوضي بشأن ملفها النووي. وكتب عراقجي على منصة "إكس" قائلًا: "نحن في الواقع أكثر تصميمًا من أي وقت مضى على التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن، يضمن إنهاء العقوبات، ويخلق الثقة في أن البرنامج النووي الإيراني سوف يظل سلميًا إلى الأبد، مع ضمان احترام الحقوق الإيرانية بشكل كامل".

وشدد بيان صادر عن الخارجية الإيرانية اليوم على أن عراقجي، الذي يقود وفد بلاده التفاوضي، أكد استعداد طهران لمواصلة التفاعل مع الأطراف الأوروبية. كما أطلع عراقجي، حسب تصريحات الخارجية، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على آخر مستجدات المفاوضات، مجددًا على مسامعه تمسّك الجمهورية الإسلامية الإيرانية بـ"مسار الدبلوماسية لحل القضية المصطنعة بشأن برنامجها النووي السلمي".

وعلى المنوال ذاته، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، أن إيران لا تشارك في المفاوضات النووية لإضاعة الوقت، بل للتوصل إلى نتيجة. وأشارت إلى عدم رغبة إيران في رؤية "نزاع جديد في المنطقة"، ومن هذا المنطلق قررت المشاركة في مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية. ومع ذلك، شددت مهاجراني على أن بلادها لن تتردد في "الرد بقوة على أي تهديدات إسرائيلية بقصف منشآت إيران النووية".

وتشير التقارير الواردة من طهران، حسب شبكة BBC البريطانية، إلى تزايد الشكوك حول جدوى المحادثات، مشيرةً إلى العقوبات الجديدة، وما تصفه طهران بمواقف متناقضة من الوفد الأميركي. وكان مستشار المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد قال في تصريحات جديدة إن "المفاوضات غير المباشرة الجارية مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني قد تصل إلى نتيجة وربما لا تصل"، معتبرًا أن "الأمر يعتمد على عقلانية الطرف المقابل".

عقوبات وتهديدات جديدة:

فرضت وزارة الخزانة الأميركية، يوم الأربعاء، حزمة جديدة من العقوبات ضد مؤسسات قالت واشنطن إنها مرتبطة بإيران ومتورطة في التجارة غير المشروعة في مجال النفط والبتروكيماويات الإيرانية.

واعتبر بيان صادر عن الخارجية الأميركية أن النظام الإيراني "يواصل تأجيج الصراع في الشرق الأوسط، وتطوير برنامجه النووي، ودعم شركائه ووكلائه الإرهابيين"، مضيفًا: "اليوم، تتخذ الولايات المتحدة إجراءات لوقف تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام لتمويل هذه الأنشطة المزعزِعة للاستقرار".

وبالتزامن مع قرار فرض العقوبات الجديدة، دوّن ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشيال" قائلًا: "أي دولة أو شخص يشتري أي كمية من النفط أو البتروكيميائيات من إيران سيخضع فورًا لعقوبات ثانوية"، مضيفًا أنه لن يُسمح لمن يتعاون مع إيران "بالتعامل تجاريًا مع الولايات المتحدة الأميركية بأي شكل من الأشكال".

وفي تعليقها على هذه العقوبات، قالت الخارجية الإيرانية إنها "دليل إضافي على تناقض تصرفات صانعي القرار الأميركيين وانعدام حسن النية".

كما ركّز الإعلام الإيراني على تهديدات وزير الدفاع الأميركي، بيث هيغسيت، التي قال فيها إن إيران "ستدفع ثمن مواصلتها دعم الحوثيين". وهو تهديد شاركه مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.

وفيما يخص تخصيب اليورانيوم، عاد ماركو روبيو لتأكيد الموقف الأميركي "الجديد" بمنع إيران من إمكانية التخصيب، قائلًا إن "الدول التي تخصب اليورانيوم إما أنها تملك أسلحة نووية أو تسعى لحيازتها"، مشددًا على ضرورة أن تتراجع إيران عن التخصيب، وأن تسمح للمفتشين الأميركيين ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول لمنشآتها النووية.

وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد قال الأربعاء الماضي إن "المواد المخصبة يمكن إذابتها بسهولة أو شحنها إلى خارج إيران"، ورفضت إيران في السابق هذين المقترحين، وذلك على الرغم من تعبير روسيا مؤخرًا عن استعدادها لاستضافة اليورانيوم الإيراني المخصّب.

ولم تقتصر التهديدات على المسؤولين الأميركيين، بل جاءت أيضًا من فرنسا، إذ قال وزير خارجيتها، جان نويل بارو، إن إيران "على وشك امتلاك سلاح نووي، ما يستدعي تفعيل العقوبات الدولية عليها".

كلمات مفتاحية
فوردو

لا آثار إشعاعية بعد الضربات الأميركية.. طمأنة مؤقتة أم إنذار مبكر؟

نشرت وكالة ناسا صورًا فضائية تُظهر انبعاثًا حراريًا واضحًا في مفاعل فوردو النووي بعد الضربة الأميركية دون رصد انبعاثات من منشأتَي نطنز وأصفهان

غزة

عدّاد الشهداء لا يتوقف: جريمة إبادة إسرائيلية صامتة تستهدف الرضّع والمستشفيات في غزة

لا يمرّ يوم في غزة دون تسجيل أعدادٍ جديدة من الشهداء بفعل آلة القتل الإسرائيلية

الرد الإيراني

هجوم إيراني كبير على إسرائيل.. سيناريوهات الرد الإيراني على الضربة الأميركية

يدور الحديث حول 3 سيناريوهات رئيسية حول طبيعة الرد الإيراني على الهجوم الأميركي الذي طال فجر اليوم منشآت فوردو ونطنز وأصفهان

الاتحاد الأوروبي
حقوق وحريات

تحقيق أوروبي يرصد إخلال إسرائيل بالتزاماتها.. ومراجعة مرتقبة للشراكة الاستراتيجية

من المتوقع أن يناقش الاتحاد الأوروبي يوم غد الإثنين "اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل"

ملصق المسرحية (صفحة allo beirut)
فنون

"وداد النملة يلّي عم تحفر بالصخر".. حكاية امرأة تنتزع الذاكرة من غياهب النسيان

مسرحية تعيد النبش عن المفقودين وتداعيات الحرب الأهلية في لبنان

منصة المحاضرة (وكالة الأنباء القطرية)
نشرة ثقافية

محاضرة بمركز "حسن بن محمد للدراسات التاريخية" حول تاريخ المتاحف العربية

محاضرة حول تاريخ المتاحف في الوطن العربي مع التركيز على تجربتي مصر وقطر

القصر الكبير في باريس (الموقع الرسمي)
فنون

القصر الباريسي الكبير يحتضن مركز "بومبيدو" الثقافي مؤقتًا

إعادة افتتاح القصر الكبير في باريس بعد أعمال ترميم ليصبح المقر المؤقت لمركز بومبيدو الثقافي