14-فبراير-2017

من الحملة (سوشيال ميديا)

في الأسابيع القليلة الماضية شهدت شبكات التواصل الاجتماعيّ في الأردنّ حراكًا واسعًا ضدّ بعض الإجراءات الحكوميّة لرفع أسعار بعض السلع الأساسيّة والضرائب والمنتجات النفطيّة، وانطلقت حملات معتبرة على "تويتر" و"فيسبوك" لرفض هذه التوجّهات والقرارات والتهديد بمقاطعة بعض المنتجات الأساسيّة كالوقود أو الاتّصالات. وبالفعل، نجحت حملة #سكّر_خطّك على إرغام الحكومة على التراجع عن فرض ضرائب على الاتصال على الإنترنت (واتساب، فايبر وغيرها). بالرغم من محاولة الحكومة التضييق على الحملة وملاحقة الأشخاص الذين أطلقوها.

أطلقت حملة #طلّق_مرتك تعبيرًا عن الحالة الاقتصاديّة المتّأزّمة في المجتمع الأردنيّ، وأنّ الزواج و"فتح البيوت" بات أمرًا في غاية الصعوبة

مثّل هذا النجاح بعض أملٍ للمواطنين بأنّ التغيير عبر وسائل الاحتجاج السلميّ من حملات مقاطعة وغيرها لا تزال تجدي نفعًا. فانطلقت حملة أخرى بعنوان #صفّ_سيّارتك، والتي تدعو للإضراب عن استخدام السيّارات الشخصيّة احتجاجًا على رفع أسعار الوقود. لم تنجح الحملة تمامًا هذه المرّة، ولكنّها تركت رسائل واضحة، أهمّها أنّ المواطنين لا يزالون هنا.

اقرأ/ي أيضًا: الجامعة في مواجهة الطالب في الأردن: ماذا يحصل؟

لكن يبدو أنّ كل حملة احتجاجيّة لا بدّ أن تترافق مع منتج ثانويّ ساخر، فقد ذهب أحدهم بعيدًا وأطلق حملة بوسم #طلّق_مرتك!، تعبيرًا عن الحالة الاقتصاديّة المتّأزّمة التي يمرّ بها المجتمع الأردنيّ، وأنّ الزواج و"فتح البيوت" بات أمرًا في غاية الصعوبة. البعض رأى في الحملة تهكّمًا وسخرية من جهود المواطنين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعيّ بعد نجاح حملة #سكّر_خطّك، واتّهامًا للنّاس بأنّهم ينساقون لأيّ توجّه على شبكات التواصل. ولكنّ آخرين استمرّوا في استخدام الوسم كوسيلة للتعبير عن الحالة الاقتصاديّة الصعبة التي قد تدفع حقًّا إلى تدمير الأسر والبيوت بالطلاق والخلافات، مستخدمين وسم #طلّق_مرتك، الأمر الذي رفضه الكثيرون من الناشطين والمواطنين.

فقد تلقّت الحملة سيلاً من الانتقادات من ناشطين وإعلاميين وصحفيين على شبكات التواصل، لأنّ فيها إساءة للمرأة وإهانة لها، حتّى أنّ دائرة الإفتاء الأردنيّة أصدرت بيانًا يشجب فيه المشاركة في الحملة معتبرة أنّها "استهتار واستهزاء بالأسرة والمرأة"، لاسيّما بعد حدوث حالات حدث فيها الطلاق فعلًا بسبب الحملة، بعد أن قام رجل بكتابة #تمّ على المنشور في موقع تويتر، مما أثار العديد من الأسئلة والجدل حول الآثار السلبيّة لشبكات التواصل الاجتماعيّ عند إساءة استخدامها. يُذكر أنّ الأردن من بين الدول العربية التي تسجّل أعلى نسب دخول يوميّ لموقع تويتر بعد السعوديّة والإمارات وبعض الدول الأخرى، حيث تبلغ نسبة الدخول اليوميّ إلى تويتر نسبة 63% حسب بعض الإحصاءات، كما تعدّ الأردنّ من بين أعلى الدول العربيّة في نسبة وصول المواطنين إلى خدمات الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ.

اقرأ/ي أيضًا:

فوضى المناهج التعليمية في الأردن

الأردن.. عمال معلقون في الهواء