31-مايو-2021

جانب من أنشطة الإضراب في كولومبيا (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

أقام الطلاب في جنوب غرب كولومبيا معسكرًا إنسانيًا كرد فعل على القمع ضد المتظاهرين الذين بدأوا إضرابًا وطنيًا في 28 نيسان/أبريل 2021. في حين يصادف مرور شهر على الاحتجاجات المناهضة لقرارات الحكومة، والتي جابت الشوارع وتخللها محطات من العنف بحق المتظاهرين من قبل قوات الشرطة، حيث قتل خلالها أكثر من 60 شخصًا، واختفى آخرون. وقد بدأت التظاهرات رفضًا للضرائب لكنها سرعان ما تحولت إلى احتجاجات مناهضة لتزايد معدلات الفقر والفساد المستشري وانعدام المساواة والعدالة وتأمين الفرص للشباب، بحسب ما أشار تقرير متلفز لإذاعة صوت ألمانيا- دويشته فيله.

قالت الحكومة الكولومبية بعد اجتماع مع قادة الاحتجاجات أنه تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء التظاهرات، وأضاف التصريح الحكومي أنه لن يتم التوقيع على الاتفاق إلا بعد إزالة العوائق وفتح الطرقات

ويضم المخيم الطلابي العديد من الخيام، وتشير اللافتات على الجدران المحيطة إلى الإضراب والمقاومة الوطنية، وهي لافتات كبيرة مصنوعة من القماش ترحب بالزوار وتوضح طبيعة موقف الطلاب، ويضاف إلى ذلك أجهزة صوتية لزوم التظاهرات والغناء والرقص، وهي أساليب في التظاهر اتبعها الطلاب الشباب في كولومبيا. كما قام الطلاب بجمع التبرعات وافتتحوا مشروع مطبخ متخصص يقومون من خلاله بإعداد وجبات الطعام وتوزيعها على الجيران والمحتجين. ومن بين المهمات التي يقوم بها الطلاب أيضًا تنظيمهم الاهتمام بالأمن والنظافة والتمريض لضمان حسن سير المخيم، بينما تظل جامعاتهم مغلقة طوال مدة الإضراب.

اقرأ/ي أيضًا: طبيب تجميل برازيلي يتحرش بشابة مصرية ومواقع التواصل تضج بالحادثة

فيما ينام الطلاب في المخيم ويستيقظون في الساعة 6 صباحًا بالتوقيت المحلي بشكل يومي من أجل تنظيم أنشطة مثل التجمعات والمسرحيات والحفلات الموسيقية وعروض الرقص وعروض الأفلام. يقوم الزوار أيضًا بتقديم المساعدة لمخيم الطلاب عبر التبرعات المادية، كذلك الرسائل المعنوية، لاسيما رسائل الامتنان لجهودهم، فكتب أحد جيران المخيم مثلًا لافتة مصنوعة يدويًا "أنتم أبطال". بينما قال الفنان بريمن هينستروزا أن الفن مهم للتظاهرات وأشار بالقول لموقع منظمة الأصوات العالمية الإلكتروني "يلعب الفن دورًا مهمًا لأنه يحمي حياة الموصومين. إنه يرسل رسالة مفادها أننا لسنا مخربين. نحن منظمون ونطالب بحقوقنا. إنها طريقة سلمية للاحتجاج وقناة مفيدة للتربية".

بدورها قالت عضوة اللجنة اللوجستية المشاركة في المخيم الطلابي، والطالبة في اختصاص التاريخ في الجامعة، صوفيا بريسيادو، وفق ما نقله موقع منظمة الأصوات العالمية، أن "المخيم ولد نتيجة الضرورة، بسبب قمع الشرطة والقوات الخاصة لمكافحة الشغب"، وأضافت بأن "الجرحى لم يكن لديهم مكان آمن للإقامة، ولم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بسبب الإصابات ومخاطر التعرض للأذى مرة أخرى جراء الاصطدام مع الشرطة"، وأشارت إلى وجود مجموعة من الممرضين والممرضات يعتنون بالمصابين ويقومون بإحالتهم إلى المستشفيات عند الحاجة.

يشار إلى أن هذا المخيم في البداية كان يضم فقط الطلاب المتظاهرين، لكن فيما بعد انضمت مجموعات اجتماعية متنوعة إلى المخيم. وقد أوضح عضو أخر من منظمي المخيم، يدعى جوني أوباندو، في تصريح نقله موقع ميلودي إنتر "الإضراب يخص المجتمع والناس والأحياء. لذا يجب أن تقترب الجامعة من المجتمع لتغييره. ويجب أن تتجه الجامعة صوب المجتمع"، وأضاف أوباندو "هنا في المخيم لدينا أشخاص من منظمات اجتماعية مختلفة، مزارعون، وأعضاء من مجتمع الميم، وفقراء أو مشردون اتحدوا من أجل المطالبة بالتغيير".

وبالقرب من المخيم يوجد تقاطع طرق رئيسية حيث يتحدث الطلاب إلى الناس أثناء توقف سياراتهم أثناء أزمة المرور. وعن هذا شرح طالب الهندسة، جيسوس فيلاسكو، قائلًا "نشرح للناس أننا مستمرون في الإضراب ضد الإصلاح العمالي وعسكرة مناطق معينة في البلاد، ولصالح التعليم العام، إضافة إلى أسباب أخرى عديدة".

من جانبها قالت الحكومة الكولومبية بعد اجتماع مع قادة الاحتجاجات  أنه تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء التظاهرات، وأضاف التصريح الحكومي أنه لن يتم التوقيع على الاتفاق إلا بعد إزالة العوائق وفتح الطرقات. في المقابل قال الطالب أليخاندرو فرانكو، 23 عامًا، أنه يشارك في التظاهرات من أجل تعليم وصحة أفضل، وحتى "تستمع الحكومة إلينا"، مضيفًا "إذا لم ينعم الناس بالسلام فلن تنعم به الحكومة".

 

اقرأ/ي أيضًا: 

في زمن تحيز المنصات العملاقة.. "باز" مساحة للسردية العربية

إعلانات الفنانين الحاصلين على الإقامة في الإمارات تثير موجة سخرية وانتقادات