24-أبريل-2022
جوني ديب في المحكمة

جوني ديب في المحكمة

أخذت قضية محاكمة جوني ديب لزوجته السابقة الممثلة الأمريكية آمبر هيرد ضجة كبيرة في الأوساط الإعلامية والصحفية، وعند شريحة كبيرة من محبي الفن السابع. وأصبحت القضية  مثار جدل بين مؤيدين للممثل الأمريكي الجنسية وبين مؤيدين لزوجته، وذلك على خلفية اتهامات بالعنف المتبادل بينهما ومن ثم انفصالهما وانتقال المعركة بينهما إلى العلن وسط اتهامات بالتشهير.

عاش جوني ديب في ظل والدين "يتشاجران دائمًا"، وحين بلغ عمر الـ12 عامًا كان بالكاد "يتواصل مع المحيط الخارجي"

على إثر ذلك، اهتمت عدة صحف عالمية بالبحث عن طفولة الممثل وظروف نشأته وأفراد أسرته مما يمكن أن يسمح بتوضيح طبيعة شخصية ديب. وكذلك لما يمكن أن يخوله هذا البحث من تتبع لمسار أو ربط بين الماضي والحاضر، أي ماضيه وحاضره والعلاقة بينهما، إن وجدت.

وقد تحدث ديب (58 عامًا) عن طفولته، سواء أثناء المحاكمة، أم في تصريحاته ومقابلاته السابقة منذ أعوام. ولد ديب في مدينة أوينزبيرغ في ولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية في التاسع من شهر حزيران/يونيو عام 1963. والدته بيتي ويلز وكانت تعمل كنادلة، وأما والده جون كريستوفر ديب فيعمل كمهندس مدني.

وأما اللافت في نشأته المبكرة أن عائلته تتنقل بشكل متكرر من منزل إلى آخر. في إحدى المقابلات مع أوبرا وينفري، أخبر ديب أنه قد انتقل من منزل إلى أخر "ربما 40 مرة" قبل بلوغه سن 15 عامًا. وقال: "كانت أمي تحب تغيير المنازل كثيرًا"، وأضاف: "ذات مرة انتقلنا من منزل إلى المنزل المجاور". كانت تصرفات والدته "غير متوقعة أبدًا"، وكانت لديها رغبة دائمة في التنقل لكأن هناك "نار تغلي تحت قدميها باستمرار".

وعندما بلغ ديب سن 7 سنوات تقريبًا، انتقلت العائلة إلى جنوب فلوريدا. ووصف نمط حياته إبان نشأته بكونه "طبيعي نوعًا ما حتى سن معينة" بالنسبة له ولإخوته، ومضيفًا: "لم نكن نعرف أي شيء آخر"، ورأى: "الشعور بأنني دومًا الطفل الوافد الجديد كان صعبًا في بعض الأحيان".

وذكر لمجلة Hello، في مقابلة أجريت معه في العام 1997، أن والديه كانا "يتشاجران دائمًا" وأنه حين بلغ 12 عامًا كان بالكاد "يتواصل مع المحيط الخارجي". ويشير ديب بالقول "بمجرد حصولي على الغيتار الخاص بي، كنت أغلق غرفتي كل يوم بعد المدرسة، دون فعل أي شيء سوى العزف حتى أنام". وفي عام 1978، عندما بلغ من العمر 15 عامًا انفصل والداه. تزوجت والدته بيتي ويلز من رجل يدعى روبرت بالمر، والذي وصفه ديب لاحقًا لصحيفة "أمريكا اليوم" بأنه "رجل لذيذ، قضى حوالي نصف حياته في السجن". وفي العام 1983 غادر ديب إلى كاليفورنيا لمتابعة مهنته موسيقي، لكنه وجد نفسه في التمثيل بناء على نصيحة من زميله نيكولاس كايج.

خلال المحاكمة القضائية القانونية طليقته أمبر هيرد، تحدث ديب عن طفولته، زاعمًا أنه هو وإخوته عانوا من سوء المعاملة على يد والدته. صرح ديب بالقول: "كانت والدتي قادرة على أن تكون قاسية مثل أي شخص آخر"، مشيرًا إلى أن هذا أثر أيضًا على أشقائه ووالده، ووصفها بأنها كانت "عنيفة جدًا قاسية جدًا". وتابع بالقول واصفًا عنف والدته "يمكنها رمي منفضة سجائر نحوك"، وادعى أنها كانت تضرب أطفالها على رؤوسهم وأنها كانت تستخدم أحيانًا "حذاء بكعب عال أو هاتف أو أي شيء في متناول يدها".

وأشار كذلك بأن عائلته عانت من صدمات عدة، وبأن إخوته كانوا يحمون أنفسهم بشكل تلقائي عندما كانت تمر والدتهم بجانبهم لأنهم "لم يعرفوا ما الذي سيحدث". لم يسلم جوني ديب وأشقاءه من التعنيف الجسدي، ولكن طالهم التعنيف المعنوي، فوالدته كانت تصف أخاه بأنه "صاحب العيون الأربعة" بسبب نظارته، وصاحب "الأسنان الناتئة" بسبب بروز أسنانه العلوية إلى الأمام. ورأى بأن الأسرة تعلمت كيفية التعامل مع الإيذاء الجسدي، غير أن الإساءة اللفظية والنفسية "مزقتنا".

قال جوني ديب إن تجاربه المبكرة في الحياة الأسرية علمته كيفية تربية الأطفال، من حيث إنه كان يعلم أنه بحاجة إلى فعل عكس ما فعلته والدته مع أسرته

ووصف ديب والده بأنه "لطيف وخجول ورزين". وتشير مزاعم إضافية في شهادة ديب في المحكمة أن والده اعتاد ضربه بحزام بناء على طلب والدته. بعد أن ترك والد ديب الأسرة، وقعت والدته في اكتئاب عميق وسوداوي، وادعى بأنها نجت من محاولة انتحار عندما كان في سن المراهقة. كانت والدته تأخذ أدوية أعصاب، وفي عمر 11 عامًا تناول حبة من أدوية الأعصاب لأنه أراد "أن يهدأ" لكنه لم يكن يعرف السبيل إلى الهدوء والهروب من المشاعر السلبية. مشيرًا إلى أنه تناول أنواع كثيرة من حبوب الأعصاب وهو لا يزال عمره 15 عامًأ.

توفيت والدته عام 2016 بفعل مرض مزمن. وعندما غادر والده المنزل وانفصل عن والدته، قال له: "أنت رجل المنزل الآن". يصف ديب والده بالقول: "لقد كان قادرًا على الحفاظ على هدوءه وحنكته"، بالإضافة إلى حفاظه على "علاقته بأطفاله"، مضيفًا "إنه رجل طيب".

واعتبر بأن تجاربه المبكرة في الحياة الأسرية علمته كيفية تربية الأطفال من حيث إنه كان يعلم أنه بحاجة إلى فعل عكس ما فعلته والدته مع أسرته. واعتبر أنه لا يجب رفع الصوت والصراخ أبدًا أمام الأطفال، مضيفًا أنه لم يكن يريد أبدًا أن "يصرخ بكلمة لا على أطفاله"، بل كان يهدف دومًا إلى إيضاح أن هناك خيارات أخرى.