22-مايو-2018

ريكاردو كيلما/ الأرجنيتن

في الشارع شبّان كثر

يشربون البافاريا

ويتظاهرون بالسُّكر

وأنا كما يحلم الكثيرون بالبعيد

أحلم

أمشي في شوارعَ واسعةٍ

لا يعرفني بها أحد

وأقول سيتذكرونني

بنظراتٍ عاتبة

أرمقهم بها

وبها.. أطمئن نفسي!

 

لي نصيحة

في فم كل غريب

لا آخذها ولا ألتفتُ إليها

وإن جعل الأسى من الناس أبطالًا

فهذا لم يعد فريدًا وشائقًا

وإن سالت الحكمة

على حد سواء

من أفواه المترفين والفقراء

فهي لم تكن لتدلنا على الطريق

يومًا

وُجِدنا كأي شيء

تائهين

ثم جاءتنا الوحشة

بالدروب

والحقائب.

*

 

أحبّ مفردة الندم في القصائد

أسمعها كما تُلفظ

كما تخرج من القلب

وكيف تمضي في العينين

ثمينة وثقيلة

حفظتُ ألمي من أثره

واستدلًّلْتُ على تجربتي

وإن لم أخضها

من ولعي بها

ثم تحدثت عنها

كامرأةٍ نادمة

تعلم

أن الحكمة وإن كًبُرت

ستظل ناقصة

دون نداء.

*

 

أنجبتُ طفلًا

لم يكن ذلك صعبًا

صرختُ يومًا كاملًا عندما قرّرتُ ذلك

ويومًا آخر عندما أنجبتُه

ثمّ توقّفتُ عن الصراخ

ذلك أنّني كلّما ذهبتُ

وتركتُه مع الغرباء

يظلّ صوت بكائه في أذني

يرجع صداه

إلى الأبد.

*

 

كلّ شجرةٍ

تخبّئ في ظلّها

غابة.

*

 

أحبّ الألفة

التي تعين امرأةً ثقيلةً

على صعود درج بيتها الطويل

برفقٍ وتأنٍّ

وأحلم بالحبّ

الذي يجعلها لا تنتبه

إلى المصعد

أو لطول الدرج

في ذهابها المستمرّ

لملاقاته.

*

 

آه

أيّها القلب المتروك

للرطوبة

والظلام

كيف سأتفهّم نوايا الآخرين

بعد اليوم

إن قالوا لي

قلبك أخضر؛

دون أن أشمّ

رائحة عفن!

*

 

لقد صار الأمر برمته

مدعاة للملل

ذاهبة إلى البيت

أعبر الطريق ذاته

كل يوم

ولا أصل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مبعث الدفء حريق ما

مؤذٍ أن تكون بخير في غيابي