09-فبراير-2021

قارب إنقاذ في ميناء مالقا الإسباني (Getty)

تناولت الأخبار نهاية الأسبوع الفائت إيقاف قرابة ألف شخص حاولوا الهجرة إلى أوروبا بواسطة القوارب والسبل غير النظامية عبر البحر الأبيض المتوسط، وتمت إعادتهم إلى الشواطئ الليبية. وفي تغريدة على تويتر أفادت  منظمة الهجرة الدولية يوم الجمعة 5 شباط/فبراير أنه "في غضون 24 ساعة، غادر أكثر من ألف مهاجر من ليبيا هربًا من الظروف الإنسانية السيئة" وقد تم "اعتراض أكثر من 800 منهم وإعادتهم إلى الأراضي الليبية" من قبل خفر السواحل الليبي.

تجاوز عدد القتلى من المهاجرين غير النظاميين في البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2014 وحتى عام 2020  حاجز 20 ألف وفاة

بطبيعة الحال ليس جميع هؤلاء من الليبيين، بل هم جنسيات أفريقية متعددة، إذ تعتبر ليبيا نقطة انطلاق مشتركة للأشخاص الفارين من القارة الأفريقية إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط. لكن الأوضاع الأمنية غير المستقرة تمامًا في ليبيا تؤدي إلى مزيد من هجرة الليبيين أنفسهم من بلادهم، بالرغم من توقيع جانبي الصراع المسلح على وقف إطلاق النار في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2020، وإعلان حسم نتائج تصويت ملتقى الحوار الليبي قبل أيام. أما بالنسبة للمهاجرين واللاجئين من باقي الدول الأفريقية عبر ليبيا فيضاف إلى الأوضاع الأمنية في بلادهم دوافع عديدة تقف وراء فرارهم من بلدانهم كالفقر والجوع والبطالة وغيرها من الأزمات الاجتماعية والسياسية.

اقرأ/ي أيضًا: مطالبات حقوقية وانتقادات للحكومة في الأردن عبر وسم "#حقي_مش_مكرمة"

ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة فقد تم إعادة 80 مهاجرًا إلى ليبيا في 22 كانون الثاني/يناير 2021. وفي يوم 19 من الشهر نفسه توفي ما لا يقل عن 43 مهاجرًا جراء توقف محرك قاربهم في البحر وسط ظروف مناخية سيئة، فيما تم إنقاذ 10 أشخاص من المجموعة ذاتها، وقد أفادوا أن غالبية المهاجرين من جنسيات دول غرب أفريقيا مثل ساحل العاج ونيجيريا وغانا وغامبيا.

إذ يكاد الحديث عن عمليات الفرار البحرية المشابهة أن يكون يوميًا، ففي الأسابيع الأولى من سنة 2021 تمت إعادة 300 من الفارين ومن ضمنهم نساء وأطفال وتم احتجازهم في ليبيا. وتقول منظمة الهجرة الدولية أن ليبيا منطقة غير آمنة للهجرة عبر البحر، وتطالب بعدم الإعادة القسرية للمهاجرين إليها.

 وبحسب منظمة الهجرة الدولية، فقد أبحر عام  2020 ما يقارب 36.435 شخص ووصلوا إلى الشواطئ الإيطالية ومالطا، نصف هذا العدد غادر من الشواطئ الليبية. وتقدر الوفيات بحسب المنظمة الدولية بـ 780 شخصًا ممن حاولوا عبور البحر الأبيض المتوسط  سنة 2020.

في ذات الوقت أشارت منظمة الهجرة الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن العدد الفعلي للأشخاص الذين لقوا حتفهم في وسط البحر الأبيض المتوسط ​​خلال عام 2020 يفوق ما هو مصرح عنه وما أمكن رصده، ومما يزيد من خطورة المسألة القدرة المحدودة على مراقبة الطرق من قبل خفر السواحل والقوات البحرية. 

كما يوضح تقرير المنظمة الدولية للهجرة أن "هذه الخسائر في الأرواح تسلط الضوء على الحاجة إلى إعادة تنشيط عمليات البحث والإنقاذ التي تقودها الحكومة الليبية"، وفي المقابل تحاول المنظمات غير الحكومية والسفن التجارية سد الفجوة على الرغم من الموارد المحدودة.

 أشارت منظمة الهجرة الدولية ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن العدد الفعلي للأشخاص الذين لقوا حتفهم في وسط البحر الأبيض المتوسط ​​خلال عام 2020 يفوق ما هو مصرح عنه وما أمكن رصده

فيما كررت منظمة الهجرة الدولية ومفوضية شؤون اللاجئين دعوتهما للمجتمع الدولي من أجل تحول عاجل وقابل للقياس واقتراح رؤية جديدة للعمل على هذه القضية، أي قضية المهاجرين غير النظاميين عبر البحر الأبيض المتوسط. واقترحت المنظمتان عدم إجبار المهاجرين على العودة قسرًا إلى الموانئ غير الآمنة في بلادهم، وإنشاء آلية آمنة وواضحة يمكن التنبؤ بها.

اقرأ/ي أيضًا: البابا فرنسيس يعلن تعيينات جديدة في الفاتيكان لتعزيز دور المرأة

وورد في التقرير الأممي أن على الدول الأوروبية التعاون في هذه القضية وإظهار التضامن والدعم للدول التي تستقطب أعدادًا كبيرة من المهاجرين. من جهة أخرى، تتواصل الاعتقالات التعسفية والاحتجاز التعسفي في أقسى الظروف بحق هؤلاء في أكثر من بلد. ويتعرض العديد من المهاجرين للإيذاء والاستغلال من قبل المهربين، ويتم احتجاز الكثير منهم مقابل فدية ويتعرضون للتعذيب. ودعت المنظمتان إلى زيادة الجهود لمحاكمة ومحاسبة الجماعات الإجرامية المسؤولة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي تستهدف آلاف المهاجرين واللاجئين.

وبحسب إحصائية موقع ستاتيستا فإن عدد القتلى من المهاجرين غير النظاميين في البحر الأبيض المتوسط منذ عام 2014 وحتى العام 2020 تجاوز 20 ألف وفاة. ومع ذلك، لا يمكن التأكد من العدد الدقيق للوفيات المسجلة في البحر الأبيض المتوسط، فكما يشير الإحصاء بين عامي 2014 - 2018 لم يتم العثور على حوالي 12 ألف شخص غرقوا في البحر الأبيض المتوسط أثناء بحثهم عن فرص حياة أفضل.

ويعتبر هذا الطريق البحري بمثابة "طريق للموت"، كما أن البحر الأبيض المتوسط أمسى أكبر المقابر المفتوحة في العالم خلال السنوات الأخيرة، نظرًا لأعداد القتلى والمفقودين فيه.  أما عالميًا،  فالبحر الأبيض المتوسط ليس المكان الوحيد الذي يشهد على فقدان حياة الآلاف من المهاجرين، فتشهد دول الأمريكيتين مثلًا، تحديدًا في غواتيمالا والسلفادور وهندوراس أوضاعًا شبيهة أثناء محاولات الهجرة الجماعية في البحر نحو شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

حالة وفاة في الكونغو تقلق منظمة الصحة العالمية وتعيد فيروس إيبولا إلى العناوين

ما الذي جعل إندونيسيا تمنع فرض الحجاب على الطالبات في المدارس؟