14-يونيو-2019

طريق العبر، الشهير بـ"طريق الموت" (مواقع التواصل الاجتماعي)

يحصد طريق العبر أرواح المئات من اليمنيين، فهو الخط الوحيد الذي يسلكه المسافرون بين اليمن والسعودية عبر محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، بعد إغلاق المنافذ البرية الأخرى بسبب الحرب بين الحوثيين وحكومة عبدربه منصور هادي المدعومة lk التحالف السعودي الإماراتي منذ العام 2015.

يحصد طريق العبر أرواح المئات من اليمنيين، فهو الخط الوحيد الذي يسلكه المسافرون بين اليمن والسعودية عبر محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن

وتعاني طريق العبر من الانهيار الكامل، فالحفر والدمار الذي لحق بالطريق، وتحملها فوق طاقتها من الشاحنات والمركبات بعد إغلاق المنافذ البرية الأخرى، فضلًا عن كثبان الرمال التي تغطي سطح الطريق، كل ذلك يجعلها طريق موت، كما أنها لم ترمم أو يجرى فيها أي إصلاحات منذ نحو سبع سنوات. وتبقى هي الطريق الوحيدة لليمنيين المسافرين للسعودية.

اقرأ/ي أيضًا: الطريق إلى جنوب اليمن.. مزرعة المليشيات!

ولا يكاد يمر أسبوع دون وقوع ضحايا على خط "العبر - الوديعة"، من المسافرين اليمنيين العائدين من السعودية، بعد حج أو عمر، أو في أجازة قصيرة، إذا كانوا يعملون هناك.

وقبل عدة أيام، لقي شقيقا البرلماني اليمني محمد ناصر الحزمي، حتفهما بسبب حادث مروري في طريق العبر، لينضموا للعشرات ممن سبقهم على نفس الطريق.

وكأن اليمنيين ينقصهم الموت! ولم يتحرك مسؤول يمني من أي طرف لإيجاد حل لطريق الموت الشهير بطريق العبر، لكنه حرّك امرأة مسنة ظهر لها مقطع فيديو وهي تبكي بحرقة على ضحايا الطريق، وتعلن تبرعها بـ500 ريال سعودي، مساهمة منها للبدء في إصلاحه.

طريق الموت

أحيت المرأة بهذا المقطع، قضية طريق الموت هذه، فتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع المقطع المصوّر، وفتحوا ملف الطريق، مطالبين بتقليص فرص الموت في اليمن، عبر إصلاح هذا الطريق.

وقال المذيع اليمني عبدالسلام الشريحي: "يا سرق لو بس تصرفوا نصف المبالغ اللي تأخذوها من المسافرين بمنفذ الوديعة، بتفرشوا طريق العبر ورد مش بس تصلحوه".

فيما تساءل الناشط اليمني عبدالله الكميم: "ماذا بعد كلام هذه الأم العظيمة؟ تبرعت بما تملك من أجل إصلاح طريق العبر، فهل من مجيب ياسيادة الرئيس هادي؟"، 

وأضاف مخاطبًا رئيس الحكومة معين عبدالملك: "يا دولة رئيس الوزراء، كنت وزير الأشغال، والآن رئيس وزراء ولم تعمل شيء من أجل هذا الطريق"، قائلًا باستنكار: "أعتقد أن الطريق وإصلاحها لا علاقة له بالسياسة".

من جانبه، قال الصحفي اليمني عامر الحميقاني: "طريق العبر وصمة عار في جبين الشرعية وأولهم الرئيس هادي".

وكتب الناشط محمد عمر، تعليقًا على الفيديو: "لا حول ولا قوة إلا بالله. أقسم بالله أنها عجوز لكن بألف رجل"، متابعًا: "اتقو الله في أنفسكم يا مسؤولين. يا فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، أقول لك اتق الله في نفسك ما تموت نفس إلا وأنت مذموم بموتها".

أين تذهب إيرادات منفذ الوديعة؟

تأخذ السلطات اليمنية من كل مسافر يمني يدخل بلاده عبر منفذ الوديعة، 20 ريالًا سعوديًا، أي حوالي 1335 ريال يمني، فضلًا عن الجمارك والضرائب على المواد والبضائع التي يدخل بها المسافر. في المجمل، تجني السلطات من خلال المنفذ مبالغ طائلة، لكن لا يبدو أن أيًّا منها يُستفاد به لترميم الطريق.

وهو الأمر الذي علق عليه نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل محمد المنصر الذي قال: "لو أخذت الشرعية (حكومة هادي) دخل يوم واحد من منفذ الوديعة، لأصلحت خط العبر"، مضيفًا: "لكن للأسف دخل مأرب ومنفذ الوديعة ونفط شبوة وحضرموت يذهب لشراء الذمم وقتل اليمنيين".

وقال أبو محسن: "دخل منفذ الوديعة لمدة أربعة أشهر كفيل لوحده أن يجعل هذه الطريق الدولية خطين منفصلين ذهابًا وإيابًا، وكل خط بثلاث مسارات"، مضيفًا: "لكن الفساد المستشري والجهويات وناهبوا المال العام أبوا أن يكون ذلك واقع".

 

اقرأ/ي أيضًا:

النزوح اليمني.. من حرب إلى حرب

حصار المواطن اليمني.. لا سفر ولا جوازات