31-مارس-2022
رواية "طرائق مختلفة للنظر إلى الماء" (ألترا صوت)

رواية "طرائق مختلفة للنظر إلى الماء" (ألترا صوت)

أصدرت "دار صفحة سبعة" في السعودية، حديثًا، رواية "طرائق مختلفة للنظر إلى الماء" للشاعر والروائي الإسباني خوليو ياماثاريس، ترجمة طلعت شاهين. وهي ثالث أعماله الروائية المترجمة إلى العربية بعد "المطر الأصفر" (1995)، و"قمر الذئاب" (2019).

تسلط الرواية الضوء على تداعيات السدود وخزانات المياه التي بُنيت في عهد الجنرال فرانكو وغمرت عددًا من القرى الإسبانية بعد تهجير سكانها

تتألف الرواية التي صدرت عام 2015 من سبعة عشر فصلًا. ويتناوب على سرد قصتها عدة شخصياتٍ تنتمي إلى عائلةٍ واحدة، وتتوزع على أجيالٍ مختلفة لكلٍ منها حكايتها التي تصب في حكايةٍ واحدة هي حكاية الجد، الذي تبدأ الرواية بمشهد التئام عائلته بمختلف أجيالها لوداع رماده، إذ يخبرنا الرواة بأن جدهم أوصاهم بدفنه في قريته التي غمرتها مياه السدود. لذا، لجأت العائلة إلى حرق جثته ثم نثر رمادها على سطح البحيرة التي غمرت القرية لتنفيذ وصيته.

تنطلق الرواية من هذا المشهد الذي يدفع شخصياتها إلى استعادة وسرد حكاية الجد، الذي هُجّر من قريته بسبب مشاريع إنشاء السدود وخزانات المياه التي نُفذت في عهد الجنرال فرانكو، وغمرت عددًا كبيرًا من القرى والبلدات التي هُجّر سكانها منها، قسرًا، دون الحصول على تعويضاتٍ تسمح لهم بتأسيس حياةٍ جديدة في المدن والقرى التي لجأوا إليها.

YT Banner

تسلط الرواية الضوء على تأثير هذه المشاريع، التي روّج لها نظام فرانكو باعتبارها مشاريع قومية، على حياة سكان هذه القرى الذين وجدوا أنفسهم أمام واقعٍ بائسٍ وضعهم في مواجهة ماضيهم وذكرياتهم، وحقيقة أنهم أصبحوا غرباء بعدما غمرت المياه جميع ما يرتبط بهويتهم ويذكرهم بها، بما في ذلك مقابر أباءهم وأجدادهم.

تتألف الرواية من سبعة عشر فصلًا، ويتناوب على سرد قصتها عدة شخصيات تنتمي إلى عائلة واحدة، وتتوزع على أجيالٍ مختلفة

تُروى حكاية الجد، وعلى هامشها حكاية قريته وغيرها من القرى التي غمرتها المياه، من وجهات نظرٍ مختلفة تتعدد بتعدد الرواة الذين ينتمون إلى عدة أجيالٍ، لا يعرف بعضها عن هذه القرى أكثر مما رواه أباءهم وأجدادهم، أو حتى ما شاهدوه خلال زيارتهم لها حين ينخفض منسوب مياه البحيرة، فتظهر بعض معالمها التي باتت أطلالًا تثير الحزن والأسى والحنين لدى بعضهم، والفضول والدهشة لدى البعض الآخر.  

لا يبتعد خوليو ياماثاريس في روايته هذه عما اشتغل عليه في روايته "المطر الأصفر"، بل إن البعض يرى أنها الجزء الثاني من هذه الرواية التي سلط فيها ياماثاريس الضوء على القرى الجبلية الإسبانية التي هجرها سكانها، على مراحل، لأسبابٍ سياسية تتعلق بالحرب الأهلية، وأخرى اقتصادية ومعيشية دفعتهم إلى هجرها باتجاه المدن الكبيرة، أو الدول الأوروبية القريبة، بحثًا عن حياةٍ أفضل.