17-يوليو-2022
غلاف رواية "النفق"

غلاف الرواية

أصدرت "دار المأمون للترجمة والنشر" في بغداد، حديثًا، طبعة جديدة من رواية "النفق" للروائي الأرجنتيني إرنستو ساباتو (1911 – 2011)، التي صدرت عن الدار نفسها عام 1987 بترجمة مروان إبراهيم صديق.

 يروي إرنستو ساباتو قصة رسام يعيش عزلة مريرة بسبب قناعته بأن ما من أحد يفهمه

تعيد الدار العراقية إصدار الرواية الأولى للروائي الأرجنتيني في إطار: "مشروع إعادة طبع إصداراتها القديمة المهمة التي ترجمتها ونشرتها في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، والتي لقيت في حينها رواجًا كبيرًا وكان لها دورها وأثرها في تشكيل الوعي والثقافة العراقية والعربية".

قصة "النفق".. عزلة، حب، مأساة

يروي ساباتو في روايته هذه التي صدرت لأول مرة عام 1948، وتُرجمت إلى العربية في ثمانينيات القرن الفائت، قصة رسام يعاني من عدم قدرته على التواصل مع الآخرين بسبب قناعته بأن ما من أحد يفهمه.

يعيش الرسام الذي يدعى خوان بابلو كاستيل عزلة مريرة بسبب قناعته التي تنفرد برسم مسارات حياته. لكن عزلته هذه تنتهي لحظة لقائه بماريا اريبارني في أحد معارضه الفنية، حيث صادفها أمام إحدى لوحاته تتأمل تفاصيل لم ينتبه لها أحد سواها. 

تلفت ماريا انتباه كاستيل الذي شعر حين التقاها بأنه عثر على من يفهمه أخيرًا. لكن ماريا تختفي فجأة، فيبحث عنها لشهور طويلة إلى أن يعثر عليها، مصادفةً، ذات يوم. فتبدأ حينها علاقتهما العاطفية بعد لقاء لم يكن رومانسيًا بقدر ما كان فلسفيًا، إذ استفاض كاستيل في الحديث عن الحياة، والموت، ومأساة البشرية المتمثلة في الولادة.

نسخ من رواية "النفق"

لكن هذه العلاقة تأخد منحىً مضطربًا بسبب غيرة كاستيل، وارتيابه من سلوك ماريا، وتدقيقه في أصغر تفاصيل حياتها، وشعوره الدائم بأنها تخلت عنه، الأمر الذي يدفعه في نهاية المطاف إلى قتلها: "يجب أن أقتلك يا ماريا، لقد تخليت عني. ثم غرست السكين في صدرها وأنا أبكي، فأطبقت فكيها، وأغمضت عينيها".

يقول إرنستو ساباتو في وصف "النفق": "هي في المستوى الأول، اعتراف مجرم بأنه قتل بدافع الغيرة، وفي مستوى أعمق، أو في المستوى الأشد عمقًا، مأساة الوحدة، مأساة البحث عن المطلق".

تعيد "دار المأمون" إصدار رواية إرنستو ساباتو في إطار مشروع إعادة طبع إصداراتها القديمة المهمة

ويضيف مؤلف "الممانعة": "لو أن ما يُقرأ في تلك القراءة الأولى كان حقيقة، لما كانت "النفق" سوى رواية نفسانية. وأنا أحاول أمرًا آخر. ليس في هذه الرواية وحسب، بل في الروايات الأخرى التي نشرت أيضًا".

ويذكر، في أحد حواراته، بأن الرواية مكتوبة: "بلسان مجنون، وهذا النمط من الشخصيات يستدعي، لكي يكون ممكنًا، أن ينصرف كليًا إلى هاجسه فقط. يرى، ويسمع، ويروي، ما ينبغي أن يرى بهواه الخاص المتأجج. ولكن كيف يمكنني أن أتماثل، وكيف يمكنني ألا أتماثل وكاستيل؟ فليس هناك أي حدث من أحداث هذه الرواية مأخوذ من الحياة الواقعية".