13-يناير-2022

غلاف الكتاب

ألترا صوت – فريق التحرير

يصدر قريبًا في طبعة جديدة عن "الكتب خان" للنشر بالقاهرة الطبعة الثانية من ديوان الشاعرة إيمان مرسال "حتى أتخلى عن فكرة البيوت" الذي صدر عام 2013، ويأتي ذلك في سياق تبني الدار لإعادة طباعة دواوين مرسال وإصدارها تباعًا.

اشتقت إيمان مرسال لقصيدتها طريقًا خاصًا جعلها تجمع السردي والشعري في كتلة واحدة، وأقامت علاقة فريدة مع المكان والذات

اشتقت مرسال لقصيدتها طريقًا خاصًا جعلها تجمع السردي والشعري في كتلة واحدة، وأقامت علاقة فريدة مع المكان، فالمكان حاضر بقوة في أعمالها، بل حتى في عناوين كتبها: "ممر" و"جغرافيا".. لكن من وجهة نظر المنفى.

اقرأ/ي أيضًا: إيمان مرسال.. الشعر في جنّة السرد

كتب الروائي طارق إمام عن الكتاب سابقًا: "أتصور إذًا أن حتى أتخلى عن فكرة البيوت هو أشد تجارب مرسال اختبارًا للسردي والمشهدي معًا كمكونات شعرية. أقصد، كعناصر عضوية في الخطاب الشعري وليس كحلي مكملة له أو مستعارة من خارجه. سيتسق ذلك مع التقشف الاستعاري الذي يمكن أن نلمحه هنا (مقارنةً بممر معتم والمشي أطول وقت ممكن مثلًا)، وسيمثل خطوة أبعد فيما بدأته مرسال في "جغرافيا بديلة". سيتسق ذلك أيضًا مع الحضور الواضح للقصائد المصفوفة طباعيًا دون التقطيع المألوف للسطور الشعرية وطريقة توزيعها على الصفحة، وهو الشكل الذي يمثل أحد الآفاق الأولية لقارئ الشعر".

يذكر أن إيمان مرسال شاعرة وأكاديمية ومترجمة مصرية، تعمل في جامعة ألبرتا في كندا. صدرت لها عدة مجموعات شعرية منها: "ممر معتم يصلح لتعلم الرقص" و"جغرافيا بديلة"، ولها في السرد "في أثر عنايات الزيات"، بالإضافة إلى نقلها بعض الأعمال الإنجليزية إلى العربية.


من الكتاب: من النافذة

 

من الممكن أن تميز الشخص الذي تحطم من قبل

الشخص الذي بعد أن تحطم نجحوا في تثبيت ظهره أو ربط عنقه بالكتفين،

من وقفتك هذه، تشرب القهوة وتتابع العابرين،

قد تخمن شكل الشريان الذي نقلوه من معصمه إلى قلبه، أو تلمح

لمعان المسامير التي استوردوها من أجل الركبة.

سترى بوضوح إخلاصه لخطوته،

بطيء ربما

ويمشي عادةً في خطٍ مستقيم

لن يلتفت نحوك فترى عينيه؛ إنه مغلقٌ بإحكام.

الأمر سيكون أسهل مع شخصٍ تبعثر من قبل؛

الشخص الذي تبعثر من قبل عادةً ما يتلفت حوله، كأنه

يبحث عن جزءٍ مازال ضائعًا منه

وقد يبدو في التفاتته حلوًا جدًا لأنهم ألصقوه بالصمغ

أو مُرًا بعض الشيء لأنه يبالغ في إضافة الغراء ليسدَ فجوةً بين عضوين.

لا أظن أنك من خلف زجاج النافذة، يمكن أن تدرك هؤلاء الذين تمزَقوا من قبل

لا شيء يميَزهم في الحقيقة!

أقصد، ربما كل منهم لا يشبه إلا نفسه

مثل ملصقات مختومة تم نزعها من أغلفة المظاريف

وانتهت عند هواة جمع الطوابع.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مكتبة رنا التونسي

قصائد "أجمل الوحوش التي عضّت روحي".. لا غاية للكتابة إلا الكتابة