01-أكتوبر-2015

تغريد البقشي/ السعودية

سيدتي!

واضح أن الأمور ليست على ما يرام، بل ربما هي أسوأ مما تبدو أمام الناس، فأنتما تعيشان قطيعة محتملة تحت سقف واحد. إنها هدنة حقيقية بلا أعلام بيضاء. لا إطلاق رصاص، ولا مشاحنات، ولا مجاكرات، ولا انفجارات لأي سبب معتبر أو عابر. كما أنكما تتجاهلان بعضكما على "فيسبوك" الذي تتصفحانه طوال الوقت، بدون أي أثر لكليكما. لا "لايكات" ولا تعليقات ولا مشاركات..

تتجاهلان بعضكما على فيسبوك الذي تتصفحانه طوال الوقت، بدون أي أثر لكليكما

 ويمكن لك إذا أردت أن تقومي بمبادرة حسن نية تكون بمثابة طلقة أخيرة لإعادة المياه إلى مجاريها.. لأنه وعلى الرغم من كل شيء، فحضرته ليس شخصًا سيئًا، ولا منفرًا، ولا ملحاحًا، بل يمكن القول، من باب الأمانة، إنه شخص.. معقول. المشكلة أنه ممل وبارد أحيانًا.

ويمكنك إذا أردت تحريك الأجواء الراكدة، واستمالة قلبه من جديد، بألف طريقة وطريقة، لا تحتاري.. يمكنك سلوك أسهل الطرق وأكثرها شيوعًا، عبر إعداد طبق بسيط يذكره، ويذكرك، برائحة الأيام الماضية. الطريقة التقليدية، ما غيرها، التي تقوم على تطبيق الخطط النسائية ابتداءً من.. المطبخ، فالطريق إلى قلب الرجل ما يزال يمر من معدته، وليس من خلال أناقتك وإبر البوتوكس وجلسات التسمير، ونفخ الشفايف، وتمييش الشعر، كما تقول الدعايات وخبراء الموضة ونجوم الحكي وطق الحنك.

اقرأ/ي أيضًا: "حارس حديقة المحبين".. عن البذاءة بالبذاءة

هناك "أطباق" تثير الشهية، وهنالك "أطباق" تثير الشهوة! وطبق اليوم الذي ننصحك بتحضيره هو طبق "حراق إصبعو"، الطبق الشعبي ذائع الصيت، والطيب والبسيط والسريع التحضير. وتذكري أن الطبخ نَفَس، وأن تذوق الطعام لا يختلف عن تذوق الموسيقى وتذوق منظر الغروب على شاطئ البحر. واعلمي، أيضًا، أن رائحة الطعام لا تنبعث فقط من مطابخ الجيران، بل تتسلل كذلك من الأيام الماضية والذكريات البعيدة. لذلك فمن المتوقع أن يذّكرك "حرّاق إصبعو"، ويذّكر الشريك، بذكريات بعيدة، لا تسيل لعابه فقط، بل ربما تسيل دموعه أيضًا، وتعيده (وتعيدكِ) إلى أيام كان يجلس مع أخوته على مائدة واحدة، ويأكلون جميعهم من صحن واحد. أيامها.. لم يكن لدى عائلته (ولا عائلتك) مطبخًا أمريكيًا مفتوحًا على الصالون، كما هو حال شقتك الآن.

يا الله.. ما أبعدها تلك الأيام!

الحياة رائعة.. مع أنها "تحرق أصابع" الجميع

ولعلك لا زلت تذكرين المقادير، وطريقة التحضير، والأرجح أنك نسيت ذلك بسبب تبدل الأزمان والأهواء، ومن باب الاحتياط سنورد لك الخطوات التي تمكنك من تحضير أفضل صحن "حرّاق إصبعو" في العالم وفي التاريخ.
-اسلقي العدس لمدة عشرين دقيقة.. حتى يغلي.
-قلّي البصل المقطع إلى جوانح رقيقة حتى يحمر.
-أضيفي الملح والتوابل إلى العدس، مع نصف كمية البصل المقلي، ونصف كمية الكزبرة المقلية مع عصير الليمون، واتركي المزيج لمدة 10 دقائق.
-قطعي الخبز إلى مربعات وقليه بنصف كوب من الزيت على نار قوية.
-ضعي الخبز المقطع إلى مربعات وصبي فوقه خليط العدس وزينيه ببقية الكزبرة والبصل المقليين.

اقرأ/ي أيضًا: نساء حوض الشهوات

قومي على الفور بالاتصال بأحد المطاعم واطلبي طلبًا من وجبة اليوم لشخصين لأن الطبخة احترقت، وليس صحيحًا أن كثرة الطباخين تحرق الطبخة، بل إن شخصًا لوحده لا يستطيع تحضير وجبة ناجحة، فلا تلومي نفسك على ذلك، ولكن اعلمي أنك تغيرت كثيرًا، ولا تلومي الشريك أيضًا، فهو قد تغير أيضًا، وحضرته.. لن يشرّف على الغداء على الأغلب.

ولكن لا تفقدي الأمل.. فالحياة ما تزال جميلة ورائعة ومدهشة. وهي كذلك. الحياة رائعة.. مع أنها "تحرق أصابع" الجميع!