10-يونيو-2022
سعدون إبراهيم

الشاب المغربي سعدون إبراهيم

أشارت وكالات أنباء روسية إلى أن إحدى المحاكم فيما يعرف باسم جمهورية دونيتسك الشعبية، غير المعترف بها دوليًا، أصدرت الحكم بالإعدام على شاب مغربي يُدعى إبراهيم سعدون، إضافة إلى رجلين بريطانيين آخرين، بعدما ألقي القبض عليهم ووُجهت إليهم تهم بالقتال إلى جانب الجيش الأوكراني.

لم يصدر عن السلطات الرسمية المغربية أي تعليق حول الحكم الصادر على مواطنها إبراهيم سعدون في دونيتسك 

ونقلت وكالة تاس الروسية عن أحد المحامين الموكلين بالدفاع في القضية، قوله إن المتهمين الثلاثة سيستأنفون الحكم، كما أشار إلى أن موكله شون بينر بالإضافة إلى إبراهيم سعدون، قدّما للمحكمة دفعًا ببراءتهما من تهمة الارتزاق، واعترفا فقط بمشاركتهما بالمعارك الهادفة إلى الاستيلاء العنيف على السلطة، وهو التعبير الذي تستخدمه السلطات في دونيتسك لتوصيف العمليات القتالية ضدها.

وزيرة خارجية بريطانيا ليز تراس أدانت الحكم، ووصفته بأنه باطل وبلا شرعية، فيما أكّد جيمي ديفيز مستشار الرئيس البريطاني بوريس جونسون، أن الموقوفين الثلاثة هم أسرى حرب، وبالتالي يحقّ لهم التمتع بالحصانة بصفتهم مقاتلين وفق اتفاقية جنيف الموقعة عام 1949. ولم يصدر أي تعليق رسمي من المغرب بخصوص المواطن إبراهيم سعدون. 

من هو إبراهيم سعدون؟ 

إبراهيم سعدون هو طالب مغربي من مدينة مكناس شمال المملكة المغربية، يبلغ من العمر 21 عامًا، وقد التحق بالجيش الأوكراني قبيل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في الـ 24 من شباط/فبراير الماضي، بعدما أعلن الرئيس الأوكراني التعبئة العامة واستدعاء حملة الجنسية الأوكرانية من الشبّان إلى الجيش. 

تحدثت مواقع إعلامية محلية في المغرب مع ذوي الطالب إبراهيم سعدون، حيث أكّد والده، طاهر سعدون بأن الحكم الذي أعلنت عنه وسائل إعلام روسية غير نهائي، وأن ابنه سيمثل أمام المحكمة من جديد، نافيًا بشكل قاطع أن يكون ابنه إبراهيم سعدون من المرتزقة، مؤكّدًا أنه يحمل الجنسية الأوكرانية.

كما ذكر الوالد أن ابنه إبراهيم سعدون هو المغربي والعربي الوحيد الذي تمّ اختياره ضمن برنامج تعليمي تموّله الدولة الأوكرانية لدراسة علوم الفضاء، وأن إبراهيم كان في طريقه ليتخرج طيارًا، وأنه كان يحلم بأن يتابع دراسته ليصبح رائد فضاء في المستقبل. 

مناشدات لإنقاذ إبراهيم سعدون

ناشطو وسائل التواصل في المغرب ودول عربية أخرى أطلقوا وسمي #أنقذوا_إبراهيم_سعدون و#Save_Ibrahim_Saadoun بهدف خلق حالة من الضغط على السلطات في دونيتسك وحثّها على التراجع عن قرارها وإلغاء حكم الإعدام رميًا بالرصاص بحق إبراهيم سعدون، إضافة إلى مناشدة السلطات المغربية والمجتمع الدولي بالتدخّل لإنقاذ حياته من هذا المصير. 

أحد الحسابات المغربية أشار إلى أن إبراهيم سعدون هو طالب بجامعة كييف الأوكرانية في شعبة تكنولوجيا الفضاء، مما أهله للحصول على الجنسية الأوكرانية بحسب قوانين البلد. وبحسب المغرّد فإن إبراهيم كان مترجمًا مع القوات الأوكرانية وليس مقاتلًا، وأنّه ليس من المرتزقة المقاتلين في تلك الأزمة.

ونشر حساب آخر يغرّد باسم حنظلة صورة تظهر الطالب المغربي إبراهيم سعدون، مع الشابين البريطانيين إيدين أسلين وشون بينير، في مكان احتجازهما بدونيتسك.

بينما طالبَ المغرد عبد الرحمن الحاناتي بإطلاق حملة عالمية لإنقاذ إبراهيم السعدون، على اعتبار أن أوكرانيا أجبرته على المشاركة في حربها ضد روسيا.

وقال المغرد نور الدين من المغرب، إنّ روسيا تضرب بعرض الحائط اتفاقية جنيف 1949 الثالثة لمعاملة أسرى الحرب، وتصدر عبر " لقيطتها " دونيتسك الانفصالية قرار الإعدام بحق الطالب المغربي إبراهيم السعدون.

المغرد محمد واموسي قال معلقًا على الحكم الصادر بحق سعدون: "كان الله في عون والديه، طالب ذكي يتحدث خمس لغات كان يدرس علوم الفضاء،غسلوا دماغه و استغلوا طيشه فزجوا به في قتال لا ناقة له فيه و لا جمل في دونباس". 

كما تداولت حسابات أخرى مقاطع وصور من لحظة النطق بالحكم ضد إبراهيم سعدون ومن معه من قاعة المحكمة. 

يذكر أن القوات الموالية لروسيا قد ألقت القبض على إبراهيم سعدون نهاية شهر نيسان/أبريل الماضي، وهو يواجه اليوم حكم الإعدام رميًا بالرصاص على يد السلطات الانفصالية في إقليم دونيتسك شرقي أوكرانيا، مع الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان قد أعلن قبل يومين فقط من بدء حربه على أوكرانيا، اعترافه باستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك، كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا. وقد أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات المسلحة في بلاده بإرسال "قوات حفظ سلام" روسية إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك  بشرق أوكرانيا، وذلك وفقًا لمرسوم نُشر في وقت مبكر من اليوم الموافق الثلاثاء الـ22 من شباط/ فبراير 2022.