01-أغسطس-2018

سامي الرميان/ الكويت

أزهار الطريق المفاجئة

1

العالم في السابعة صباحًا

صحو، وواعد.

أنت بجوار نافذة الميكروباص

في طريقك لأداء امتحان

ما زال الضباب يكسو الطريق الزراعي

قبل الدخول إلى المدينة.

*مَطَب*

ترفع عينيك عن الأوراق

المليئة بالتيارات الكهربية

إلى يسارك ترى في الضباب

فتاة عشرينية بَضّة،

دون حجابها،

الصباح على وجهها،

بجلبابٍ فاتح

تقف أمام العِشّة،

تسقي بقرتها،

تبتسم دونما سبب،

وتترك شفتيها مفتوحة

على احتمالٍ مؤلم.

 

2

كنسيمٍ صيفي على وجه فاعلٍ

أنهى عمله توًّا

أشرب هذا الوجه

المنبعث من شارعٍ جانبي:

فتاة جديرة بأحلام اليقظة

مزدهرة وسط أكوام البشر السيّالة

في مشاوير التعب اليومي

على صدرها الطيّب

نجمة خضراء تسرّ الناظرين

تلقي بنظراتها كشجرة مُكتنزة

تميل فروعها مع الهواء

ولا تطال ثمارها الأيدي

الجائعة

أقواس قزح تلوّن حيزها المتدفق

برؤيتها

تعيد العين اكتشاف حساسيتها

 تستدعي ربيع المواعيد

لحظات كأنها أبَدْ

تترك حسرةً مُمَلّحة بقلبٍ

لا يقوى على هذا الجمال المؤلم.

 

3

أدرّب نفسي يوميًا

على مغادرة هذا العالم

دون حسرة.

لكنّي

أتعثّر

أحيانًا

في مَن يدير رأسي ناحيته

وبقليل من الاهتمام

يصرعني الودّ المتاح.

 

هجرة مستحيلة

كاستراحة بين مسافتين

تعبرين حديقة هذياني

ألعق ظلّكِ

إيماءةٌ تدعوني للسكنى

في أوديةٍ رطبة

تأوي روحي الطائشة

في خروجكِ الموَقَّع من نهرٍ

صمته يكثِّف صرخاتنا المتشبثة

بالحواف الملساء لرغبةٍ

تتكوَّر باطرادٍ في سهولٍ

لا تبحث عن سماءٍ قريبة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الشيّال

من هو العدو؟