04-ديسمبر-2016

الفنان العراقي ضياء العزاوي

تفرد "هيئة متاحف قطر" أعمال الفنّان العراقي ضياء العزاوي (1939) التي عمل عليها طوال 50 عامًا، أمام الجمهور، في معرض استعادي يضم 564 عملًا للعزاوي، الذي يُعدُّ واحدًا من أبرز الفنانين العراقيين التشكيليين، وأكثرهم تجريبًا ونتاجًا.

جيل الستينيات العراقي هو الجيل الذي حمل أفكارًا تقدميّة تجاه المجتمع والسياسة

اقرأ/ي أيضًا: ديانا حلبي.. عيون في جنازات جماعية

وقد عرف العزاوي في العراق إبان مطالع الستينيات من خلال نظرته إلى التجديد والتنظير في الفن التشكيلي الذي اشترك فيه مع آخرين في جماعتي "نحو الرؤية الجديدة"، و"البعد الواحد". ويعد جيل الستينيات العراقي صاخبًا بالإبداع والتجريب والابتكار، وهو الجيل الذي حمل أيضًا أفكارًا تقدميّة تجاه المجتمع والسياسة، إلا أنه سرعان ما واجه موجات القمع من الدكتاتورية الصاعدة أواسط السبعينيات إبان تسلّم حزب البعث السلطة، والتي أدّت إلى هجرة الفنانين والكتاب مجموعات وفرادى، بعد أن انفرد الحزب بحكم البلاد وألغى التعدّدية السياسية.

ويحمل معرض العزاوي عنوان "انا الصرخة، أية حنجرة تعرفني؟"، وهو ليس عنوانًا جديدًا وإنما استعاديًا أيضًا، حيث أعاد العزاوي استعارة اسم المعرض نفسه الذي أقامه في بغداد عام 1976، إبان خدمته العسكرية كضابط احتياط، وقبيل خروجه من العراق. ويفسِّر استعارة عنوان قديم في تصريح على هامش افتتاح المعرض نهاية الشهر الماضي بالقول "العودة إلى ذلك (العنوان) هي إعادة تفحص لخصائص تلك السنوات ومتابعتها من أجل طرح الأسئلة عن الأسباب التي أخذت بالعراق إلى روح الدمار وذلك الصراخ الذي لم يُسمع، وكيفية نموه كأنه وحش بمائة ذراع ليلتف على رقاب الملايين من البسطاء".

وتوزّع معرض العزاوي إلى قسمين، تضمّن الأول العلاقة بين الصورة والنص في أعمال العزاوي، حيث ركز على بدايات اهتمامه بالمصادر التاريخية والشعبية، ولقاءاته مع شعراء عرب وعراقيين حيث عمل معهم على ابتكار تداخل بين الرسم والشعر، وأيضًا التغيّرات التي طرأت على ممارسته الفنية بما يتعلق بتقنيات الطباعة الفنية وتدعيم الصلة التي تربط بين الصورة والنص التي شغلت العزاوي لعقود، أما القسم الثاني فهو الذي يعرض تفاعل العزاوي مع اللحظات السياسية الكبرى في تاريخ العراق والعالم العربي.

وآخر مرّة زار فيها العزّاوي العراق كانت عام 1980، وهو يعدّ العودة إلى بلاده الآن بأنها موافقة على كل الخراب الذي يحصل فيها اليوم: "إذا عدت يعني أنني أقبل بما يجري. لا يمكنني أن أقبل".

معرض ضياء العزاوي فرصة للاطلاع على واحدة من أغنى التجارب التشكيلية العراقيّة

اقرأ/ي أيضًا: محمود فهمي عبّود.. الجسد الأنثويّ صرحُ المدينة

وتبدو آراء العزاوي السياسية ثابتة، فالذي جسّد مجزرة صبرا وشاتيلا بلوحة بانورامية ضخمة، يصف أعماله بأنها "إدانة على كل المستويات لكل من أسهم في عملية التدمير عبر إشاعة روح الانتقام لا المصالحة، وقبول الطائفة أو العشيرة كمظلة لا الوطن" في العراق.

ويجمع المعرض لوحات تعرض للمرّة أمام الجمهور، "سوف تعرض أعمال للمرة الأولى، رغم تباعد تواريخ إنتاجها أو طرق تنفيذها، وبهذا سوف تتاح للأصدقاء أو لجامعي الأعمال الفنية الفرصة للتعرف إلى سياقات مختلفة لم تعرف عني بشكل كافٍ"، يقول العزاوي.

المعرض الذي افتتح في 16 تشرين الأول/أكتوبر العام الجاري، سيستمر حتى 16 نيسان/أبريل 2017، وهو يمثّل فرصة ممتازة للاطلاع على واحدة من أغنى التجارب العراقيّة في الفن التشكيلي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جداريات الحرب في ليبيا

اثنان وسبعون عامًا في لوحةٍ تشكيليّة