كشفت وزارة الدفاع الأوكرانية عن إحصائيات جديدة بشأن أعداد القتلى العسكريين الروس منذ بداية الحرب في شباط/فبراير 2022، حيث بلغ عدد القتلى من القوات الروسية حوالي 753 ألف جندي، بينهم 1460 لقوا حتفهم أو أصيبوا خلال الساعات الـ48 الماضية فقط.
كما كشف بيان وزّعته هيئة الأركان العامة في كييف أن القوات الأوكرانية دمّرت منذ بداية الحرب 9519 دبابة، منها 5 دبابات دمّرت قبل يوم السبت الماضي، و19 ألفًا و571 مركبة قتالية مدرعة، و21 ألفًا و58 نظام مدفعية، و1253 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1023 من أنظمة الدفاع الجوي.
وأردف بيان القوات المسلحة الأوكرانية أنه تم أيضًا تدمير 369 طائرة حربية، و329 مروحية، و20 ألفًا و71 طائرة مسيّرة، و2855 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و30 ألفًا و965 مركبة وخزان وقود، و3635 وحدة من المعدات الخاصة.
تكبدت موسكو وكييف خسائر بشرية ومادية فادحة دون القدرة على حسم الحرب عسكريًا رغم مرور ألف يوم على اندلاعها
وتسلّط هذه الأرقام الضوء على حجم الخسائر التي تكبّدتها روسيا، والتي أثّرت على أدوارها في أكثر من منطقة، وآخرها سوريا، حيث رفعت موسكو يدها عن نظام الأسد، تاركة بشار الأسد يواجه مصيره المحتوم أمام الزحف السريع لقوات المعارضة.
يُشار إلى أن موسكو تجنّبت التعليق على المعطيات التي نشرتها وزارة الدفاع الأوكرانية. وكانت وكالة "رويترز" وصحيفة "لوتان" الفرنسية قد أعدّتا جردة للخسائر التي تكبّدتها موسكو وكييف طوال فترة الحرب، وذلك مع مرور ألف يوم على اندلاع الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
الخسائر الروسية:
بدأت موسكو العملية العسكرية ضد أوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022. ولا جدال في أن روسيا تملك اليد العليا في الصراع، إذ بسطت السيطرة على مساحات واسعة شرقي أوكرانيا (شبه جزيرة القرم وأجزاء من إقليمي دونيتسك ولوغانسك)، لكنها دفعت فاتورة ذلك على مستوى الخسائر، لا سيما البشرية والاقتصادية.
وترجّح تقديرات صحيفة "لوتان" أن روسيا أنفقت ما يقارب 320 مليار دولار منذ بداية الحرب، بمعدل 230 مليون دولار يوميًا. وقد انعكس هذا الإنفاق الكبير في ارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 9% في عام واحد، الأمر الذي اضطر البنك المركزي الروسي إلى رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 21%.
أما عن التكلفة البشرية، فتشير التقديرات إلى أن موسكو خسرت 700 ألف جندي بين قتيل وجريح ومفقود وأسير. ويلاحظ المتابعون أن عدد القتلى الروس ارتفع يوميًا إلى ما بين 1500 و2000 جندي، بعد أن كان لا يتجاوز 200 جندي يوميًا عام 2022، وفق صحيفة "لوتان".
ويعتقد المحللون أن وصول نحو 11 ألف جندي كوري شمالي إلى روسيا لدعم مجهودها الحربي يُلقي الضوء على المشاكل التي تواجهها القوات الروسية على أرض المعركة. وعلى مستوى الخسائر في المعدات العسكرية، أشار المتابعون إلى أن أكثر من 20 ألف مركبة روسية، بين دبابات وطائرات وسفن، تعرّضت للتدمير.
خسائر أوكرانيا:
أدى عامان من الحرب إلى فقدان أكثر من 11,700 مدني أوكراني حياتهم، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 24,600 آخرين منذ بداية الحرب، وفق إحصائيات أممية. وترجّح مصادر أخرى أن تكون الحصيلة أكبر من ذلك بكثير، نظرًا لأن العديد من المناطق، مثل ماريوبول، شهدت مجازر مروّعة يصعب الوصول إليها بسبب سيطرة القوات الروسية عليها.
وبشأن الخسائر بين الجنود، سبق للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كشف في وقت سابق عن سقوط أكثر من 31 ألف جندي خلال المعارك مع الروس، دون تقديم تفاصيل إضافية عن الجرحى أو المفقودين.
وفيما يخص الخسائر الاقتصادية، تؤكد تقارير البنك الدولي والمفوضية الأوروبية والأمم المتحدة أن الحرب خلفت أضرارًا بقيمة 152 مليار دولار، مع ملاحظة أن القطاعات الرئيسية المتضررة تشمل الإسكان والنقل والتجارة والصناعة والطاقة والزراعة. وتسببت تلك الأضرار في انكماش الاقتصاد الأوكراني بمقدار الثلث خلال العامين الأخيرين. وتحتاج أوكرانيا، حسب تقديرات أممية، إلى 486 مليار دولار للتعافي من تداعيات الحرب.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تقدم أكبر قدر من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، بنحو 570 مليار دولار. وهو رقم كبير بما يكفي ليكون ورقة ضغط بيد الرئيس المنتخب ترامب، إذا ما أراد استخدامها للضغط على كييف للجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل مع الروس لإنهاء الحرب. وهذا هو السيناريو المتوقع مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير المقبل.