26-مايو-2020

يرأس بن سلمان صندوق الاستثمار السعودي الساعي للاستحواذ على نيوكاسل يونايتد (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

خلصت منظّمة التجارة العالميّة إلى أن السعودية تنتهك القانون الدولي، كونها تقف خلف شبكة قرصنة وسرقة للأحداث الرياضيّة، متمثّلة بقنوات "بي آوت كيو- beoutQ"، وهي عبارة عن قنوات فضائية تلفزيونية تبثّ دون وجه حقّ كبرى الأحداث الرياضية من مسابقات ومباريات، ويمثّل ذلك ضربة موجعة لصندوق الاستثمارات العامّة السعودي، والذي يترأّس ولي العهد محمّد بن سلمان مجلس إدارته، إذ يسعى الصندوق للاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد النشط في الدوري الإنجليزي الممتاز، ويعني هذا أن آمال بن سلمان في دخول عالم البريميرليغ أصيبت بمقتل.

أكّدت منظّمة التجارة العالميّة أن المملكة العربيّة السعوديّة تقف وراء شبكة قنوات "بي آوت كيو- beoutQ"، وفق تقرير صادر من صحيفة الغارديان البريطانيّة، والتي ذكرت أن تقرير المنظّمة النهائي حول هذه القضيّة مؤلّف من 130 صفحة، ولن يتم نشره حتّى منتصف حزيران/يونيو القادم، وسبق للاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم، ورابطتي الدوري الإسباني والدوري الإنجليزي الممتاز، وآخرين وفق الصحيفة، أن تقدّموا بإجراءات قانونية ضدّ "بي آوت كيو- beoutQ" بسبب بثّ المباريات المنضوية تحت اتّحاداتها بشكل غير قانوني، ليتم لاحقًا رفع دعوى قضائيّة إلى منظّمة التجارة العالميّة، والتي أكّدت تورّط المملكة بهذه الشبكة.

أكّدت منظّمة التجارة العالميّة تورّط السعودية بشبكة القرصنة beoutQ، الأمر الذي يمثّل ضربة موجعة لاستحواذ صندوق الاستثمار السعودي على نادي نيوكاسل يونايتد

سبق وأعلنت السعودية أن مصدر قنوات القرصنة سابقة الذكر هو كوبا وكولومبيا، ما دفع حكومتي البلدين إلى إنكار هذه الادّعاءات بشكل صارم وفق الغارديان، فالشبكة تُبثّ على قمر عرب سات المملوك من السعودية، ومنذ تلك اللحظة تمّت إزالة الشبكة من قمر عرب سات، لكنّ أجهزة فكّ التشفير التابعة للشبكة ما زالت تُباع وتبثّ أحداثًا مسروقة وتقرصن القنوات العالمية، بما فيها شبكات قنوات سكاي وبي تي البريطانيتين، وذكرت الصحيفة أن الحكومة البريطانية أخذت موضوع القرصنة هذا على محمل الجد، لدرجة أن وزير الدولة لشؤون التجارة الدولية حينها  ليام فوكس أثار موضوع  "بي آوت كيو- beoutQ" أمام ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار في المملكة.

اقرأ/ي أيضًا:  لعبة السلطة في السعودية.. ابن سلمان "يكافح الفساد" بالفساد!

كان الجميع موقنًا في أوروبا أن السعودية هي وراء شبكة "بي آوت كيو- beoutQ"، وحتّى قبل تأكيد  منظّمة التجارة العالمية تورّط المملكة في ذلك، أُثير الكثير من الجدل حول نيّة صندوق الاستثمار الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد، إذ حثّ رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس أعضاء رابطة البريميرليغ على النظر في الأضرار التي سبّبتها شبكة القرصنة السعودية، قبل اتّخاذ القرار بشأن الاستحواذ على 80% من أسهم النادي، من قبل صندوق الاستثمار السعودي الذي يرأس مجلس إدارته محمّد بن سلمان، والذي ذكرت منظّمة العفو الدوليّة أنّه متورّط في حملة قمع شاملة ضدّ حقوق الإنسان.

حسب صحيفة الغارديان فإن الجريمة في الخارج تساوي جريمة في بريطانيا، وجريمة القرصنة تلك التي تورّطت بها السلطات السعودية ستؤثّر بشكل كبير على صفقة الاستحواذ، صندوق الاستثمار الذي يرأس إدارة مجلسه ولي العهد السعودي، والحاكم الفعلي فيها، رابطته واضحة بالدولة السعودية التي انتهكت القانون الدولي، وعلى هذا الأساس فإمكانيّة فشل صفقة الاستحواذ -على 80% من أسهم نيوكاسل يونايتد مقابل 300 مليون جنيه إسترليني- تبدو منطقيّة للغاية. 

اقرأ/ي أيضًا:

سقوط توماس فريدمان.. الصهيونية في مديح ابن سلمان

لوبي آل سعود في واشنطن.. ماكينة تبييض جرائم ابن سلمان