دخلت المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل يومها الرابع على وقع تصعيد غير مسبوق، وصفته طهران بأنه "الأقوى والأكثر تدميرًا" منذ اندلاع المواجهة، مع تواصل القصف الصاروخي المتبادل بين الجانبين.
وفي تطور لافت، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن "الكيان الصهيوني لن يتمكن من هزيمتنا بالقتل والاغتيال"، متهمًا الولايات المتحدة ودولًا غربية بدعم العدوان الإسرائيلي، ومهددًا برد أقوى وأكثر حزمًا إذا استمر العدوان.
ارتفاع حصيلة القتلى الإسرائيليين
أعلنت مصادر إسرائيلية مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 300 آخرين جراء الهجوم الصاروخي الإيراني ليلة أمس. وأشارت القناة 14 إلى تضرر شبكة الكهرباء في وسط البلاد، في حين تحدثت تقارير إسرائيلية عن دمار في أحياء من تل أبيب وحيفا نتيجة القصف.
ونقلت صحيفة "معاريف" عن المتحدث باسم الإسعاف الإسرائيلي قوله إنّ "الملاجئ قد لا تصمد في وجه الصواريخ".
هذا، وقالت مصادر إيرانية إن الجمهورية الإسلامية ردت بإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية الثقيلة على مناطق مختلفة داخل إسرائيل، بعضها سقط في قلب مدن كبرى مثل تل أبيب وحيفا، وأحدث دمارًا واسعًا وأضرارًا بشرية.
أعلنت مصادر إسرائيلية مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 300 آخرين جراء الهجوم الصاروخي الإيراني ليلة أمس
وأكدت إيران أن الموجة الأخيرة من الهجمات نُفذت بتقنيات حديثة أربكت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ما تسبب – وفق الحرس الثوري – في استهداف بعض منظومات الدفاع الإسرائيلية بعضها البعض بسبب "خلل تكنولوجي".
ضربات دقيقة على منشآت استراتيجية
وفي هذا السياق، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الضربات طالت منشآت حيوية إسرائيلية، بينها مصفاة حيفا التي تنتج نحو 200 ألف برميل يوميًا، ومحطة للطاقة قرب الميناء ذاته، حيث اندلعت حرائق كبيرة، بحسب شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري.
كما أصابت الصواريخ الإيرانية مبنى السفارة الأميركية في تل أبيب، فيما سُجلت أضرار جسيمة في قاعدة "نيفاتيم" الجوية بالنقب.
فيما وصفت القناة 12 الإسرائيلية حجم الهجمات الإيرانية بـ"غير المسبوق"، كشفت أن إيران أطلقت منذ بدء الحرب أكثر من 370 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 100 طائرة مسيّرة، ضمن 11 موجة هجومية متتالية.
تهديدات إسرائيلية بإخلاء أحياء في طهران
وفي موازاة ذلك، واصلت إسرائيل عدوانها على إيران، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي ليل الأحد/الإثنين تنفيذ ضربات على منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض في وسط إيران، كما استهدف مقر "قوة القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران.
وكتب المتحدث باسم الجيش ناداف شوشاني عبر منصة "إكس": "الجيش الإسرائيلي يضرب حاليًا مواقع صواريخ أرض-أرض في وسط إيران... نحن نعمل ضد هذا التهديد في سمائنا وأيضًا في السماء الإيرانية".
وفي تطور لافت، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر عسكرية أن الجيش يستعد لإصدار أوامر بإخلاء أحياء سكنية في العاصمة الإيرانية طهران، في ظل تصعيد متوقع. وجاء ذلك متوازيًا مع تهديد صريح أطلقه وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال فيه إن "سكان طهران سيدفعون الثمن قريبًا".
بدوره، أعلن الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من عناصره في هجوم إسرائيلي على منطقة إيجرود في محافظة زنجان شمال غربي البلاد. كما أفادت وكالة مهر بأن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت فجر اليوم لمقذوفات معادية قرب منشأة نطنز النووية في أصفهان، في مؤشر على أن المنشآت النووية قد تكون باتت هدفًا في مسار التصعيد.
كما أسفر الهجوم الإسرائيلي الأخير عن استهداف معرض للشاحنات في مدينة كرمانشاه غرب إيران، ما أدى إلى إصابة أحد المواطنين بجروح، بالتزامن مع سماع دوي أربعة انفجارات قوية هزّت المدينة.
الجيش الإسرائيلي يستعد لإصدار أوامر بإخلاء أحياء سكنية في العاصمة الإيرانية طهران
وفي تطور ميداني آخر، أعلنت السلطات الإيرانية أن الدفاعات الجوية في محافظة إيلام تمكّنت من إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية في مدينة دهلران الحدودية، في تصعيد يُضاف إلى سلسلة الضربات المتبادلة بين الطرفين خلال الأيام الماضية.
من جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية سقوط 224 شهيدًا منذ بدء الهجمات الإسرائيلية.
في ظل هذا التصعيد المتسارع، لا تلوح في الأفق بوادر تهدئة، وسط مخاوف متزايدة من انزلاق المواجهة إلى حرب إقليمية شاملة تهدد أمن المنطقة واستقرارها، وربما أمن الملاحة والطاقة في العالم بأسره.