28-يناير-2022

(Getty Images)

تنخرط بعض النساء الحوامل بممارسات وأنشطة قد تؤثر على أجنتها سلبًا، إما تحت إشراف الطبيب بحال اضطرارها لتناول بعض الأدوية، أو بعيدًا عن أعين طبيبها كإدمان الكحول والمخدرات أو حتى التدخين.

تنتقل المواد الموجودة في دم الأم الحامل عن طريق المشيمة إلى دم الجنين ويعتاد جسد ودماغ الجنين عليها كما اعتاد جسد الأم

تنتقل المواد الموجودة في دم الأم الحامل عن طريق المشيمة إلى دم الجنين ويعتاد جسد ودماغ الجنين عليها كما اعتاد جسد الأم. وبعد ولادة الطفل وانقطاع هذه المواد عنه، يصاب بأعراض انسحابية تسمى متلازمة الانسحاب الوليدي أو متلازمة الانسحاب للرضّع (Neonatal Abstinence Syndrome). وننقل لكم هنا بتصرف مقالة ترجمت من موقع ستانفورد شيلدرن هيلث تشرح تفاصيل المتلازمة.


هل تسبب كل الأدوية التي تتناولها الأم الحامل أعراضا انسحابية لطفلها عند الولادة؟

 من المؤكد أن المسكنات الخفيفة والمكملات الغذائية التي تتناولها معظم النساء الحوامل، وحتى المضادات الحيوية أو بعض الأدوية الأخرى التي يشيع استخدامها أثناء فترة الحمل كمضادات الحموضة وأدوية الضغط والسكري ومدرات البول، لا تسبب الإدمان بشرط استخدامها حسب وصف الطبيب المشرف.

فما هي المواد التي قد تسبب الإدمان للأم الحامل وأعراضا انسحابية لطفلها عند الولادة؟

  • الهيروين والمواد الأفيونية الأخرى المستخرجة من نبات الخشخاش.
  • الأمفيتامينات: وهي نوع من المنشطات للجهاز العصبي.
  • الكوكايين.
  • الماريجوانا والحشيش.
  •  الكحول
  •  النيكوتين بسبب تدخين السجائر والأرجيلة.
  • الأدوية الموصوفة مثل الكوديين ( مسكن ومضاد للسعال)، والأوكسيكودون ( مسكن للآلام المتوسطة والشديدة )، ومضادات الاكتئاب.

هل تعرف ما هي الموادّ الأكثر تسببًا بالإدمان على الإطلاق؟ اقرأ هنا للتعرّف إليها


 ما هي أعراض متلازمة الانسحاب عند الأطفال حديثي الولادة؟

 قد تبدأ أعراض الانسحاب الوليدي أو أعراض الانسحاب للرضّع حديثي الولادة من يوم إلى عشرة أيام بعد الولادة وقد تستمر من أربعة إلى ستة أشهر. وتختلف أعراض المتلازمة حسب نوع العقار المستخدم ومتى تم استخدامه آخر مرة، وكم أسبوعًا كان عمر الجنين عند ولادته. وتشمل في معظم الأحيان:

  • تعرق ورجفة
  •  بكاء شديد بنبرة عالية
  •  مشاكل النوم
  •  شد العضلات
  • زيادة حدة منعكسات الرضع عند الطفل عن المعدل الطبيعي
  • نوبات تشنّج
  •  التثاؤب وانسداد الأنف والعطس
  •  سوء التغذية والامتصاص
  •  القيء أو الإسهال
  • حمى أو درجة حرارة غير مستقرة

ما هي مضاعفات تناول المواد المسببة للإدمان عند الأطفال حديثي الولادة؟

لا يقتصر تأثير المواد المسببة لمتلازمة الانسحاب عند حديثي الولادة على الأعراض الانسحابية فقط. إنما قد يسبب العديد من المضاعفات أثناء الحمل وبعد الولادة. هنا بعض المضاعفات المتعلقة بتعاطي عدد من المواد ذات الطبيعة الإدمانية: 

  1. تعاطي الأمفيتامينات والمواد الأفيونية
  • انفصال المشيمة وقصورها.
  • النزف الشديد بعد الولادة.
  • نقص نمو الجنين وولادته قبل أوانه.
  • الإجهاض أو وفاة الجنين داخل الرحم.
  1. تعاطي الكحول

قد يسبب تناول الأم الحامل الكحول حتى بكميات قليلة تشوهات خلقية في وجه الجنين وتأخر نموه العقلي، أما إدمان الكحول وشربه بكميات كبيرة فقد يؤدي إلى إصابة الجنين بمتلازمة الجنين الكحولي وتتمثل في:

  • تراجع وفشل نمو الجنين داخل رحم الأم ونقص وزنه عن المعدل الطبيعي بشكل ملحوظ.
  • صغر حجم الرأس وإصابة الجنين بالتخلف العقلي.
  • تشوهات في الوجه، خاصة في الفك ومنطقة الخد ومحيط العين.
  • تشوهات خلقية في الجهاز الدوري والقلب، والكليتين.
  1. تعاطي النيكوتين

 يشير موجز منظمة الصحة العالمية لملخص الأخطار الناجمة عن التدخين أثناء الحمل وتأثيره على الطفل، إلى أن التدخين له آثار مدمرة في جميع مراحل الطفولة والمراهقة بدءًا من الحمل.

 يرتبط تعاطي الأم للسجائر أو حتى تعرضها للتدخين السلبي ارتباطا وثيقا بالعيوب الخلقية عند الأجنة، وخطر الولادة المبكرة والإجهاض. يرتبط تدخين الأم أثناء الحمل بمضاعفة مخاطر الموت المفاجئ للرضع، بينما يرتبط التعرض للتدخين غير المباشر (السلبي) أثناء الحمل بزيادة خطر موت الجنين داخل الرحم وإجهاضه بنسبة 23% وزيادة خطر الإصابة بالتشوه الخلقي بنسبة 13%. 


قبل أن تبلغ الأربعين.. اطّلع على هذه النصائح الصحيّة الأساسية لحياة أفضل


  1. تعاطي الأدوية

قد تضطر الأم الحامل لتناول بعض الأدوية أثناء الحمل ويختلف تأثير هذه الأدوية بحسب نوع الدواء وعمر الجنين والجرعة المطلوبة. لذا يمنع أخذ أي دواء إلا بعد استشارة الطبيب والالتزام بالجرعة المحددة.

يكثر تناول مضادات الاكتئاب أثناء الحمل فبعض الأطباء يرون أن خطر الاكتئاب على الأم والجنين أشد من الأعراض الانسحابية المؤقتة التي قد تتمثل في الخوف الشديد عند الرضع والاستثارة المفرطة وسوء التغذية وضيق التنفس. وأن اللجوء لتقليل الجرعات حتى الحد الأدنى يمكن أن يكون حلا آمنا. أما عن ارتباط تناول الأم الحامل لمضادات الاكتئاب أثناء الحمل بإصابة الطفل بالتوحد فلا زال البحث جاريا.

قد يكون لدى الأطفال المولودين قبل أوانهم مخاطر أقل للإصابة بأعراض الانسحاب أو تكون لديهم أعراض أقل حدة، كما قد يتماثلون للشفاء بشكل أسرع من الأطفال الذين أتموا أسابيع الحمل، لأنهم تعرضوا لكميات ووقت أقل من المسبب.

كيف يتم تشخيص متلازمة الانسحاب عند حديثي الولادة؟

تشترك الأعراض الانسحابية مع العديد من المشاكل الصحية الأخرى البعيدة عن متلازمة الانسحاب، لذا يجب أن يكون التشخيص من قبل الطبيب وبناء على التاريخ الطبي للأم. وقد يتم اللجوء لفحص العقي ( أول براز يخرجه الوليد)، أو البول، أو دم الحبل السري.

 كيف يتم علاج متلازمة الانسحاب عند الأطفال حديثي الولادة؟

يعتمد علاج متلازمة الانسحاب عند الرضّع أو متلازمة الانسحاب الوليدي على عمر الطفل وصحته العامة ونوع المسبب، كما يعتمد على مدى خطورة الحالة وشدة الأعراض.

قد يساعد لف الطفل بإحكام في بطانية على توفير الراحة. مع إضافة السعرات الحرارية إلى وجباتهم للتعويض بسبب نشاطهم المتزايد. وقد يحتاجون أيضًا إلى تعويض السوائل المفقودة عن طريق الوريد، إذا كانوا يعانون من الجفاف أو يعانون من قيء أو إسهال شديد.

أما في الحالات الأشد فيتم إدخال المولود إلى المستشفى لإبقائه تحت المراقبة، إذ قد يحتاج إلى أدوية لعلاج أعراض الانسحاب الوليدي الشديدة. عادة ما يتم إعطاء الطفل دواء من نفس عائلة المسبب الذي تعرض له قبل الولادة، ويبدأ برنامج فطام الطفل عنه تدريجيًا تحت إشراف الطبيب ومقدم الرعاية المختص. 

هل يمكن منع متلازمة الانسحاب عند الأطفال حديثي الولادة؟

 يمكن الوقاية من متلازمة الانسحاب إذا توقفت الأم عن تعاطي المسبب قبل الحمل أو بمجرد أن تعلم أنها حامل. في بعض الحالات، كإدمان المخدرات والكحول لا يمكن القيام بذلك بأمان، مما يتطلب إشراف طبي مباشر ودقيق.

يعتمد علاج متلازمة الانسحاب عند الرضّع على عمر الطفل وصحته العامة ونوع المسبب، كما يعتمد على مدى خطورة الحالة وشدة الأعراض

إذا كان رضيعك مصابًا بمتلازمة الانسحاب الوليدي فهذه بعض النصائح لمساعدتك في تحقيق أقصى استفادة من زيارة مقدم الرعاية الصحية لطفلك:

  1. اعرف سبب الزيارة وما هدفك منها.
  2.  قبل الزيارة، اكتب الأسئلة التي تريد الإجابة عليها.
  3.  في الزيارة، دوِن اسم التشخيص الجديد، وأي أدوية أو علاجات أو فحوصات جديدة. اكتب أيضًا أي تعليمات جديدة يقدمها لك مزود الرعاية لطفلك.
  4.  اعرف سبب وصف دواء أو طريقة علاج جديدة وكيف سيساعد طفلك. تعرف أيضًا على الآثار الجانبية.
  5.  اسأل عما إذا كان يمكن علاج حالة طفلك بطرق أخرى.
  6.  تعرف على سبب التوصية بإجراء اختبار أو فحوصات وماذا يمكن أن تعني النتائج.
  7.  اعرف ما يمكن حدوثه إذا لم يأخذ طفلك الدواء، أو إذا لم يخضع للاختبار أو الإجراء.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

الطب البديل.. خيار لا يخلو من المخاطر في قطاع مزدحم بالادعاءات الكبيرة

أورام الرحم الليفية.. 4 معلومات تلزم معرفتها لكل امرأة