10-أغسطس-2022
crime scene egypt

تتزايد وتيرة العنف ضد المرأة في مصر على نحو مثير للقلق (Getty)

عاشت المرأة المصرية يومًا أسود جديدًا خلال هذا العام، حيث تعرضت ثلاث نساء لعمليات طعن في ثلاثة أماكن وظروف مختلفة، وهو ما أعاد الجدل على أشدّه حول حالة العنف في المجتمع المصري وأسبابها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما إذا كانت قد بلغت مرحلة حرجة من التفاقم.

لقيت ثلاث نساء حتفهنّ قتلًا في مصر في يوم واحد، ما أعاد موضوع العنف ضدّ المرأة المصرية إلى الواجهة 

فقد لقيت طالبة جامعية حتفها بعدما طعنها زميلها في محافظة الشرقية، كما قام رجل بذبح زوجة ابنة البالغة من العمر 37 سنة في منطقة دار السلام، بينما ألقت قوات الأمن في اليوم نفسه على " قهوجي " بمنطقة المنوفية،  قام بطعن زوجته في مناطق مختلفة من جسمها، نُقلت على أثرها إلى المستشفى وهي بحالة حرجة.

سيناريو نيرة  أشرف يتكرّر

لم يكد المصريون يستفيقون من الجريمة المروعة التي أودت بحياة الطالبة بكلية الآداب في جامعة المنصورة على يد زميل لها، حتى اهتزّ الرأي العام المصري بجريمة بشعة أخرى مماثلة، بعدما أقدم الطالب في كلية الإعلام بجامعة شروق إسلام فتحي، بتوجيه 15 طعنة إلى زميلته في الكلية سلمى بهجت الشوادفي أصابتها في عدة أنحاء مختلفة من جسدها ما أدّى إلى وفاتها على الفور. وقد وقعت الجريمة في مدخل أحد المباني المجاورة لمحكمة الزقازيق في محافظة الشرقية.

النيابة العامة المصرية أمرت بالتحقيق العاجل في واقعة قتل المجني عليها " سلمى " بالزقازيق، بعدما أُلقي القبض على المتهم وبوشر التحقيق معه، كما انتدبت النيابة طبيبًا شرعيًا لمعاينة الجثة، وتحديد سبب الوفاة وكيفية حصولها.

وقد انضمت سلمى بهجت إلى لائحة طويلة من النساء المصريات اللواتي يتعرضن لكافة أنواع العنف المنزلي، والاغتصاب، الاعتداءات الجنسية والتحرش، وصولًا إلى القتل، في وقت يرى فيه ناشطون حقوقيون في مصر، أن التهاون في التعامل مع الجرائم التي تطال النساء من قبل السلطات، بالإضافة إلى محاولة المجتمع تبرير هذه الجرائم، وتحميل الضحايا المسؤولية، يساهم في ارتفاع وتيرة الاعتداءات ضدهنّ

الناشطون المصريون الذين هالهم ما حصل ويحصل مع النساء في مصر، عبّروا عن سخطهم من العنف المتمادي ضدهم، كذلك أعرب أولياء الأمور عن تخوفهم على مصير بناتهم اللواتي يدرسن في الجامعات، بعد جريمتي نيرة  أشرف وسلمى بهجت. وقد استخدم الناشطون وسمي #سلمى_بهجت و#سلمى_الشوافدي للتعليق على الحادثة.

 في أبرز التغريدات، اعتبرت سحر الجعارة، الكاتبة بجريدتي المصري اليوم والوطن، أن النتيجة المباشرة لتكريس فكرة الدية مقابل الإعدام لقاتل نيرة أشرف، هي قتل سلمى الشواد في طالبة الإعلام بوحشية على يد أحد زملائها، كما نشرت أسماء الناشطين الذين طالبوا بالدية مقابل الإعدام، ودعت إلى محاكمتهم قبل محاكمة القتلة.

ونشرت المغرّدة رغدة منصور صورة للضحية سلمى بهجت، وعلّقت بالقول : "طول ما في تبرير للقتل وناس بتدافع عن القاتل هنصحي كل يوم ع جريمة جديده ياتري هيتم تبرير الجريمة والدفاع عن القاتل كـعادة مجتمعنا حسبي الله ونعم الوكيل وربنا يرحمها ويغفر لها ويسكنها فسيح جناته ويصبر أهلها.

وضمن السياق نفسه، نشر المغرد علي العمدة صورة تظهر كلًّا من سلمى بهجت ونيرة أشرف، وكتب من باب التهكم : " الجماعه المتعاطفين الي كانوا عايزين يجمعوا العشره مليون علشان قاتل #نيره_اشرف خليهم عشرين مليون علشان في واحد قتل بنت اسمها #سلمي_بهجت ، والرقم قابل الزياده طالما يوجد امثالكم بالمجتمع ".

وفي موقف لافت، أشارت مغردة تدعى سارة أسامة، تقول إنها كانت زميلة لسلمى بهجت،  إنّ إسلام محمد ( المتهم) كان يعنّف زميلتها سلمى ويسيء معاملتها، ما دفع إلى قطع علاقتها به، وقد طالبت سارة أسامة بتنفيذ حكم الإعدام بحقّ إسلام محمد.

كذلك تداول الناشطون صورة قالوا أنها تعود لحساب إسلام محمد، نشر عبر خاصية  " الحالة "، ويبدو من خلالها بشكل واضح أنه يقوم بتهديدها.

وتأتي مطالبات الناشطين الحقوقيين والنسويين في مصر  بإعدام قاتل سلمى بهجت، في وقت لم يتم تنفيذ حكم الإعدام بقاتل الطالبة نيرة أشرف، بالرغم من إصدار المحكمة لحكم الإعدام بحقه، حيث بدأت تظهر المخاوف من أن يتم الطعن بالقرار في المحكمة الاستئنافية، في وقت تنتشر حملة على مواقع التواصل تطالب باستبدال حكمة الإعدام بدفع دية مادية، الأمر الذي يُشعر ذوي الضحايا بالقلق.