17-أبريل-2019

تفوّق توتنهام على مانشستر سيتي ذهابًا بهدف وحيد (Getty)

تُختتم ليلة اليوم الأربعاء مباريات الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، بمواجهتين من العيار الثقيل، حيث يستضيف بورتو البرتغالي ليفربول الإنجليزي على ملعب دراغاو في مهمّة صعبة للغاية من أجل قلب تخلّفه ذهابًا بهدفين دون رد، بينما تستقطب موقعة استاد الاتّحاد في مانشستر الأنظار في هذه الأمسية، عندما يواجه رفاق سيرجيو أغويرو نادي توتنهام الفائز ذهابًا بهدف وحيد، وعينهم على بطاقة الوصول لمربّع كبار القارّة.

بعد 24 ساعة من خروج أوّل للأندية الإنجليزية الأربعة المشاركة في دوري أبطال أوروبا من المسابقة، عندما ودّع مانشستر يونايتد البطولة أمام برشلونة إثر خسارته في الكامب نو 3-0، سيكون على الأندية الثلاث المتبقّية إثبات أحقّيتها في التواجد بالدور نصف النهائي الذي ذهبت نصف حجوزاته لصالح برشلونة وأياكس آمستردام، وبقي منها اثنتان يتصارع عليهما بشراسة 3 فرق إنجليزية هي ليفربول وتوتنهام ومانشستر سيتي، إضافة إلى بورتو الذي تبدو حظوظه صعبة للغاية أمام ليفربول.

تشكّل مواجهة الليلة بين توتنهام ومانشستر سيتي أهم مباراة للمدرّب بوكيتينيو، وربّما الأهم في تاريخ ناديه توتنهام أيضًا

بعد فوزه ذهابًا بهدفين دون رد على بورتو في موقعة ذهاب الدور ربع النهائي بثلاثة أيام، كان على ليفربول أن يواجه تشيلسي في أهم لقاءات الموسم ضمن مسابقة البريميرليغ، لأن هذه المواجهة تعتبر آخر مطبّات ليفربول المحتملة، ولن يبقَى بعدها محلّيًا سوى 4 مباريات مع فرق متوسطّة أو متذيّلة الترتيب، كانت أقدام لاعبي ليفربول تلاعب خصمهم البرتغالي، وأذهانهم معلّقة بلقاء تشيلسي المنتظر، ورغم ذلك استطاعت كتيبة يورغن كلوب أن تنهي الأمور لصالحها بهدفين دون رد. سارت الأمور كما تشتهي جماهير الأنفيلد بعد ذلك بأيام، وانتصر رفاق محمّد صلاح على تشيلسي بهدفين دون رد، فزالت كثير من الضغوط عن كاهلهم وباتوا يفكّرون بتركيز أكبر على الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، من أجل ضرب موعد تاريخي مع برشلونة.

 اقرأ/ي أيضًا: مفاجأة مدوّية لأياكس في تورينو.. ولا مكان لمعجزات اليونايتد في برشلونة

سيكون على بورتو أن يتفوّق على ليفربول بفارق أكثر من هدفين، وغير ذلك سيعني وداع رفاق إيكر كاسياس المنافسة. وبعد ليلة الثلاثاء الحافلة بالمفاجآت، والتي كان بطلها الأوّل أياكس أمستردام أمام فريق مرشّح بقوّة لنيل اللقب، قد يشكّل ذلك دفعة معنوية هائلة لجماهير ملعب الدراغاو، والتي لم تنسَ بعد آخر زيارة لليفربول، عندما سحق الضيوف أصحاب الأرض بخماسيّة نظيفة في ذهاب دور الستة عشر الموسم الماضي.

أيامٌ عصيبة يعيشها مانشستر سيتي في الآونة الأخيرة، وسبب ذلك ازدحام جدول مباريات الفريق بشكل غير مسبوق، وسبب ذلك هو المقامرة التي يخوضها السيتيزينس في المنافسة على كلّ الألقاب الممكنة، وهو أمر إن تحقّق لكتيبة غوارديولا فسيربح الفريق إنجازًا عالميًا غير مسبوق في تاريخ اللعبة، ولكن إن ضاعت البوصلة في الأنفاس الأخيرة وفقد الفريق تركيزه بسبب الإرهاق والمباريات المتتالية فسيضيع كلّ شيء، وهنا تكون المقامرة، وتلك هي الأيام العصيبة.

لم يفرّط بيب غوارديولا وفريقه بأي نقطة من الدوري الإنجليزي الممتاز في آخر 9 مراحل، ففاز في كلّ المباريات التي خاضها، تخلّل ذلك تتويج السيتيزينس بكأس رابطة المحترفين ووصوله نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، ويتخلّف السيتي عن صدارة الترتيب في البريميرليغ بفارق هدفين عن ليفربول الذي لعب مباراة أكثر، لكنّ المباريات الخمس التي بقيت للسيتيزينس تتضمّن اثنتان منها مطبّات حقيقية قد تسبب بضياع الدوري تمامًا، إحدى هاتين المواجهتين ستكونان مع الجار مانشستر يونايتد الثلاثاء القادم، والأخرى ستكون قبل ذلك بثلاثة أيام، ظهيرة السبت القادم مع توتنهام هوتسبيرز، والذي سيلعب اليوم في ملعب الاتّحاد كخصم عنيد لأحلام السيتي في تحقيق الرباعيّة التاريخية، وهنا بيت القصيد.

 اقرأ/ي أيضًا: سون الذي نجا من الخدمة العسكرية يصنع التاريخ في الوايت هارت لاين

فور إعلان قرعة دور الثمن نهائي من دوري أبطال أوروبا، والتي نتج عنها مواجهة إنجليزية خالصة بين توتنهام ومانشستر سيتي، تفقّد الجميع جدول مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، وهنا بان أن الفريقين سيتواجهان 3 مرّات في 10 أيام، انتهت الأولى لصالح توتنهام بهدف وحيد في ذهاب دور ربع النهائي، والآن يسعى غوارديولا لتحطيم آمال ضيوفهم المشروعة في بلوغ نصف النهائي لأوّل مرّة في تاريخهم.

توحي المؤشّرات إلى أفضليّة السيتي الواضحة على توتنهام في تخطّي عتبة هذا الدور، سيّما وأن هداف الفريق هاري كين تعرّض لإصابة ستحرمه من إرباك دفاعات السيتيزينس، لكنّ تفوّق السيتي على الورق لا يستند إلى خبرة أوروبيّة للاعبي غوارديولا، فهم لا يتفوّقون على توتنهام بهذا المجال، إنما تعتمد على كوكبة النجوم التي يمتلكها الفريق، وبما أن المباراة إنجليزية في طرفيها فستقبل كافّة الاحتمالات، ويردّد البعض أن توتنهام يكفيه التعادل فقط من أجل الوصول للدور التالي ومواجهة أياكس آمستردام، بعكس السيتي المشتّت في صراعاته الداخليّة والخارجيّة على الألقاب، وهو أمر ارتاح منه توتنهام بشكل نسبي، وقد تكون مباراة الليلة أهم مواجهة في تاريخه الحديث وربّما القديم أيضًا، وفي مسيرة مدرّبه ماوريسيو بوكيتينيو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

توتنهام يتغلب على السيتيزنز.. وليفربول يقترب من مربّع الكبار

بورتو ينادي بالثأر في دوري الأبطال.. وتوتنهام يسعى لانتزاع هيبة السيتي