16-أكتوبر-2022
انفجار منجم الفحم في تركيا

أثارت الحادثة تفاعلًا واسعًا في تركيا (Getty)

أعلنت السلطات التركية مساء الأمس 15 تشرين الأول/أكتوبر انتهاء عمليات البحث والإنقاذ عقب انفجار منجمٍ للفحم في مدينة بارطن الواقعة شمال تركيا، وكانت الحصيلة النهائية مقتل 41 ضحية وإصابة 11 آخرين وفقاً لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من بينهم خمسة عمال في حالةٍ حرجة.

ما الذي حدث؟

بحسب التحقيقات الأولية، أدّى اشتعال غاز الميثان إلى انفجارٍ في منجمٍ للفحم يقع في مدينة بارطن الواقعة شمالي البلاد مساء يوم الجمعة 14 تشرين الأول/أكتوبر، وكان ذلك خلال عمل ما يقلّ عن 110 عاملٍ داخل المنجم. وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أن الانفجار أدّى إلى مصرع 25 ضحية كحصيلةٍ أولية وإصابة 11 آخرين، وارتفع عدد الضحايا بعد ذلك إلى 41 بحسب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أجّل زيارته المجدولة إلى ولاية ديار بكر واتجه إلى موقع الحادثة. وبحسب قناة TRT فإن عدد المصابين وصل إلى 12 بحالاتٍ مختلفة، تمّ نقلهم فوراً إلى مستشفياتٍ محلية، وأيضاً إلى ولاياتٍ أخرى منها إسطنبول.

وأدّى الانفجار إلى حصار 49 شخصاُ كانوا في منطقة الخطر، وفقاً لتصريحات وزير الداخلية سليمان صويلو.

الرئيس التركي في موقع منجم الفحم في تركيا

أعلنت السلطات التركية بعد ذلك بداية عمليات الإنقاذ، وتمّ إنقاذ ما يقارب 50 عاملاً استطاعوا الهروب من المنجم بأنفسهم أو بمساعدة عاملي الإنقاذ.

وتظهر بعض الصور التي نشرتها وكالة رويترز مشاهد مفجعة للعمّال وذويهم الذين توجّهوا فوراً إلى مكان الحادثة للاطمئنان على مصير العالقين. 

كما نشرت بعض الحسابات على شبكات التواصل مقاطع فيديو من مكان الحادثة، تظهر فيها جهود الإنقاذ والبحث، وتجمّع الناس حول مكان الحادثة، وأيضاً ألسنة اللهب المتصاعدة من المنجم.

وكانت هذه الحادثة من أكبر الكوارث الصناعية التي شهدتها تركيا، وهي تُعيد إلى الأذهان الانفجار الدموي الذي وقع في شهر أيار/مايو من عام 2014 وأودى بحياة 301 ضحية، وهو ما يُعدّ إلى اليوم أكبر انفجارٍ في منجمٍ في تاريخ الدولة التركية على الإطلاق.

تحرّك فوري من السلطات

توجّه وزيرا الطاقة فاتح دونماز ووزير الداخلية سليمان صويلو فوراً إلى موقع الحادثة بأوامر من الرئيس التركي الذي قام هو الآخر بإلغاء زيارةٍ مخطّطٍ لها إلى ولاية ديار بكر وتوجّه إلى مدينة بارطن. وأعلن الرئيس التركي في تصريحاته يوم السبت 15 تشرين الأول/أكتوبر انتهاء عمليات البحث والإنقاذ، مؤكّداً أن الدولة التركية قد حشدت كل ما تملكه من مصادر للاستجابة لهذه الحادثة.

كما عزّى الرئيس التركي في تصريحاته ذوي الضحايا، وتمنّى الشفاء العاجل للجرحى، وقال أن الدولة ستساندهم وتدعمهم.

كما كشف الرئيس التركي أن التحقيقات جاريةٌ بخصوص الحادثة، وأضاف "أننا لا نريد أن نرى أي تقصيرٍ أو وقوع مخاطر أي ضرورية في مناجمنا. لا تدّخر تركيا أي جهدٍ لوضع حدٍّ لهذه الحوادث بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة. وأنا أؤمن أن مصادرنا الوطنية والمحلية قادرةٌ على إحداث تغييراتٍ بنوية في هذا الصعيد."

وأضاف أردوغان:  "سوف نحدّد في اجتماعنا الوزاري ما يجب علينا تقديمه من مساعدة ودعم، وسوف نتخذ الخطوات الضرورية."

من جهته كشف وزير الطاقة التركي اليوم الأحد 16 تشرين الأول/أكتوبر أن جميع العمليات في المنجم قد تمّ تعليقها حتى إشعارٍ آخر، وأكّد أيضاً أنه "سيتم التحقيق في الحادث وفهم ملابساته من جميع جوانبه، وسوف نجيب على كل الأسئلة العالقة في الأذهان مهما كانت."

تعاطفٌ عربي ودولي واسع

عبّر أردوغان مساء يوم السبت على حسابه على ويتر عن امتنانه لتضامن المجتمع الدولي مع ما حصل في تركيا، حيث عبّرت عددٌ من الحكومات حول العالم عن حزنها ووقوفها إلى جانب الدولة التركية، كان منهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال في رسالةٍ لأردوغان: "أرجو أن تقبلوا أحرّ تعازينا لما حصل في هذا الحادث."

ومن الجانب الآخر، قال الرئيس الأوكراني زيلنسكي في رسالةٍ بالتركية على صفحته الشخصية على موقع تويتر: "علمت بالانفجار بالمنجم في أماسرا في مدينة بارطن بحزنٍ بالغ. عزائي للعوائل وأقارب الضحايا، وتمنّياتي بشفاءٍ عاجلٍ للمصابين."

كما توجّه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتعزيته إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، ونقل أمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. 

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف: "مشاعرنا ودعائنا مع العوائل المفجوعة والشعب التركي." فيما أكّد رئيس الوزراء اليوناني "كيرياكوس ميتسوتاكيس". أن الدولة اليونانية "مستعدةٌ لإرسال الدعم الفوري للمساعدة في جهود البحث والإنقاذ." بحسب جريدة الدايلي صباح.

كما صرّحت السفارة الأمريكية في أنقرة عن "حزنها البالغ بمأساة فقدان الأرواح في انفجار المنجم في بارطن" وعزّت عوائل وأصدقاء الضحايا، وتمنّت شفاءً عاجلاً للمصابين.

كذلك على الصعيد العربي، تضامنت عددٌ من الدول العربية الأخرى مع الشعب التركي، إذ نشرت وزارة الخارجية الأردنية بياناً عبّرت فيه عن "أحر التعازي وصادق المواساة لحكومة وشعب جمهورية تركيا الشقيقة"، و"أعربت وزارة الخارجية [العُمانية] عن تعاطف سلطنة عمان مع جمهورية تركيا لحادثة الانفجار الذي وقع في منجمٍ للتعدين." 

كما أصدرت وزارة الخارجية المصرية بياناً قدّمت فيه تعازيها على لسان أحمد أبو زيد المتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجية الذي عبّر عن "خالص تعازي جمهورية مصر العربية للشعب التركي الصديق، والدولة التركية، في ضحايا الانفجار الذي وقع في منجم بولاية بارطن بشمال تركيا." 

يعد انفجار منجم الفحم في بارطن التركية أحد أفظع كوارث المناجم وقطاع التعدين في تركيا منذ سنوات عديدة

يشار إلى أن انفجار منجم الفحم في بارطن التركية يعد أحد أفظع كوارث المناجم وقطاع التعدين في تركيا منذ سنوات عديدة، إذ كان أكبر حادث من نوعه قد حصل في العام 2014، في بلدة سوما غربي البلاد، والذي راح ضحيته زهاء 300 شخص على الأقل.