12-يوليو-2016

حلب 2016 (Getty)

1
مرورًا بثلاث دويلاتٍ وببعض فوّهات البراكين الخامدة وقبور الرومان القدامى بجوار معقل الماغوط، وبعد قطع مسافةٍ تتجاوز الأربع عشرة ساعة بالحافلات المخصصة للأسفار البعيدة، يصل راميار إلى مدينةٍ تكون جزءًا من شيءٍ كان قد عرفه مسبقًا.

وهل من أحدٍ لا يعرف حلب؟! وهل يحتمل ألا يعرفها راميار؟! وكيف ذلك وهو من مواليد أحد أحيائها؟! وقد ترعرع في شوارعها وحدائقها وعلى زوايا بعض ثانوياتها؟ لكن لا.. إنَّها ليست حلب، ولا يمكن أن تكون هي، ولا حتى جزءًا منها، بل جزءٌ من شيءٍ يشبهها.

يقولون إنَّها حلب من الجزء الجنوبي الغربي ما بعد التقسيم. حلب -بعد آلاف الاشتباكات وسقوط عددٍ غير متناهٍ من البراميل المتفجِّرة من جهة، والأسطوانات المفرّغة من الغاز والمصمَّمة للقذف بعد ملئها بالـTNT من جهةٍ أُخرى- رُسِمَت فيها حدودٌ تقسِّمها ما بين غربيّةٍ وشرقيّة، وتجعل المسافة من أحد قسميها إلى قسمها الآخر تزيد على الستَّ عشرة ساعةً بالحافلات المخصَّصة للأسفار البعيدة.
 
هكذا فهم راميار جزءًا من واقع الحال في تلك المدينة، كان كافيًا بالنسبة للأيام القليلة التي سيقضيها في زيارته تلك.

في حلب الغربيّة، ليس عليك أن تخاف حين يناديك أحد الذين ليس لعددهم نهاية، أولئك أصحاب الزيِّ العسكريّ، الذين يعلِّقون كلاشنكوفًا على كتفهم ويتكلَّمون بلهجة الـ"قيق". فقط اذهب إليه وأخرج له بدلًا من بطاقتك الشخصيّة ورقةً نقديّةً سوريّة من فئة المائتين، وأنت تصنع له ابتسامةً بكلِّ القوى التي تملكها من فنون التمثيل، لأنَّه إن شعر بأنَّ تلك الـ"مائتين" ليست برضى منك فلن يأخذها -كي لا يأكل مالًا حرامًا- بل سيفعل ما هو ليس بالبال.

أمّا وأنت تمشي في بعض ازدحاماتها فليس عليك أن تتلفّت وتنظر إلى الأعلى أكثر من اللازم، فهنالك عين ترصد الجميع وتنتظر من يفعل تلك الحركات ليطلق صاحبها ما قد اشتاق لإطلاقه.

أمّا عندما تسمع أصواتًا تهزّ الأرض من تحتك -إلى حدِّ أن يمطر ديكور الغرفة على رأسك- فمن المعيب أن يرفَّ لك جفنٌ، أو أن يتوقَّف حديثك للحظة فهذا يعتبر شيئًا قد اعتاد عليه أهل هذا المكان المأهول للسكن، على الأقل بالمقارنة مع القسم الآخر من المدينة.

وعندما ترى شخصًا بلباسه العسكريّ -يُعَدُّ صديقًا قديمًا لك- يطلق بعض العيارات من كلاشنكوفه بعيدًا عنك بأقلّ من مترٍ ونصف المتر نحو الأعلى، فليس عليك أن تشعر بما هو غريب فهو يحيي صديقه بعد طول الغياب، ويستعمل هذا الأسلوب فقط ليفرغ بعضًا من شحناته.

ذاك ما حدث مع راميار في أحد شوارع حلب الغربيّة، يقول الصديق: "أنا لم أحمل السلاح لحبّي له، بل هو الذي أحبَّني ولاحقني من مكانٍ إلى آخر، حتى صار أقرب إلى مؤخِّرتي من بنطلوني فأُجبِرتُ على حمله في هذا المكان. عندما تُخَيَّر بين أن تكون المُذِلّ أو أن تكون أنت المذلول، فقد أصدِّق قولك بأن تكون المذلول أشرف لك من أن تُجرم في ذلِّ غيرك من أبناء مدينتك، لكنّ جوابك هذا سيكون قبل أن تجرِّب المذلّة، فمن يأكل السياط ليس كمن يعدُّها".

كان ذاك الصديق هو ذاته الذي صادف راميار قبل الغربة -أي قبل عامين وبضعة أشهر- في القسم الآخر من الحي الواقع في حلب الشرقيّة، قبل التقسيم. يتذكَّر راميار الحديث القديم الذي جرى بينهما عندما قال له الصديق في ذاك الحين: "قد تركنا بيتنا واستأجرنا بيتًا آخر بالقرب من جامع "صلاح الدين"، لأنَّ بيتنا الذي تعرفه لم يعد موجودًا بعد أن أتى تاجر بناءٍ وتعهَّد لنا بأن يحوِّله إلى بناءٍ مؤلَّفٍ من خمسة طوابق، يأخذ ثلثيه على أنَّها حصَّته، وكان عند عهده، أي أنَّه أخذ الثلثين وباعها لغيره بعد أن هدم البيت استعدادًا للبناء، وقبل أن يبني فيه جدارًا واحدًا هرب. أما الآن فنحن نفكِّر بأن نترك هذا البيت أيضًا ونهرب إلى مكانٍ ليس فيه لا نفوذ بيّاع السمك خالد حيّاني، ولا ميليشيّات الزرافة "رجالات الأسد"، فالأوَّل يلاحقنا ليقبض على أخي الأكبر المتَّهم بالتشبيح لأنَّه عاد لنا من خدمة التجنيد الإجباريّ بساقٍ واحدة، ولا يعقل أن تصاب ساقه بدون اشتباك، والاشتباك يعني الردّ بالنار على الثوّار، وذلك يعني الإجرام بحقّ الثورة، هذا كلَّه لكي ندفع.. لكنَّك تعلم بأنَّنا لا نملك ثمن رغيف خبزنا حتى ندفع ثمن رأس أخي لبيّاع السمك، أما ميليشيّات الزرافة فهي الآن تبحث عنّي بعد أن صرَّح أحد أصدقائي المتظاهرين باسمي واسم بعض أصدقائنا الآخرين تحت ضغط التعذيب في سجونهم".

بينما يتذكَّر راميار ما كان قبل عامين ينتبه إلى الصديق الذي ما زال يصرِّح ببعض أحلامه السريّة، التي لا ينطق بها إلا لبعض أصدقاء الطفولة التائهين بحثًا عن الحياة في هذه البلاد.

2

تنظر سولين إلى عينيه باسمةً وتسمع أقاويلَ جنونيّة، لطالما عَشِقتْ ساعة سماع مثيلاتها في هذا القسم من المدينة. من فمه فقط تصدر هذه الأقاويل في هذا القسم من المدينة، وها هي الآن تجلس إلى جانبه في أوتوبيسٍ للنقل الداخليّ -المدنيّ- ممتلئٍ بأفرادٍ عسكريينَ ينظرون إليهما نظرةً قد اعتاد أمثالهما لمثلها في هذا المكان، ينظرون بطريقةٍ توحي وكأنَّ هذين العاشقين هما السبب في كلِّ شيء: هما السبب في محو أحياء بكاملها لمدنٍ كــانـــت مهد الحضارات برأيهم. هما السبب في ثورةٍ شعبيّةٍ تحوَّلت بمشيئة الربِّ وبعض السياسيّين إلى حربٍ أسوأ من أهليّة، نتج عنها قتل أكثر من مائتي ألف إنسان، وإصابة أكثر من خمسة ملايين آخرين، وأيضًا نزوح أكثر من سبعة ملايين من موطنهم في هذه البلاد. هما السبب في ألم الرأس الذي أصاب القائد الخالد الأعظم المبجَّل الليلة الماضية، قبل أن يفكِّر بالنوم بقليل. هما السبب في نزول كارثةٍ كهذه على بلادهم الجميلة. وفوق كلِّ ما يجري نجد بأنَّه ليس هنالك أيُّ اكتراثٍ من سولين وروناك في هذا الأوتوبيس لأيِّ شيءٍ من الذي حولهما، فما زال روناك يتكلَّم وسولين تسمع باسمةً.

أيُّ وحيٍ نزل على راميار وحلَّ له كلَّ المشاكل التي تعوق سير حياته بلطفٍ في هذا المكان؟! أيُّ حلٍّ ذاك الذي أهدى إليه كلَّ هذا الكمّ من الفرح؟ كلُّ ما في القصّة أنَّه رأى مدنيّين في مكانٍ ما من هذه المدينة يوحى إلى أنَّهما عاشقين. بعد كلِّ الذي رآه في "حلب الغربيّة" يرى عاشقين في أوتوبيسٍ للنقل الداخليّ يكملان حديثهما الغراميَّ دون أيِّ اكتراثٍ لما يجري في هذا المكان، إذن، لا يزال هنالك أملٌ في أن يبقى شيءٌ جميلٌ في هذه البلاد.

3

"سنهرب معًا بعد التخرُّج إذا رفضوني أهلكِ بسبب ديانةٍ قد تبرَّأتُ منها منذ ولادتي" عبارةٌ -يعتبرها روناك النشيد الخاصّ بوطنه الصغير الواقع في الطرف الأيسر من صدره، يردِّدها في كلِّ لقاءٍ له معها، وهو يحمل على ظهره كلَّ أحزان الكون، راجيًا قدَرَهُ كلَّ الرجاء أن لا تنتهِي حياتهم الجامعيّة حتى يبقى معها دون أن يدخل متاهات تجعل منهما عبرةً لكلِّ عشّاق العالم.

4

كان أبو آلان رجلًا يقصر المترين بنصف شبر، يناهز سنَّ الخمسين. كان بزيّه العسكريّ الذي يخفي عضلات المعدة البارزة من تحت جلده، يظهر وكأنَّه جدارٌ من الإسمنت المسلَّح يخرج كلَّ صباح إلى مكانٍ، يعدُّ جحيمًا لكلِّ مُجبر على زيارة المدينة بعد التقسيم، ليحمل كلاشنكوفه، ويقبض من كلِّ شابٍّ في سنِّ التجنيد الإجباريّ ورقةً نقديّة، إمّا من فئة المائتين أو الخمسمائة، بحسب وثائق التأجيل التي يحملها الشاب، ليعود في نهاية اليوم إلى بيته وينفقها على عائلته المؤلّفة من زوجةٍ وشابين وأختٍ وحيدةٍ لهما.

أمّا "سولين" فكانت تخرج من ذلك البيت الذي تقطنه عائلةٌ من كرد أقصى شمال غرب البلاد، بديانةٍ غير معترفٍ بها في هذا المكان، كلَّ صباحٍ إلى جامعتها بعد أن تحضِّر قهوة والدها لتعود إلى قصَّة عشقها مع روناك، الشاب الحالم البعيد كلَّ البعد عن واقع حال هذا المكان في ظاهره.

روناك شابٌّ أتى قبل عشرة أعوامٍ من مدينةٍ صغيرة في الشرق، ليكمل دراسته الثانويّة في هذه المدينة العملاقة، مقارنةً مع مدن الشمال، التي تعدُّ أوَّل مكانٍ يتعرَّف عليه بعد خروجه من عامودا. أتى إلى حلب، واستقرَّ في بيت عمِّه الكائن في أحد أحيائها بعد أن أمّن له عملًا في إحدى ورش التطريز القريبة من بيته، لينفق على دراسته بنفسه بعد أن صار رجُلًا، وقطع سنَّ الطفولة المتمثِّل في الرقم 15، واستقلَّ عن أهله في شرق البلاد. أما بعد أن أنهى ثانويَّته ودخل كليَّة الحقوق في جامعة حلب باجتهادٍ واضح، تعرَّف عليها ودخل حياةً جديدة بكلِّ أشكالها، حبَّه لها صار حملًا ثقيلًا عليه فقرَّر أن يخلد في الجامعة، وها هو ذا قد أوشك أن ينهي عامه السابع في كليّة الحقوق، ولم يترفَّع بعد إلى السنة الثالثة.

5

خرج راميار من بيت خاله، الذي كان يستقرُّ فيه فترة الامتحانات الجامعيّة، مع سربست ليأتوا بروليان، أخت سربست، من بيت صديقةٍ لها كانت قد ذهبت إليه، قبل بدء حفلة إمطار اسطوانات الـTNT، بحجّة الدراسة المشتركة، فكان منع أمِّ ليلاڤ لهما من الخروج، مع روليان أو بدونها قبل انتهاء الحفلة، قد أهداه فرصة التعرُّف على صورةٍ جديدة من صور "حلب الغربيّة".

كانت كلُّ أسطوانةٍ تسقط على مكانٍ ما من شارع بيت ليلاڤ، تجعل فنجان قهوة راميار يقفز خمس ميلّي متراتٍ، فيملأ صحن الفنجان بالقهوة. وبعد مرور ساعاتٍ على انتظارهم لما هو في الخارج فهم راميار حقيقة عبارة "ﻣﻪری حݖنک" الذي لا يعرفه سوى أبناء بيت ليلاڤ في "حلب الغربيّة".

"ﻣﻪری حݖنک" عبارةٌ كرديّة من اللهجة العفرينيّة معناها المتعارف عليه عامّةً هو "الشخص الساذج"، أما معناها الحقيقيّ الذي يخفونه أبناء بيت ليلاڤ في "حلب الغربيّة" فله، بحسب لسان ليلاڤ، معانٍ كثيرة يُمَيَّز بين كلٍّ منها بحسب وقوع الحدث الذي أدّى إلى نطق تلك العبارة:

 - فعندما تطلب ليلاڤ من أختها الكبرى أن ترسل لها أغنيةً قد أعجبتها من موبايلها إلى موبايل ليلاڤ وترفض الأخت ذلك ضاحكةً، تقصد "ليلاڤ" بتلك العبارة هنا "التحذلق".
 - أما عندما تطلب شايًا من أخيها الأصغر ويرفض فتعني هنا "ناكر الجميل".
 - وعندما تسقط أسطوانة TNT في شارعهم فتعني بتلك العبارة "الأشرار الذين لا تهمّهم كلُّ الدماء التي تسيل نتيجة أسطواناتهم".

كان كلُّ حدثٍ يلقى راميار في "حلب الغربيّة" يذكره بأيّامه الماضية في هذا المكان: وطنٌ يمرُّ كنعش طفلٍ بالقرب من تابوته، مطر أوراقِ خريفٍ من الذاكرة يظهره كمادّةٍ قديمة منسيّة وسط فراغٍ باردٍ في حديقةٍ من هذا المكان، قلبٌ حزينٌ على فراق حبِّه الأوَّل، ذلك الحبُّ الذي لم يكن له أيَّ معنى بأسطوريَّته. وأخيرًا بسبب استراحةٍ قصيرةٍ للحفلة يصل راميار مع سربست وروليان إلى بيت خاله، وينهِي يومه بانتحارٍ مؤقَّت حتى الصباح تمامًا كقطٍّ ينهي شهره المفضَّل بشكلٍ أكثر من طبيعيّ.

6

"كم هو جميلٌ الموت حيث لا تشعر بالأموات من حولك".

 كان يتمرَّن كالعادة وسماعاته في أُذُنيه تسمِعه وتُسمِع البناء بأكمله تلك الموسيقى الصاخبة المفضّلة لديه، كي لا يسمع أصوات الانهدامات في الخارج. كان يبكي وهو يعي تمامًا أنّ وجوده في الحياة فقط ما يستحقُّ البكاء لا كلُّ ما يجري في الخارج من أمطار القذائف وانهدام مجمَّعاتٍ من المباني.

هوَ يضطر على فعل ما كان قد خاف كثيرًا من فعله، صدر بحقٍّه قرار الفصل من الجامعة، سينتهي تأجيله الدراسي من الخدمة الإلزاميّة بعد أقلِّ من شهر فليس أمامه مفرٌّ سوى "عامودا".
 
- "وسولين ما حالها؟!".
- "أزِل سماعاتك واسمعني". يلوِّحُ له بعد أن فتح الباب متلهِّفًا.
- "ما بِك أيضًا؟! ماذا تريد؟؟".
– "هناك الهلال الأحمر في الحديقة المجاورة للمسجد قد أتى للحيِّ بخزّانات ماءٍ ليوزِّعها قد يصلنا منها على الأقل ما يكفي المرحاض والمطبخ لأسبوعٍ كامل".

 يركض الشابان بفرحٍ لا يوصف لينضمّا للحشود في الحديقة أملًا في أن يصلهم القليل من الماء الذي انقطع عن صنابيرهم منذ ما يقارب أشهر.

7

كان روناك جالسًا في غرفته يتأمَّل الجدران وهي تهتزُّ مع الشمعة التي أنارت له أيّامه البائسة في الوقت الذي تخلَّت عنه، وعن مدينته، كلُّ كهرباء العالم، ويَستمِع لأصوات أسطوانات الـTNT في الخارج ويشعر بخوفٍ مِمّا ينتظره في الأيّام القادمة بعد أن أقنعَها بخطَّته المغامرة، ليُطرَق عليه الباب فجأةً فيفتح وينصدم بابن عمِّه مرتخيًا لا يعلم على ماذا يُسنِد نفسه وقد أنهكه البكاء والصراخ:
- ما بك؟
– إنَّه الـTNT قد أمطر علينا وجرف كلَّ الذكريات مع سيوله الحمراء.
– لم أفهم عن ماذا تتكلَّم؟!
– أسطوانةٌ قد حوَّلت حياتنا برمَّتها إلى رماد، حين وصلْتُ لم أر سوى رماد قد عُجِن بسائلٍ أحمر. لم أعلم حينها إن كان دمًا أم شيئًا آخر، لأنَّه إن كان دمًا فيفترض أن يكون له مصدر. جاءني جاري ومعه قطعةٌ من رأسها فعلمتُ بأنَّه جزءٌ من المصدر.. لكن أين الباقي؟ قال لي أن جارًا آخر قد عَلِم بوجود يدٍ في الفسحة التي تقابل بيتنا في الطابق الخامس لكنَّه لا يعلم إن كانت يدها هي أم لغيرها. لكنّي أشكر الله على أنَّه أبقى لي جثّة ابنتي الكبرى، كان قد خبَّأها تحت أنقاض البيت، وأيضًا على أنَّه أبقى لي ابنتي روماڤ بأعوامها الأربعة حيَّةً بعد أن احترقت تمامًا، أفسح لي المجال بأن أراها قبل أن تموت هي أيضًا نتيجة احتراقها.

اقرأ/ي أيضًا:

الجرح الصغير على السبابة اليمنى

فأرة تدحل الوقت