08-يوليو-2022
رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي (Getty)

رئيس الوزراء الياباني السابق، شينزو آبي (Getty)

أعلن التلفزيون الرسمي الياباني اليوم الجمعة وفاة رئيس الوزراء السابق شينزو آبي متأثرًا بجراحه عقب إطلاق النار عليه خلال إلقائه كلمة في الحملة الانتخابية لمرشح الحزب الديمقراطي الليبرالي بمدينة نارا الغربية. وقالت إدارة مستشفى نارا الجامعي في مؤتمر صحفي إن "وفاة شينزو آبي جاءت جراء إصابته برصاصة مباشرة في القلب". وأضافت الإدارة أن رئيس الوزراء السابق "أصيب أيضًا بجروح في الجانب الأيمن من عنقه".

يعتبر شينزو آبي الشخصية السياسية اليابانية التي شغلت أطول فترة في منصب رئاسة  الوزراء في تاريخ اليابان

من هو شينزو آبي؟

يعتبر شينزو آبي الشخصية السياسية اليابانية التي شغلت أطول فترة في منصب رئاسة  الوزراء في تاريخ اليابان، حيث قاد خلالها إصلاحات اقتصادية تم وصفها بأنها طموحة، وقدم مقاربات دبلواسية جديدة. لكنه تسبب بكثير من الجدل بشأن سياساته الاقتصادية، وبشأن إصراره على إرساء علاقة قوية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومساعيه غير الواقعية للوصول إلى توازن مع الصين.

shinzo abe

وأصبح آبي رئيسًا للوزراء للمرة الأولى في العام 2006 حين كان يبلغ من العمر 52 عامًا، ليصبح أصغر رئيس للوزراء سنًا في تاريخ البلاد، وكان يُنظر إليه على أنه رمز للتغيير والشباب، ولكنه مثّل أيضًا الجيل الثالث من سياسيين ينتمون إلى خلفيات اجتماعية محافظة من النخبة.

shinzo abe

وينحدر آبي من عائلة سياسية عريقة في اليابان، ولها تجارب مهة في الحياة السياسية في البلاد. فهو ابن شينتارو آبي وزير الخارجية السابق الذي تولّى المنصب بين عامي 1982 و1986، وهو أيضًا حفيد السياسي والبرلماني البارز كان آبي، كما أن جدّه لأمه نوبوسوكه كيشي تولى منصب رئاسة الوزراء في اليابان بين عامي 1957 و1960،  كما شغل عم والدته إيساكو ساتو منصب رئيس الوزراء أيضًا من عام 1964 إلى عام 1972.

shinzo abe

ودخل آبي معترك الحياة السياسية فعليًا في عام 1982 حين شغل منصب مساعد وزير الخارجية، كما تقلد مسؤوليات ضمن الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني. وفي العام 1993 انتخب آبي نائبًا في البرلمان، وفي العام 2003 عيّن أمينًا عامًا للحزب الديمقراطي الليبرالي.

shinzo abe

وكانت النقلة النوعية في حياة آبي السياسية في أيلول/سبتمبر 2006 حين انتخب رئيسًا للحزب الديمقراطي الليبرالي، وبعد ست أيام اختير رئيسًا لوزراء اليابان، ليصبح  أصغر مَن شغل المنصب منذ الأمير فوميمارو كونويه عام 1941. لكن بعد عام بالضبط في أيلول/سبتمبر 2007، قدم آبي استقالته من منصب رئاسة الوزراء لأسباب صحية وبهدف تفرغه للعلاج. وشهدت تلك الفترة تدنيًا كبيرًا في شعبية حكومته، وتعرّض حزبه لنكسة كبيرة في انتخابات المجلس الأعلى (مجلس المستشارين) في البرلمان، حيث فقد غالبية المقاعد للمرّة الأولى منذ 52 عام.

shinzo abe

وبعدما اعتقد الكثير من المراقبين أن مسيرة آبي السياسية قد انتهت، استعاد الرجل في أيلول/ سبتمبر 2012 منصب رئاسة الوزراء بعد الانتصار الكاسح لحزبه في الانتخابات العامة، وكان آبي قد عاد إلى زعامة حزبه متغلبًا على شيغيرو إيشيبا في ذلك الوقت. وبذلك أصبح آبي أول رئيس وزراء بعد الحرب العالمية الثانية يعود إلى منصبه بعد أن غادره. وهيمنت على ولايته الثانية التي بقى فيها أطول مدة في منصب رئيس الوزراء استراتيجيته الاقتصادية التي أطلق عليها اسم "آبينوميكس"، وتجمع بين زيادة الميزانيات والليونة النقدية والإصلاحات الهيكلية، وسعى أيضًا إلى زيادة معدل الولادات بجعل أماكن العمل أكثر مراعاة للآباء وخصوصًا للأمهات.

 

 ثم أعيد انتخابه رئيسًا للوزراء للمرة الثالثة في الانتخابات العامة التي أجريت عام 2014، وهي الفترة التي شهدت تراجعًا في اقتصاد اليابان، واعتُبرت طريقة تعاطيه مع الأزمة الاقتصادية بطيئة ومربكة، ما أدى إلى تراجع نسبة التأييد له إلى أدنى المستويات خلال فترة حكمه.

وخلال ولايته، تصدى لفضائح سياسة ومن بينها اتهامات بالمحسوبية أدت إلى تراجع نسبة التأييد له، لكن تلك التهم والفضائح لم تستطع المس بسلطته لعدة أسباب أهمها ضعف المعارضة السياسية في اليابان.

على الصعيد الدولي اتخذ آبي موقفًا حازمًا من كوريا الشمالية، خاصة فيما يتعلق باختطاف كوريا الشمالية مواطنين يابانيين. وفي مفاوضات 2002 بين اليابان وكوريا الشمالية، كان آبي كبير المفاوضين للحكومة اليابانية نيابة عن عائلات المختطفين اليابانيين الذين تم نقلهم إلى كوريا الشمالية، وكجزء من هذا الجهد رافق جونيتشيرو كويزومي للقاء كيم جونغ إيل في عام 2002.

shinzo abe

وفي نيسان/أبريل 2015، ألقى خطابًا في جلسة  للكونغرس الأمريكي، وهو أول رئيس وزراء ياباني يفعل ذلك، وأشار خلاله إلى التحالف الياباني الأمريكي باسم "تحالف الأمل". ووعد بأن تلعب اليابان دورًا أمنيًا ودفاعيًا أكثر نشاطا في التحالف، وجادل بأن الشراكة العابرة للمحيط الهادئ ستجلب فوائد اقتصادية وأمنية إلى آسيا.

على الصعيد الدولي اتخذ آبي موقفًا حازمًا من كوريا الشمالية، خاصة فيما يتعلق باختطاف كوريا الشمالية مواطنين يابانيين

وفي جولة إلى الشرق الأوسط في كانون الثاني/ يناير 2015، أعلن آبي أن اليابان ستقدم 200 مليون دولار كمساعدات غير عسكرية للدول التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام كجزء من حزمة مساعدات بقيمة 2,5 مليار دولار. كما كان من أولوياته بناء علاقة شخصية وثيقة مع دونالد ترامب سعيًا للحفاظ على أهم تحالفات اليابان، وهو ما أثار الجدل. فقد قطع آبي حضوره لقمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في عاصمة البيرو ليما من أجل عقد اجتماع غير رسمي مرتجل مع الرئيس المنتخب آنذاك دونالد ترامب.

shinzo abe and trump