06-أكتوبر-2018

وصف زيدان الرافضين للتطبيع بـ"الجهلة" (Andrew Henderson)

بين حين وآخر يطل الروائي المصري يوسف زيدان بتصريحات تجعله محط إثارة للجدل وكثرة الحديث، حتى وإن كان محور حديثه عن التطبيع، وحتى إن اتهم رافضي التطبيع بالجهل.

تفنن يوسف زيدان في تخليق تاريخ جديد يتماشى مع رؤيته غير الموضوعية للتودد للصهيونية

تفنن زيدان في تخليق تاريخ جديد يتماشى مع رؤيته غير الموضوعية للتودد للصهيونية على ما يبدو، باعتبار ذلك أداةً لكسب رضا جهات ما. وهو على كل حال يبدو مفلسًا من التبريرات المنطقية لآرائه حول الأقصى والتطبيع ورافضي التطبيع.

اقرأ/ي أيضًا: يوسف زيدان.. خدمات صهيونية بالمجان

نعم للتطبيع.. لا لـ"الشذوذ"!

في لقاء أجرته قناة المحور المصرية مع زيدان، قال فيه إن الثقافة المصرية حاضرة في إسرائيل، وإن رفض التطبيع يهدم وجودها! وأضاف: "إذا قلنا لا للتطبيع، فهل نقول نعم للشذوذ؟!". فالتطبيع عند يوسف زيدان هو "الأمر الطبيعي" ورفض التطبيع هو "الشذوذ"، وذلك كما قال في مقابلته التي جنحت للغرابة، ويبدو أن زيدان وحده من يفهم ما قال فيها!

ويرى زيدان أن في المنطقة قوى أو "تشكيلات" ستفرض التطبيع شئنا أم أبينا، وهذا هو تبريره لخطاب التطبيع الذي يُروج له. وقد أشار إلى مشروع نيوم، باعتباره وسيلة هذه القوى نحو فرض التطبيع. وبصرف النظر عن مدى اطلاع زيدان على تفاصيل وطبيعة مشروع نيوم، لكن يبدو أنه يعتقد أن خطابه هذا قد يجر عليه الرضا والقبول من بعض "القوى والتشكيلات" في المنطقة!

ووصف زيدان الكُتاب الرافضين للتطبيع بأنهم "جهلة" و"غير مطلعين على الثقافة العالمية". وتحدث عن جهوده في "شرح" الثقافة اليهودية ومحاضراته عنها، على أساس أنها الجهود العلمية التي استوعبت الثقافة العالمية لأنها لم ترفض التطبيع.

وبسؤاله عن موقفه إذا وُجهت إليه دعوة رسمية من قبل إحدى الجامعات الإسرائيلية، أجاب: "سأوافق إذا وافق اتحاد الكتاب المصريين، ووزارة الخارجية"، مضيفًا: "سأذهب للعلن" من أجل "خدمة بلادي"! 

المفارقة أن زيدان الذي لا يفوت فرصة للظهور على الشاشات للحديث والمزيد من الحديث، وصف نفسه بأنه "زاهد ومستغنٍ"، غير أن زهده لا يشمل على ما يبدو الزهد في الظهور وإحداث الفرقعات الإعلامية.

واشتهر زيدان في الوسط الثقافي المصري بتصريحاته الغريبة والمثيرة للجدل، مثل التصريح الذي أطلقه عام 2015، حول أن المسجد الأقصى يوجد في مدينة الطائف بالحجاز، وليس في القدس!

بعد عامين من ذلك ظهر زيدان مع الإعلامي عمرو أديب على قناة "أون تي في"، ليتحدث مرة أخرى عن ما يبدو أنها قضيته المفضلة لإثارة الجدل، فسأله: "بماذا تعلق على من يقولون إن زيارة القدس تطبيع مع العدو". وبصرف النظر عن الجدل حول ما إذا كانت زيارة القدس تطبيع أم لا، كان الطريف إجابة زيدان الذي استشهد بزيارة طه حسين عام 1942 لإلقاء محاضرة في الجامعة العبرية. وقتها لم تكن الدولة الإسرائيلية قد أقيمت أصلًا، وهو ما نبه إليه أديب، ليأخذ زيدان الحديث في اتجاه "استيعاب اليهود" بالتواصل معهم.

وصف زيدان الكُتاب الرافضين للتطبيع بأنهم "جهلة" و"غير مطلعين على الثقافة العالمية"، قائلًا: "إما التطبيع أو الشذوذ"!

و في تعليقه على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، جاء تأويل زيدان مشوهًا، وفيه الكثير من التمييع للقضية، إذ قال: "إن الكثير من الحروب في القدس استندت إلى قضايا وهمية"!

الرد على زيدان في السوشيال ميديا

رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبروا عن غضبهم من تصريحات زيدان، وسأله أحدهم عن الجنود المصريين الأسرى الذين قُتلوا بدم بارد، وقصف مدرسة الأطفال في بحر البقر.

رسائل أخرى لزيدان كانت أكثر حدة ومباشرة، حيث قالت إحداهن: "إن رافضي التطبيع ليسوا جهلة أما مؤيدو التطبيع فهم خونة". البعض الآخر رأى أن زيدان نموذج للمثقف العربي المُتصهين، وأنه من الضروري التصدي له ولتصريحاته.

 

اقرأ/ي أيضًا:

منصات التطبيع الثقافي.. المجلة العربية نموذجًا

عن الاستباحة الإسرائيلية لنصوص كاتبات عربيات