03-يوليو-2020

إطلاق القبة الحديدية أثناء العدوان على قطاع غزة في عام 2018 (أ.ب)

كشفت تقارير عديدة في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، أن مجموعة شركات إماراتية، وقعت اتفاقًا مع اثنتين من أكبر شركات صناعة الأسلحة في إسرائيل، من أجل ما أُعلن أنه "تطوير حلول تقنية وطبية لمواجهة فيروس كورونا". فيما تأتي تلك الخطوة، في سياق من التصريحات المشتركة بشأن تعاون إماراتي إسرائيلي لـ"مواجهة الجائحة"، تصفه تقارير بأنه تتويج لمسار متسارع من التطبيع مع تل أبيب بدأته أبوظبي في السنوات الأخيرة.

كشفت تقارير عديدة في وقت متأخر من مساء يوم الخميس، أن مجموعة شركات إماراتية، وقعت اتفاقًا مع اثنتين من أكبر شركات صناعة الأسلحة في إسرائيل

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد أعلن قبل أقل من أسبوعين، أنه سيتم في وقت لاحق الإعلان عن تعاون بين "إسرائيل" ودولة الإمارات، في مجال مكافحة فايروس كورونا.

اقرأ/ي أيضًا: التطبيع مع إسرائيل بأموال النفط وملوك الطوائف

فيما أوضح نتنياهو أثناء حفل تخريج دفعة من عناصر سلاح الجو الإسرائيلي، أن وزيري الصحة في "إسرائيل" والإمارات سيعلنان هذا النبأ. وبحسب نتنياهو فإنّ هذا "التعاون" سيرتكز على البحث والتطوير والتكنولوجيا في مجالات ستعزز الأمن الصحي في المنطقة بأسرها. وأضاف أن هذا الإعلان يأتي نتيجة اتصالات مطوّلة ومكثفة أجريت خلال الأشهر الأخيرة.

ووقعت كل من شركة "رفائيل" و"الصناعات الجوية" يوم الخميس اتفاقًا مع مجموعة إماراتية مكونة من أكثر من أربعين شركة محلية، حسب ما أعلنت وزارة الأمن الإسرائيلية. ويبدو أن "التعاون المشترك" بين أبوظبي وتل أبيب لم يقتصر على توقيع اتفاقيات وتبادل تصريحات، حيث كشفت تقارير قبل أيام أن إسرائيل قد حصلت بالفعل على معدات طبية ومساعدات في السادس والعشرين من شهر آذار/مارس، أي خلال ذروة تفشّي الوباء، فيما كانت تلك المساعدات بجهود من فريق في جهاز الموساد، ومن خلال طائرة أؤكرانية هبطت في مطار بن غريون، وانطلقت من مطار إماراتي مباشرة.

من جهته كان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، المثير للجدل، قد أكد أن الإمارات قد تعمل مع إسرائيل "في بعض المجالات"، كما دعا في غير مرة إلى فتح قنوات تواصل مع إسرائيل.

اقرأ/ي أيضًا: معاريف: إسرائيل تُسلّح أبوظبي وتقصف سيناء بمباركة مصرية

ويشير سجل الشركتين الإسرائيليتين، أنهما شركاتان تابعتان لوزارة الأمن الإسرائيلية، كما أنهما تلعبان دورًا بارزًا في تزويد الجيش الإسرائيلي بكثير من المعدات العسكرية، على غرار الصواريخ ومضادات الطيران والطائرات بدون طيار، فيما ترتبط شركة "رفائيل" بمنظومة القبة الحديدية الشهيرة، وهي منظومة دفاعية روجت لها إسرائيل باعتبارها منظومة دفاعية ناجحة في مواجهة الصواريخ، من خلال الحروب المتتالية على قطاع غزة.

يشير سجل الشركتين الإسرائيليتين، أنهما شركاتان تابعتان لوزارة الأمن الإسرائيلية، كما أنهما تلعبان دورًا بارزًا في تزويد الجيش الإسرائيلي بكثير من المعدات العسكرية

وبعد عشر سنوات من تشريد مئات آلاف الفلسطينيين من قراهم ومدنهم في عام 1948، تأسست شركة "رفائيل" كأول شركة للصناعة العسكرية في إسرائيل تتبع لوزارة الأمن، وبدأ تركيزها من البداية على الصواريخ. وتشير عدة مصادر أنها تأسست بهدف مساعدة وزارة الأمن الإسرائيلية على تطوير أنظمة قتالية، كما أن أول من أدارها، وهو مئير مردود، كان أحد أعضاء عصابات الهاغناه الصهيونية، التي تتحمل جزءًا من الجرائم الواسعة ضد الفلسطينيين خلال النكبة. كما أن معظم موظفيها كانوا ولا يزالون ممن لعبوا دورًا بارزًا في الجرائم واسعة النطاق ضد الفلسطينيين، بدءًا من النكبة وفترة الحكم العسكري وصولًا إلى الانتفاضات الفلسطينية المتتالية والحروب العديدة على قطاع غزة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 5 شخصيات في مسلسل التّطبيع السّعودي والإماراتي مع إسرائيل

فروض التطبيع الإماراتية.. شراكة إستراتيجية وثيقة مع إسرائيل