25-فبراير-2022

الشاعر صلاح فائق وكتابه

ألترا صوت – فريق التحرير

"سنواتي الأخيرة" هو آخر كتب الشاعر العراقي صلاح فائق. وعنه يكتب الناقد طاهر علوان على الغلاف: "الاحتفاء بصلاح فائق هو احتفاء بالذاكرة النشيطة وبتأثيث التاريخ الشعري بحقبة مرّ بها هو وصحبه من جماعة كركوك، لكنه في كوكبه الخاص (...) صنع شعرية خاصة يسمّيها البعض سريالية شعرية، بينما يقدّم من خلالها الشاعر يومياته بتجرّد عجيب وهو يقيم في إحدى جزر الفليبين، منذ العام 1993وحتى الساعة".


دفعَ بابي، دخلَ غاضبًا

ألقى أمامي حزمة قصائد لي

-كانت مبعثرةً بين صخور الشاطئ

هناكَ وجدتها، أخبرني

أشكرهُ، اتظاهرُ باﻷسف وأستنكرُ غفلتي

لكني، حقًا، تركتها هناكَ ﻷتخلصَ منها

يخرجُ، بعد دقائق اندفعُ وراءه

ـ ارجوك، انتَ لم تخبرني حتى اسمك

ـ اسمي صلاح فائق

يختفي.

*

 

بينما في عربةِ قطارٍ سريع

متعبٌ ونعسان، يدخلٌ شخصٌ في حلّةٍ سوداء

يقفُ قربي ويبدأُ قراءة قصيدةٍ عن أمهِ التي انتحرت قبل أيام

بصعوبةٍ أسيطرُ على غضبي

أريدُ شتمهُ ـ كوابيسي ليست قليلة ليضيفَ واحدًا إليها

لكني متعبٌ ونعسان

*

 

منذ بدأتُ أبيعُ قوة عملي

أحتالُ على جباة الضرائب

اعتبرهُ من حقوقي وأنجحُ دائمًا

 آملُ أن أبقى حتى النهاية

من هنا احترامي لشخصي

أقولهُ بوضوحٍ وأنا اتطلعُ الى قامتي في مرآة

*

 

نسرٌ يحومُ فوقَ سفينةٍ نصفها غارقٌ

وعلى نصفها الآخر سياحٌ يرقصون

ثم يقنصُ طائرًا صغيرًا

يطلقهُ بعد رجاءٍ مني.

انا مسرورٌ اليوم ـ أوصى أحد جيراني

بما يملكُ لي وعليّ أن أنتظرَ متى يموتُ

في هذه الأثناء تمثالٌ يستحمّ أمامي

ينظرُ إليّ ويبتسمُ.

 

اقرأ/ي أيضًا:

فيسوافا شيمبورسكا: السماء

آلن غينسبرغ: رأيتُ أفضلَ العقولِ في جيلي وقد دمرها الجنونُ