08-مايو-2022
السيارات الصينية في العالم العربي

يتزايد انتشار السيارات الصينية في الأسواق العربية (Getty)

تعد الصين اليوم أكبر منتج للسيارات في العالم بما يزيد عن 26 مليون مركبة وسيارة تم تصنيعها العام الفائت، وهي في نفس الوقت أكبر سوق للسيارات في العالم بما يقارب 21.5 مليون مركبة في 2021.

تضاعف إنتاج الصين من المركبات والسيارات 13 ضعفًا خلال العقدين الماضيين

ولكن عند العودة إلى الوراء 20 سنة فقط فإن الصين لم تكن من قائمة الدول الكبيرة المصنعة للسيارات ولم يكن ليتوقع أن تصبح إحدى أكبر وأهم في هذا القطاع عالميًا على مستوى التصنيع والمبيعات. ففي بداية الألفية كان إنتاج الصين من المركبات يقدر بمليوني مركبة فقط، أي أنه في ظرف 22 عامًا تضاعف إنتاج الصين من المركبات والسيارات 13 ضعفا!

في الصين عشرات الشركات المصممة والمنتجة للمركبات، لكن الشركات الأكبر هي مجموعات "سايك" و"فاو" و"دونج فينج" و"شانجان" وجميعها مملوكة للحكومة الصينية.

تضم كل من هذه الشركات عدة علامات تجارية تحت لوائها. فعلى سبيل المثال مجموعة "سايك" تمتلك أربع علامات تجارية تبيع سياراتها تحت أسمائها، ومن أهمها " أم جي"، بالإضافة إلى أنها في شراكة مع تسع شركات أخرى لتصنيع المركبات منها فولكس فاجن الألمانية وشيفروليه الأمريكية وغيرهم. ومثلها الكثير من الشركات الصينية الأخرى فشانجان مثلا شريك رئيسي لعملاق السيارات فورد، وفاو شريك مهم لتويوتا وجنرال موتورز.

السيارات الصينية في العالم العربي

بلغت الصادرات الصينية من سيارات الركوب والسيارات التجارية ما يتجاوز المليوني وحدة عام 2021. في غالبيتها العظمى تصدر للدول النامية في آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا، ولكن ذلك لم يمنع من انتشار السيارات الصينية في أسواق الدول الغنية أيضًا مثل دول الخليج العربي وأستراليا، فيما زالت أغلب العلامات التجارية الصينية عاجزة عن دخول الأسواق الأوروبية والأمريكية، فباستثناء علامة "أم جي" لا توجد أية شركة صينية بمبيعات معتبرة في السوق الأوروبي وذلك بسبب صرامة قوانين السلامة والأمان في السيارات.

بدأ غزو العلامات الصينية للأسواق العربية منذ عقد ونصف تقريبًا، وكانت مصر والسعودية أكبر سوقين عربيين للسيارات من أوائل الأسواق التي دخلتها السيارات الصينية. ولكن حاليا تتوافر السيارات الصينية في أغلب الدول العربية وأصبحت تستحوذ على جزء كبير من الحصة السوقية فقد زادت تضاعفت مبيعاتها في السوق المصري تقريبا بين عامي 2020 و2021 بينما لم ينم السوق المصري إلا بنسبة 26% في نفس الفترة، لتستحوذ السيارات الصينية وعلى رأسها "أم جي" على حصة من السوق تقدر ب 17% تقريبا.


مقالات قد تهمّك: 

لمواجهة الصين.. بايدن يسعى لإنعاش خطّة إنفاق بقيمة 250 مليار لتعزيز التنافسية

التحوّل الكهربائي يعزّز نموّ مبيعات السيارات في الصين.. 20 مليون مركبة في 2021

وول ستريت جورنال: هذا ما جنته تيسلا من الصين وما جنته الصين من تيسلا


أما في السعودية، فقد استحوذت السيارات الصينية على ربع القطاع تقريبًا، في حال متشابهة مع معظم أسواق المشرق العربي، فيما لم تشهد السيارات الصينية نفس النجاح في أسواق المغربي والجزائر وتونس وذلك بسبب الشعبية الكبيرة جدا للسيارات الفرنسية والسيارات العاملة بالديزل والتي لا تنتجها الشركات الصينية بشكل واسع. 

ما سر شعبية السيارات الصينية في الأسواق العربية؟

لتوضيح ذلك سنختار سيارتين من نفس الفئة وفي نفس السوق العربي، وهي فئة السيارات الSUV مدمجة الحجم مثل التويوتا راف فور والهوندا سي آر في. سنعقد المقارنة بحسب السوق القطري. السيارة الصينية سنسمّيها (X) وهي سيارة موجودة وتباع في الأسواق القطرية لكن سنتحفظ على ذكر اسمها، أما اليابانية المشهورة فسندعوها (Y). والسيارتان تباعان في السوق الأوروبية وحصلتا على تقييم من 5 نجوم في اختبارات السلامة الأوربية.

السر في السعر؟ 

يبدأ سعر السيارة X  الصينية من 74 ألف ريال قطري (20 ألف دولار) فيما يبدأ سعر السيارة اليابانية المنافسة من 80 ألف ريال قطري (22 ألف دولار). ولكن السيارة الصينية تأتي بمحرك أقوى وبإضافات ترفيه وتكنولوجيا وسلامة أكثر بكثير، كما أنها تتوفر بضمان أطول يمتد حتى ست سنوات مقابل ست سنوات للسيارة اليابانية. وقد تبدو المقارنة ميالة أكثر لكفة الخيار للصيني في الفئات الأعلى من السيارتين، فالصينية بأعلى فئاتها سعرها 92 ألف ريال قطري (25 ألف دولار)، بينما يبلغ السعر للسيارة اليابانية 120 ألف ريال للفئة العليا (33 ألف دولار)، رغم أن السيارة الصينية X متفوقة عليها في كل الجوانب تقريبا. 

بالإضافة إلى كل ما سبق فإن وكلاء السيارات الصينية يوفرون تسهيلات تمويلية كبيرة للعملاء, مثل التقسيط بأسعار "الكاش" أو بدون دفعة أولى. كما أن الحصول على التمويل يكون أسهل بكثير لمعظم العملاء مقارنة بالعلامات الأكثر انتشارا في الأسواق وذلك في محاولة منهم لجذب الزبائن وزيادة المبيعات.

العروض المغرية وبالذات فيما يتعلق بالأسعار مقارنة بالمواصفات والمزايا أقنعت الكثير من الناس بالإقبال على السيارات الصينية

من الوسائل التسويقية الجذابة الأخرى التي تعتمد عليها الشركات الصينية هي الضمان الطويل، فتطرح إحدى العلامات التجارية الصينية ضمان مليون كيلومتر على محرك و"جير" إحدى سياراتها وذلك لإثبات الاعتمادية الكبيرة لسياراتهم وترويجها. وعلى الرغم من تخوف العديد من الناس من السيارات الصينية من ناحية الجودة والاعتمادية وقيمة إعادة البيع. إلا أن العروض المغرية وبالذات فيما يتعلق بالأسعار مقارنة بالمواصفات والمزايا أقنعت الكثير من الناس بالإقبال عليها وشرائها ونتيجة ذلك مشاهد انتشار تلك السيارات على الطرقات العربية.

 

دلالات: