30-أكتوبر-2017

يؤكد كيلو استياءه ممن سماهم زعران الثورة التي استلبوها (ليونال بونتافنتور/أ.ف.ب)

لم يبق عند النخب السياسية والمثقفة المعارضة سوى الصراخ كي تنقذ نفسها من هواة الثورة والسياسة والإعلام الذين ولدوا في عتمة السنوات السبع الأخيرة من عمر الوجع السوري.

ليس غريبًا أن يولد حراك أي شعب الكثير من الزبد الثقافي والسياسي فالانتهازيون والمرتزقة والعملاء تتيح لهم بيئة الموت والحرب والفوضى الفرص لكي يتكاثروا ويركبوا موجة التغيير الجديدة، ولكنها في الحالة السورية أنبتت سمومًا وجماعات ومثقفين جددًا، وإعلام على قياس التمويل المقدم من الرعاة، وهذا ما شهدته مناطق تواجد السوريين في كثير من دول اللجوء خصوصًا في تركيا حيث نمت وسائل إعلام ممولة بأموال متنوعة المصادر، وتأتمر بأوامر من جهات استخباراتية ما أدى إلى اتخاذ الحكومة التركية قرارات بإغلاق عدة وكالات ومواقع إعلامية ومراكز بحثية ممولة أمريكيًا وبريطانيًا، وهذه المواقع لطالما اشتكى منها إعلاميو المعارضة في كونها دكاكين بائسة لسرقة المال وتشويه الثورة.

ليس غريباً أن ينتج عن حراك أي شعب مرتزقة وعملاء، تتيح لهم بيئة الحرب والفوضى الفرص لكي يتكاثروا ويركبوا موجة التغيير الجديدة

ما استدعى هذه المقدمة عن الحال الذي وصلت إليه ما تسمى مؤسسات الثورة السياسية والإعلامية هو السجال الذي أثاره التسجيل الصوتي لميشيل كيلو واتهامات له من أطراف محسوبة على المعارضة بأنه عميل أمريكي وخائن، وأنه "نعت الثوار بالزعران والذين يندم على معرفة 99% منهم".

ميشيل كيلو في رده على هذه التهم وعلى أقواله، أعاد تأكيد موقفه من أولئك الزعران في أنهم "أساؤوا لثورة السوريين واستلبوها، وأن هذا الرد يأتي في سياق الثأر للكرامة".

اقرأ/ي أيضًا: الثورة السورية العظيمة دائمًا

ميشيل كيلو في دفاعه، وضح طبيعة الزيارة للولايات المتحدة مع الشيخ معاذ الخطيب التي كانت السبب في التهم الموجهة له في أنه يسعى لإنشاء منصة بدعم أمريكي هدفها السعي للمصالحة مع النظام وأنه التقى عبد الله الدردري خلالها. قال كيلو: "كنت في واشنطن بدعوة من شخصين يقدمون من أكل أولادهم لصالح الثورة، وقد دعوني أنا والشيخ معاذ الخطيب والتقيت هناك بالخارجية الأمريكية وبأعضاء المكتب القومي للرئيس ترامب وبعضهم مهم في الكونغرس وطلبت أن يصدر منهم كتابًا بأمر تنفيذي باعتقال الأسد لجرائمه بقوة القانون الدولي وقوة القانون الأمريكي".

أما عن اللقاء بعبدالله الدردري وحول ادعاءات محمد السمان، الذي تحدث عن الزيارة كونها "محطة جديدة للخيانة وطعن الثورة". قال ميشيل كيلو: "كتب المدعو محمد السمان أنني ومعاذ الخطيب ومعنا أحد الأشخاص من بيت الحريري التقينا عبد الله الدردري وأننا بصدد العمل لإنجاز منصة لصالح بشار الأسد، ويشهد الله أنني لم ألتقِ الدردري منذ العام 2010 ولا أعلم إن كان معاذ الخطيب التقاه أم لا وكل ما قاله السمان مختلق".

المعارض السوري ميشيل كيلو أعرب في الرسالة الصوتية عن أسفه لأن الكثيرين صدقوا افتراءات محمد السمان، ووصفه بأنه "محتال وملاحق بدعاوى احتيال في قطر وفرنسا وغيرها". وأنه (كيلو) "لم يخن مبادئه".

عند حديثه عن "ثورة الزعران"، ينتقد كيلو كل من أساؤوا للثورة السورية وحُسبوا عليها

أما فيما يتعلق بالمنصات، فقال ميشيل كيلو إنه "لم يسع لذلك وكان بإمكانه أن يصنع منصة كغيره ولكنه لم يرد ذلك"، وأن ما تم الاتفاق عليه مع أطباء ومهندسين وخبراء مبرمجين- جمعوا أنفسهم وتمكنوا من إحضار عشرين عضواً في الكونغرس الأمريكي- هو بناء لوبي سوري إلى أن يذهب بشار الأسد"، وهذا ما وصفه السمان بـ"مؤتمر إخواني يضم مجموعة من العاهرات والقوادين".

ختم ميشيل كيلو كلمته بأنه يفكر بالانسحاب من كل "مؤسسات الثورة"، وأن من حقه أن يثور لكرامته في وجه "هذا الجاسوس والعميل للمخابرات"، وإن دل هذا على شيء فهو يدل على أن "الثورة ليست بخير".

اقرأ/ي أيضًا: في تعثّر الثورة السورية

ردود الفعل على رسالة ميشيل كيلو جاءت متضاربة، عبر من خلالها بعض الصحفيين والسياسيين المعارضين عن تضامنهم معه وثقتهم به، وأما مواقع النظام فاكتفت بالإشارة إلى وصف كيلو الثورة بأنها "ثورة زعران".

أما الناشطون والمعلقون من المواطنين فاختلفوا كما بقية الشرائح حول ما جاء في كلمة كيلو ورسالته الصوتية، وكتب أحدهم: "كل التقدير والاحترام لشخصكم الكريم أستاذ ميشيل، وأتمنى أن يصبح المدعو محمد السمان خلف قضبان العدالة لكثرة نباحه القذر وانجرار الجهلة والسفلة خلفه، كلمة عميل قليلة عليه". فيما أشاد البعض بتاريخ ميشيل كيلو النضالي قبل الثورة وبعدها: "يكفي الأستاذ ميشيل فخرًا أنه وقف في وجه النظام على مدى عمره واعتقل وعذب قبل الثورة وهجر بعدها وقدم الكثير الكثير".

[[{"fid":"92926","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"ميشال كيلو","field_file_image_title_text[und][0][value]":"ميشال كيلو"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"ميشال كيلو","field_file_image_title_text[und][0][value]":"ميشال كيلو"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"ميشال كيلو","title":"ميشال كيلو","height":626,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

أحد المعلقين كتب أنه يقبل بكيلو رئيساً لسوريا: "السيد كيلو المحترم أنا مسلم سني أقسم بالله أقبلك رئيسًا على سوريا.. وأنت أيقونة الثورة السورية مهما تكلم الحاقدون". فيما تناول البعض محمد السمان بالقول: "ياسر السليم السمان ومنذ 6 سنوات شغله الشاغل الطعن في معارضة الأسد ومحاولة تشويهها.. وكما قال الأستاذ كيلو على الأغلب هو رجل مخابرات مكلف بهذه المهمة".

[[{"fid":"92931","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"ميشال كيلو","field_file_image_title_text[und][0][value]":"ميشال كيلو"},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"ميشال كيلو","field_file_image_title_text[und][0][value]":"ميشال كيلو"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"ميشال كيلو","title":"ميشال كيلو","height":521,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

أحد المعلقين أشار إلى معضلة كبيرة تعاني منها مؤسسة إعلام الثورة والقائمين عليها، قائلًأ: " حاليًا صار الإعلام ومقاليد الأمور كلها بيد أرذل الأراذل وأحقر الكائنات.. فإذا وصفوك بالسوء فهي شهادة تفتخر بها عند الأشراف والطيبين ولنفسك أولاً".

يذكر أن ميشيل كيلو هو مثقف ومعارض سوري منذ عقود، كان مساندًا لثورة 2011 منذ بداياتها، وهو من مواليد 1940، ترأس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سوريا، تعرض للاعتقال مرات عدة، ترجم كتبًا في الفكر السياسي، وهو عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الفكر السياسي على خلفية الثورة السورية

الثورة اليتيمة.. أكبر من مجرد ذكرى سادسة