27-أكتوبر-2018

أطفال ألبان يحيون ذكرى أفراد عائلاتهم المقتولين في الحملة الصربية على كوسوفو (أرميد نيماني/أ.ف.ب)

ألترا صوت - فريق التحرير

انتقدت مجموعات حقوقية صربية وأوروبية عدة موقف الحكومة الصربية من نشر وزارة دفاعها وترويجها مجموعة من الكتب المتعلقة بحقبة الانفصال والاحتراب الأهلي خلال عقد التسعينيات في البلاد. 

أهم الكتب المعنية بالانتقادات الحقوقية التي وجهت بحق الحكومة الصربية كتابين من تأليف اثنان من الجنرالات السابقين في الجيش الصربي، وهما مدانان بجرائم حرب أمام محاكم الأمم المتحدة المختصة. 

تقوم صربيا بالترويج لكتب بأقلام "أبطالها" القوميين عن جرائمهم في كوسوفو، وهو ما أثار عاصفة من الانتقادات الحقوقية لبلغراد

قالت مبادرة شباب من أجل حقوق الإنسان الصربية خلال رسالة مفتوحة وجهت لرئيس وزراء البلاد أنا برنابيك أن الإقدام على مثل هذا الفعل من طرف الحكومة يعبر عن دعم معلن لمجرمي الحرب المدانين وفق بروتوكلات محكمة يوغوسلافيا في لاهاي. 

لكن  وزارة الدفاع الصربية دافعت عن موقفها، وعن فعل نشر أعمال مكتوبة بأقلام مجرمي حرب تعرضوا للإدانة حقًا. معتبرة على لسان الناطق الإعلامي بشؤونها أن من حق الجنرالات سرد روياتهم عن الأحداث التاريخية التي عاصروها. 

تعرض كل من الجنرال نيبوسخا بافكوفيك والجنرال فلاديمير لازارفيك للمحاكمة على خلفية مسؤوليتهما عن الأعمال العدائية وجرائم الحرب التي ارتكتب من طرف القطعات العسكرية الصربية في الأراضي الكوسوفية خلال عامي 1998-1999، إضافة إلى  أعمال عنف عديدة أخرى خلال ذلك الصراع الدامي.

راح ضحية الأعمال الحربية الصربية في كوسوفو 10 آلاف ضحية مدنية وهجر قرابة مليون مدني من منازلهم على خلفية التطهير العرقي الممنهج الممارس من طرف القوات الصربية. 

جزمت محكمة لاهاي بشان يوغوسلافيا أن  كل من بافكوفيك ولازارفيك تورطا في حملة التطهير العرقي ضد المواطنين الألبان في كوسوفو، بما فيها أعمال القتل على الهوية العرقية، الاغتصاب والترحيل القسري أيضًا، من بين الجرائم الموصوفة التي تورطا بها. 

في حين يقضي بافكوفيك  محكوميته، 22 سنة، عاد لازارفيك إلى صربيا بعد قضاءه 14 سنة في السجن. وقامت وزارة الدفاع الصربية بإصدار ونشر كتابيهما هذا الأسبوع وتعتزم إطلاق حملة ترويجية واسعة لهما. كما ستستكمل إصدار 5 كتب أخرى متعلقة بذات الموضوع وبأقلام شخصيات شبيهة. 

أعلنت جمهورية كوسوفو استقلالها عن صربيا في العام 2008، وهو الإعلان الذي لم تعترف به بلغراد. بينما تسعى صربيا لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي هذه الأيام. في حين لا تأبه للانتقادات الحقوقية وتورطها في ترويج وجهات نظر مدانين سابقين بجرائم حرب وتطهير عرقي، خلافًا لأحكام نظام روما الأساسي. بل تفاخرت وزارة الدفاع في تصريحها الصحفي مساء اليوم السبت 27 تشرين الأول/أكتوبر 2018 بنفاذ الطبعة الأولى للكتابين من الأسواق. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

ميري ريغيف في أبوظبي.. رعاية إماراتية لرياضة وثقافة إسرائيل

دم خاشقجي يكشف وجه ماكرون.. الإليزيه يغرد خارج السرب الأطلسي!