06-يونيو-2021

3 ملفات أسياسية تشكل عقبة أمام نجاح مفاوضات فيينا (الأوروبية)

الترا صوت – فريق التحرير

فشلت الجولة الخامسة من مباحثات فيينا في الوصول إلى التفاهمات المطلوبة لإحياء الاتفاق النووي بعودة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إليه. وبناء على ذلك قرّر المشاركون في المباحثات الذهاب نحو جولة سادسة من المفاوضات من المتوقع أن تنطلق منتصف الأسبوع القادم، وسط تفاؤل أوروبي وإيراني بالوصول لحل في مقابل حذر و"تشاؤم" أمريكي عبّر عنه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، بقوله إن المفاوضات قد تمتد إلى جولات قادمة بسبب "تعقد القضايا والتفاوض غير المباشر وضعف الثقة على حد تعبيره".

فشلت الجولة الخامسة من مباحثات فيينا في الوصول إلى التفاهمات المطلوبة لإحياء الاتفاق النووي بعودة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية إليه

لكن الحديث أساسًا يدور حسب صحيفة بوليتيكو  الأمريكية حول 3 عقبات أساسية  كانت وراء فشل المباحثات، ويتعلق الأمر تحديدًا بقضية التعامل مع أجهزة الطرد الإيرانية المتقدمة أولًا، والعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران ثانيًا، وأخيرًا ما إذا كان المفتشون الدوليون يتمتعون حقيقة بإمكانية الوصول إلى المواقع النووية في إيران.

اقرأ/ي أيضًا: الأمريكيون والإيرانيون يتوجهون إلى عقد جولة سادسة من المباحثات

بشأن التعامل مع أجهزة الطرد المركزي المتقدمة الإيرانية، والآلات المستخدمة في تخصيب اليورانيوم،  تعتقد الولايات المتحدة والدول الأوروبية المنخرطة في الاتفاق أنه يجب تدميرها وأن مجرد إيقافها عن العمل لن يكون كافيًا ولا مطمئنًا ولا يضمن عدم إقدام طهران على إنتاج سلاح نووي، خاصة وأن تقارير الاستخابارات الأمريكية والأوروبية الأخيرة أكدت قدرة إيران على تطوير سلاح نووي، أما إيران فتسعى قدر الإمكان للحفاظ على تلك الأجهزة، وترفض بشكل قاطع تدميرها، متذرعة بالرقابة الدولية عليها، وبالأهداف المدنية لاستعمال الطاقة النووية من ورائها.

أما بشأن العقبة الثانية المتعلقة بالعقوبات الأمريكية على طهران فترى صحيفة بوليتيكو أن الحسم فيها سيتطلب وقتًا، فما تزال الولايات المتحدة وإيران غير قادرتين على الاتفاق على أي من العقوبات ستلغيها الولايات المتحدة، فمن جهة تريد إيران إلغاءً تامًا للعقوبات وضمانات بأن الولايات المتحدة لن تتخلى عن الصفقة  مرة أخرى، ومن جهة ثانية تريد الولايات المتحدة إلغاءً تدريجيًا للعقوبات مع استثناء بعض القطاعات على غرار الحرس الثوري ومكتب المرشد الإيراني علي خامنئي.

وذكرت المصادر أن الأطراف المشاركة في المباحثات وضعت خطة، تبين خطوة بخطوة الإجراءات التي على الطرفين اتخاذها، حيث من المطلوب من إيران أن تتراجع عن جميع التطويرات التي  لحقت برنامجها النووي ردًا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية على نطاق واسع.

إلا أن واشنطن بحسب ذات المصادر تحفظت على هذا المقترح، وعبرت عن نيتها "الإبقاء على بعض العقوبات التي لا تتعلق مباشرة بخطة العمل الشاملة المشتركة، مثل تلك المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان والإرهاب.

حول العقبة الثالثة المتعلقة بما إذا كان المفتشون يتمتعون بوصول كافٍ إلى المواقع النووية الإيرانية، تُشكّك واشنطن والأطراف الأوروبية في ذلك، خاصة وأن إيران كانت  تَحُدُّ منذ شباط/فبراير من قدرة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على مراجعة منشآتها النووية.

وذكرت صحيفة بوليتيكو في هذا الصدد بأنها اطلعت على تقرير سري قال فيه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي للدول الأعضاء في الوكالة: "تأثرت أنشطة الوكالة للتحقق والمراقبة نتيجة لقرار إيران بوقف تنفيذ التزاماتها المتعلقة بالمجال النووي".

قرّر المشاركون في المباحثات الذهاب نحو جولة سادسة من المفاوضات من المتوقع أن تنطلق منتصف الأسبوع القادم، وسط تفاؤل أوروبي وإيراني بالوصول لحل في مقابل حذر و"تشاؤم" أمريكي 

ويضيف التقرير بأن "المفتشين أتيحت لهم إمكانية الوصول اليومي إلى المحطات النووية الرئيسية في إيران في نطنز وفوردو ، لكن لم يتمكنوا من الوصول إلى البيانات والتسجيلات الكافية، وبدون الوصول الكامل من طرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية الإيرانية والإشراف على أنشطتها النووية، سيكون التحقق من خطة خطوة بخطوة مستحيلاً".