11-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألترا صوت – فريق التحرير

قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" في تقرير لها صادر اليوم أنه في حالة فوز اللواء المتقاعد خليفة حفتر  بالانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في ليبيا نهاية السنة الجارية فمن المتوقع أن تنضم ليبيا إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل المعروفة باسم اتفاقيات إبراهام  وذلك بعد أن وقعت الإمارات والبحرين والمغرب اتفاقيات مماثلة.

نقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار مقربين من حفتر، أنّه أبدى في مناسبات عدة رغبته في "تطبيع العلاقات مع إسرائيل"

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار مقربين من حفتر، أنّه أبدى في مناسبات عدة رغبته في "تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، مؤكدًا أنه "سيفعل ذلك إذا تم انتخابه رئيسًا"، لكنّ نفس تلك المصادر أوضحت إن "الحديث عن ذلك في الوقت الحالي قد يضر بفرصه في الفوز، بسبب العداء التقليدي للشعب الليبي تجاه إسرائيل".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إماراتي أن حفتر أسرّ  للمقرّبين منه أنّ "ليبيا تتطلّع إلى تلقي المساعدة من المجتمع الدولي للمضي في ملف إعادة الاعمار"، وأنّ "الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية قد يمهد الطريق أمام البلاد للعودة إلى الأسرة الدولية، وبالتالي الحصول على المساعدة اللازمة". لكن المسؤول الإماراتي اعتبر في الوقت نفسه أنه حتى في حال حصول ذلك فمن المتوقع "تنفيذ هذه الخطوة بوتيرة بطيئة للغاية، تشبه إلى حد ما اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسودان"، وأضاف أنّ "حفتر وسيف القذافي أوضحا أنّ التطبيع مع إسرائيل ضمن أجندتهما، وتحدثا عن ذلك مع مقربين لهما، وأكدا أنهما سيبذلان جهودهما لتحقيق ذلك".

وتتقاطع هذه الأخبار التي أوردتها الصحيفة مع ما تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية من أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر ونجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي سيف الإسلام المتوقع ترشحه قد عيّنا مستشارًا إعلاميًا إسرائيليًا كبيرًا سيسدي لهما المشورة والتوجيه في حملتهما الانتخابية للمنافسة في الانتخابات الرئاسية الليبية المقررة في 24 كانون أول/ديسمبر المقبل.

تأتي هذه التطورات بعد أن كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية  بداية الأسبوع عن زيارة قام بها صدام نجل خليفة حفتر إلى إسرائيل قادمًا من الإمارات، وقالت الصحيفة أن  طائرة فارهة من نوع  فالكون  مخصصة لنقل أفراد عائلة حفتر ومساعديه قد حطّت في مطار بن غوريون بمدينة اللد المحتلة الاثنين الماضي قادمة من دبي. وذكرت الصحيفة أن" الطائرة بقيت على مدرج المطار نحو 90 دقيقة ثم واصلت صوب وجهتها النهائية في ليبيا".

أوردت الصحيفة  إلى أن الزيارة  جاءت بترتيبات من جانب مسؤولين في "الموساد" على تواصل دائم مع حفتر، حيث يقوم صدام بدور حلقة الوصل بين والده والجانب الإسرائيلي. وأشارت "هآرتس" إلى أنه لم "تتضح من هي الجهة التي التقاها صدام حفتر في إسرائيل" لكن أكدت أن غاية اللقاء هي "الحصول على دعم عسكري ودبلوماسي من إسرائيل مقابل تعهّد بإقامة علاقات دبلوماسية معها"، علمًا أنه وبحسب الصحيفة  كان "والده قد أجرى في الماضي اتصالات سرية مع إسرائيل، بما في ذلك مع مندوبين عن جهاز الموساد الإسرائيلي ومندوبين عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي"، ورجحت أن "تكون هذه الزيارة مرتبطة  بالانتخابات الليبية الوشيكة والمقررة في 24 كانون الأول/ ديسمبر". 

مصادر ليبية  مقربة من حفتر قالت أن قائد كتيبة طارق بن زياد صدام حفتر التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا خلال زيارته، وأشارت تلك المصادر إلى أن نجل حفتر حمل قائمة مطالب إلى الجانب الإسرائيلي على راسها أن تؤدي تل أبيب دورًا لدى الإدارة الأميركية بشأن محاكمة والده أمام القضاء الأميركي في الدعوى المقامة ضده من جانب ليبيين تتهمه بارتكاب جرائم حرب بالإضافة لتعديل موقف إدارة الرئيس جو بايدن تجاه والده.

ومنتصف الشهر الماضي حددت قاضية المحكمة الجزائية في فرجينيا ليوني برينكما يوم 28 تشرين أول/أكتوبر موعداً نهائياً لتقديم خليفة حفتر إفادته في الدعوى التي تتهمه بارتكاب جرائم حرب من بينها القتل والتعذيب خلال الحملة العسكرية على طرابلس، بعد ما رفضت دفع محامي حفتر بالحصانة في وجه الدعوى المرفوعة ضده بحجة أن إجابته عن أسئلة الادعاء ستؤدي إلى إفشاء أسرار الدولة الليبية.

مصادر ليبية  مقربة من حفتر قالت أن قائد "كتيبة طارق بن زياد" صدام حفتر التقى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولتا مؤخرًا

لكن في وقت سابق من هذا الشهر أعلن رئيس التحالف الليبي الأميركي عصام عميش أن القاضية الأمريكية  أصدرت قرارًا مفاجئًا بتجميد مسار المحاكمة الحالي بشأن القضايا المرفوعة ضد خليفة حفتر في الولايات المتحدة حتى انتهاء الانتخابات الليبية. وأوضح رئيس التحالف الليبي الأمريكي أن قرار القاضية جاء على خلفية ما وصفته بالتدخل السياسي من أطراف سياسية ليبية رسمية، قائلة إن "المدعين تصرفوا بطريقة غير مناسبة ويبدو أنهم استخدموا محكمة فيرجينيا الفدرالية بطريقة غير مناسبة للتأثير على انتخابات في جزء آخر من العالم". وأشارت القاضية برنيكما في قرارها غير الاعتيادي أنها قلقة من "استخدام هذا التقاضي للتأثير على هذا الوضع الهش في ليبيا"، وقررت "وقفه مؤقتًا". لكن سيطلب المحامون عن المدعين من القاضية  في جلسة استماع مقررة في 3 كانون الأول/ديسمبر إعادة النظر في قرارها، إلا أن كثيرين في الأوساط الليبية ربطوا بين قرار القاضية الأمريكية وزيارة نجل حفتر الأخيرة إلى إسرائيل.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

مجلس النواب الأمريكي يمرر تشريعًا يدعو لفرض عقوبات ضد من يهدد الاستقرار بليبيا

الجنس مقابل المياه.. قصة عن المهاجرات المحتجزات في مخيمات ليبيا