04-أبريل-2022

أراد نتنياهو حملة إقليمية لتطبيع الأسد (Getty)

قالت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو كان قد أطلق خلال عهدته الأخيرة مبادرة إقليمية مع بعض الدول العربية بهدف تطبيع النظام السوري الذي يقوده بشار الأسد والاعتراف به، وذلك مقابل إخراج إيران من سوريا.

قالت صحيفة يسرائيل هيوم إن نتنياهو كان قد أطلق مبادرة إقليمية مع بعض الدول العربية بهدف تطبيع النظام السوري

لكن الصحيفة أفادت أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي نفتالي بينت أوقف تلك المبادرة. علمًا أن إسرائيل استضافت في الأسبوع الماضي قمة في النقب حضرها وزارء خارجية كل من الإمارات والبحرين ومصر والمغرب، وهي دول لعب عدد منها دورًا في المحاولات الجارية لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية والاعتراف به إقليميًا ودوليًا.

التلفزيون العربي

مبادرة نتنياهو، حسب صحيفة يسرائيل هيوم المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، سعت  إلى ضمان تسليم دولي بـ"انتصار الأسد في الحرب الأهلية، مقابل اتفاق الدول العظمى مع الأسد على إخراج القوات الإيرانية من سوريا". وأفادت الصحيفة في هذا الصدد أن "خطة تبييض" الأسد طرحت لأول مرة من قِبل إسرائيل خلال لقاء القمة الذي عقد قبل ثلاث سنوات في القدس، وجمعت مستشاري الأمن القومي في كل من إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا.


مواد قد تهمك عن تطبيع الأسد عربيًا وإقليميًا: 

تطبيع نظام الأسد.. التقاء "عربي" إسرائيلي

 دعوات أمريكية لحث "الحلفاء" على عدم تطبيع علاقاتهم مع الأسد

وول ستريت جورنال: جهود عربية تقودها الإمارات للتطبيع مع الأسد


ففي تلك القمة، حسب الصحيفة الإسرائيلية التي ترجمت عنها صحيفة العربي الجديد، "طرح رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي آنذاك دافيد بن شبات على ممثل بوتين نيكولاي باتريشوف ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون خطة متعددة المراحل يدعو بموجبها الأسد بداية كافة القوات التي دخلت سوريا بعد عام 2011 إلى الخروج من بلاده لانتفاء الحاجة لها، ثم تعاد سوريا إلى جامعة الدول العربية، على أن تستثمر دول الخليج، وعلى رأسها الإمارات العربية ودول خليجية أخرى، في سوريا بدلًا من إيران التي تبسط سيطرتها الاقتصادية أيضًا في سوريا. بعد ذلك يتم إدخال تعديلات على نظام الحكم في سوريا تحدد في محادثات فيينا، لتجرى في نهاية المطاف انتخابات عامة".

الخطة التي أيدها نتنياهو قام بن شبات، حسب صحيفة يسرائيل هيوم بعرضها على "كل الدول العربية التي تملك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، بما فيها دول خليجية". وقالت الصحيفة إن الأردن أبدى اهتمامًا كبيرًا بالخطة "لرغبته في التخلص من العبء الثقيل الذي يشكله ملايين اللاجئين السوريين، كما رغبت مصر أيضاً في الخطة".

كما نقل التقرير عن مصدر مطلع على الخطة، أن تل أبيب "لم تجر أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع سوريا أو الأسد بهذا الخصوص". وفي الأخير أدت تطورات داخلية لسقوط نتنياهو وتشكيل حكومة جديدة بقيادة نفتالي بينت من جهة، وخسارة الرئيس دونالد ترامب الانتخابات في الولايات المتحدة، وهي متغيرات أدت إلى عدم تنفيذ هذه الخطة أو البدء بخطوات عملية لتنفيذها. إلا أنها بقيت حاضرة في الأروقة الأمنية الإسرائيلية، حيث أشارت الصحيفة إلى أنه "جرت مناقشة الخطة خلال لقاء القمة الثلاثي مؤخرًا في شرم الشيخ الذي جمع بينت والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، إذ أطلع الأخير كلًا من السيسي وبينت على نتائج لقائه مع الأسد قبل انعقاد القمة بيوم واحد".

لتقديرات في حكومة بينت هي أن الأسد "لا يملك القوة اللازمة لطرد القوات الإيرانية وإخراجها من سوريا"

لكن مصدرًا سياسيًا إسرائيليًا مطلعًا حسب صحيفة يسرائيل هيوم أفاد أن التقديرات في حكومة بينت هي أن الأسد "لا يملك القوة اللازمة لطرد القوات الإيرانية وإخراجها من سوريا". وهو ما دفع بينيت إلى التخلي عن المبادرة لأنه "قد ينشأ وضع نخسر فيه من الجهتين: نكون شركاء لعملية تعويم الأسد، وأن نبقى عالقين مع الإيرانيين في سوريا. فهم في سوريا بناء على دعوة منه ومن الصعب توقع سيناريو يطلب بموجبه الأسد منهم الخروج من سوريا، ولذلك بالنسبة لنا فإن الموضوع هو عربي داخلي، ولسنا جزءًا منه" على حد تعبير مصدر سياسي إسرائيلي.