24-أبريل-2017

تناولت الصحف الفرنسية باستفاضة نتيجة الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية (سيلفان لوفافر/Getty)

تناولت الصحف الفرنسية اليوم الإثنين 24 نيسان/أبريل 2017 باستفاضة نتيجة الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، والتي ترشح على ضوئها المرشح الوسطي ايمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان للدورة الثانية. وقد أجمعت أكبر الصحف الفرنسية على ضرورة قطع الطريق أمام التيار اليميني الشعبوي بضرورة دعم ماكرون، فيما أكدت في نفس الوقت أن النتيجة المحققة هي تاريخية من حيث عدم ترشح مرشحي اليسار واليمين للدورة الثانية لأول مرة في تاريخ الجمهورية الخامسة.

أجمعت أكبر الصحف الفرنسية على ضرورة قطع الطريق أمام التيار اليميني الشعبوي من خلال دعم ماكرون

وقد عنونت صحيفة لوموند افتتاحيتها بـ"رفض الجبهة الوطنية" حيث كشفت الصحيفة القريبة من اليسار، عن دعمها لمرشح الوسط ايمانويل ماكرون في الدورة الثانية. واعتبرت أن حصول مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان على أصوات زهاء 7.6 مليون ناخب، ليتجاوز بذلك التيار الشعبوي عتبة 20 في المئة لأول مرة في تاريخ البلاد، يفترض "رفع ناقوس الإنذار حول الديمقراطية". وقالت الصحيفة في الافتتاحية التي كتبها مديرها جيرومي فينجوليو، إنها حذرت منذ البداية من أن الجبهة الوطنية "لا تتوافق مع قيم الفرنسيين وتاريخهم وهويتهم".

اقرأ/ي أيضًا: كيف تؤثر "السوشيال ميديا" في الانتخابات الفرنسية؟

وبيّنت أن الخطير هو ما كشفته استطلاعات الرأي التي ترجح فوز ماكرون بـ62 في المئة في حين فاز جاك شيراك سنة 2002 في مواجهة والد لوبان، جون ماري لوبان بـ82 في المئة، وبالتالي فقد كسب اليمين المتطرف 20 نقطة في ظرف 15 سنة فقط. وحذرت الجريدة من نسبة امتناع مرتفعة في الجولة الثانية داعية ماكرون أن يبرهن للناخبين المترددين أنه تفهم الصدمة التي يعرفها النظام السياسي للبلاد. كما حذرت من اعتقاد عديد الشخصيات اليمينية بعدم لزوم توجيه دعوة صريحة للتصويت لماكرون بحجة أن النتيجة محسومة لصالحه.

ودعت الصحيفة ماكرون إلى أن يأخذ بعين الاعتبار الاحتقان الاجتماعي الذي مثله ميلانشون، وهو الذي لم يدع بعد للتصويت له. وقالت إنه لا يجب على مرشح الوسط تكرار خطأ هيلاري كلينتون حينما تجاهلت أنصار بيرني ساندرز، وذكرته أن كلينتون كانت تتصرف كمنتصرة في مواجهة ترامب قبل أسبوعين من الانتخابات فقط.

من جانب آخر، صدّرت صحيفة لوفيغارو، المحسوبة على اليمين الفرنسي، صفحتها الأولى يوم الإثنين بعنوان بالبنط العريض "اليمين، الضربة القاضية"، فيما عنونت افتتاحيتها بـ"الفوضى العظيمة"، التي تأسفت فيها لهزيمة مرشح اليمين فرانسوا فيون منذ الدورة الأولى.

صحيفة لوفيغارو

وقالت الصحيفة إن اليمين الذي فاز على الاشتراكيين في كل الانتخابات طيلة السنوات الخمس الفارطة، انهزم في الدورة الأولى. وأضافت "رغم أن العهدة المنتهية هي" كارثية بالإجماع"، فلم يستطع اليمين المرور للدورة الثانية للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية".

من جهة أخرى، اكتفت صحيفة ليبراسيون بوضع صورة مانويل ماكرون وحيدًا في صفحتها الأولى، وعنونت افتتاحيتها بـ"ضدّ لوبان، الوسط ضد السمّ" مصحوبة بصورة خلفية للوبان لا تظهر وجهها. كما نشرت مقالاً بعنوان "فرنسا الاجتماعية الليبرالية في مواجهة الفخ القومي".

صحيفة ليبراسيون

يذكر أن هذه الصحيفة معروفة بدعمها لماكرون ومعاداتها لخصميه الرئيسيين مارين لوبان وفرانسوا فيون، حيث استغلت الفضيحة المالية لمرشح اليمين فيون لتشنّ حملة ضدّه، قامت خلالها بإنشاء عدّاد إلكتروني على موقعها لحساب عدد الشخصيات التي سحبت دعمها منه.

اقرأ/ي أيضًا: اللاجئون السوريون في فرنسا.. قلق ما قبل الانتخابات

وعلى غرار سابقتها، خصّصت صحيفة "لوباريزيان" صفحتها الأولى لصورة مانويل ماكرون وحيدًا بعنوان "شعور ماكرون"، ونشرت افتتاحية تساءلت فيها في البداية: "من كان يظنّ أن الأمين العام المساعد السابق لهولاند في قصر الإيليزيه والوزير السابق للاقتصاد سيكون رئيسًا للجمهورية؟". وأشارت إلى رفض الوسطي ماكرون للعبة الأحزاب، في إشارة لعدم مشاركته في انتخابات تمهيدية، وذلك تطبيقًا لمسيرة شارل دي غول الذي دائمًا ما يذكرها ماكرون في تجمعاته الانتخابية.

وصفت صحيفة "لوباريزيان" مرشح أقصى اليسار بـ"الخاسر السيء" نظرًا لأنه لم يدع أنصاره لقطع الطريق أمام التصويت للوبان

 صحيفة "لوباريزيان"

فيما وصفت الصحيفة مرشح أقصى اليسار بـ"الخاسر السيء" نظرًا لأنه لم يدع أنصاره لقطع الطريق أمام التصويت للوبان. وبينت الصحيفة الباريسية أنه رغم عدم وجود مبادرة صريحة لتكوين "جبهة جمهورية" ضد اليمين المتطرّف وذلك على غرار 2002، فعمليًا هذه الجبهة بصدد التشكل.

فيما وصفت صحيفة "ميديابارت" هزيمة ميلانشون بأنها "بطعم الانتصار"، مشيرة إلى أن مرشح جبهة "فرنسا غير الخاضعة" فرض نفسه بطريقة لا يمكن تجاوزه في بناء اليسار في المستقبل. وفي نفس الإطار، اعتبرت صحيفة "اومانيتي"، الشيوعية، أن النتيجة التي حققها ميلانشون هي "وعود للمستقبل"، فيما نشرت صورة كبيرة لماري لوبان بعنوان "أبدًا" في إشارة لضرورة قطع الطريق عليها للوصول للايليزيه.

صحيفة "اومانيتي"

اقرأ/ي أيضًا:

الانتخابات الرئاسية الفرنسية.. 4 مرشحين يتصارعون على أصوات اللحظة الأخيرة

ما الذي يجري في الانتخابات الفرنسية؟