18-يوليو-2018

في مكايدة صبيانية، تجاوزت صحيفة الحياة في عنوان رئيسي مونديال قطر 2022 (الحياة)

المكايدة الهابطة في الإعلام الممول من دول الحصار في حديثه عن قطر، عادة ما تتجاوز حدود المنطق. وخلال عام من المقاطعة شهدت الساحة الإعلامية الكثير من التجاوزات غير المهنية، وخاصة من إعلام دول الحصار، حتى تحول الأمر لعادة شبه يومية عبر مقالات وأخبار في الصحف والقنوات والمواقع السعودية والاماراتية والمصرية. 

وصلت المكايدة الهابطة في إعلام دول الحصار إلى درجة تجاوز التاريخ والوقائع كما فعلت صحيفة الحياة اللندنية

ولم يعد يشغل بال البعض، الانتباه لتلك السقطات، إلا أن الأمر تحول هذه المرة إلى ما هو أبعد من الحقد والكيد السياسي والانحياز غير الموضوعي، إلى ما يمكن الإشارة إليه بـ"الصبيانية"، وتتجلى هذه الصبيانية في العنوان المثير للجدل الذي اختارته صحيفة الحياة اللندنية، عقب انتهاء مباريات كأس العالم في روسيا، فكتبت الحياة: "العالم يودع أجمل مونديال.. ويتطلع إلى بطولة 2026"، في إشارة لمونديال أمريكا الشمالية الذي من المقرر تنظيمه في 2026، عبر ثلاث دول هي كندا والولايات المتحدة والمكسيك.

اقرأ/ي أيضًا: بطولة كلّ العرب.. قطر تتسلّم رسميًّا شارة استضافة مونديال 2022 

قفزت صحيفة الحياة في عنوانها على مونديال قطر 2022 وكأنه لن يقام! كما أن نص الموضوع امتلأ بالتشكيك في إمكانية استمرار ملف تنظيم 2022، بحوزة قطر كما هو محدد منذ سنوات.

وأثار عنوان الصحيفة تعليقات العديد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في الوطن العربي، خاصة وأن الحياة تموضع نفسها بين أبرز الصحف العربية، وإن كانت قد نأت بنفسها عن الخوض في الشأن السعودي بما قد يغضب العرش. وهي الآن على كل حال مملوكة للأمير خالد بن سلطان. 

الصحافة الصبيانية

شهدت صحيفة الحياة التي قُللت نفقاتها حتى اضطرت للتوقف عن إصدار النسخ الورقية في نهاية أيار/مايو الماضي وإغلاق مكتبها البيروتي وصرف العاملين دون "تخليص" حقوقهم ومستحقاتهم، تحولات كبيرة من أجل الهجوم على دولة قطر، عقب الحصار الذي فرض عليها من الجيران في حزيران/يونيو 2017. وزادت التقارير ضد قطر، ومنعت الصحيفة أي كتاب لهم مواقف معارضة أو شبه معارضة للنظام الحاكم في السعودية، ومن بينهم الإعلامي السعودي جمال خاشقجي الذي صدر من أجل منعه بيان خاص من ناشر صحيفة الحياة، الأمير خالد بن سلطان، في كانون الأول/ديسمبر 2017، أعلن فيه إنهاء علاقة الصحيفة بخاشقجي، بسبب ما أسماه وقتها "التجاوزات عبر الظهور في إعلام غربي".

ثم جاء العنوان المذكور للتقرير المذكور الذي تجاوز مونديال قطر 2022، ليحول الصحيفة لوجه محروق لوسائل الإعلام السعودية، وإن كان المعتاد من إعلام دول الحصار الهجوم على الدوحة والادعاء بسحب تنظيم كأس العالم منها، لكن الجديد مع الحياة هذه المرة القفز على التاريخ والواقع واعتبار كأس العالم القادم كأن لم يكن بسبب خلاف سياسي قد ينتهي في أي وقت!

صحفيًا، لا يقدم التقرير الذي يأتي في نحو 200 كلمة، أي معلومة مفيدة، بل على العكس امتلأ بالجمل الإنشائية خاصة في الجزء الأول منه الذي تحدث عن جمال مونديال روسيا. وفي الجزء الثاني تحول الأسلوب إلى مكايدة لها أغراض سياسية بادية للعيان، فرغم أن قطر تسلمت رسميًا شارة استضافة مونديال 2022، إلا أن الصحيفة مصرة أنّ المشهد غير مستقر لصالح الدوحة، وأن التنظيم قد يُسحب منها، وأنه لأجل ذلك "الشغوفين بكرة القدم يترقبون مونديال 2026"!

دول الحصار ومونديال 2022

طريقة تعامل دول الحصار مع ملف مونديال قطر 2022، كان مثار مقارنة بينه وبين كلمة أمير قطر الشيخ  تميم بن حمد آل ثاني، التي قال فيها إن كأس العالم 2022 هو "بطولة كل العرب"، وذلك خلال تسلمه رسميًا شارة استضافة المونديال بعد مونديال روسيا 2018.

وفعلت دول الحصار كل ما يمكن فعله لإعاقة تنظيم قطر لمونديال 2022، لدرجة التخطيط لضرب الاقتصاد الوطني القطري لتعجيزها عن استضافة البطولة العالمية كما كشفت تقارير ووثائق مسربة.

ويعد ملف استضافة قطر لمونديال 2022، من أبرز الملفات التي ذهبت دول الحصار لحصار قطر من أجلها، وأشعلت الخلافات من أجلها، حتى أن قائد شرطة دبي السابق، ضاحي خلفان، قال بوضوح في تغريدة له عبر حسابه على تويتر: "إذا ذهب المونديال عن قطر سترحل أزمة قطر.. لأن الأزمة مفتعلة من أجل الفكة منه". 

وتعد تغريدة ضاحي الأولى لمسؤول رسمي في دول الحصار يربط علاقة بين مونديال 2022 والحصار المفروض على دولة قطر، وتبع تصريحه بعد ذلك تصريحات مشابهة من مسؤولين آخرين أبرزهم أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، وتركي آل الشيخ وزير الرياضة السعودي.

ووفقًا لبعض وسائل الإعلام فإن دول الحصار تقدمت في حزيران/يونيو 2017، بطلب للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لسحب تنظيم كأس العالم 2022 من الدوحة. كما كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عقب انتهاء كأس العالم في روسيا، عن خطاب تقدمت به نافا بيكر، عضو الكنيست الإسرائيلي، للاتحاد الدولي لكرة القدم، تطالب فيه بسحب تنظيم كأس العالم من قطر. 

يعد ملف استضافة قطر لمونديال 2022، من أبرز الملفات التي أشعلت دول الحصار من أجلها الخلاف مع قطر

وفي حوار أجراه النائب العام القطري علي بن فطيس المري، مع صحيفة "ABC" الإسبانية في آذار/مارس الماضي، كشف عن مساومة جرت من السعودية والإمارات والبحرين، مع قطر على أن يكون رفع الحصار مقابل التخلي عن تنظيم كأس العالم 2022!

"#الصحافة_الساقطة"

انتقد إعلاميون وصحافيون على مواقع التواصل الاجتماعي، عنوان صحيفة الحياة، فوصفه الصحفي يعقوب قدوري بـ"الصحافة الساقطة"، وقال في تغريدة له على تويتر: "عندما تلغي بطولة كأس عالم بأكملها لأن معلمك زعلان من معلمهم"، أما الإعلامي القطري جابر الحرمي فكتب: "نترحم على الحياة"، و"إعلام دول الحصار مأزوم"، فيما كتب سلطان بن خميس: "كانوا يصفونها بجريدة النخبة، حتى جاءت الأزمة الخليجية وقبلها الثورة المضادة فتحولت جريدة الحياة والشرق الأوسط وأغلب الصحف العربية من صاحبة الجلالة إلى راقصات البلاط.

 

 

وتساءل الصحفي العماني حمود الطوقي: "أين المهنية في نقل الخبر كجريدة عريقة مثل جريدة الحياه تلغي في مانشيتها الرئيسي مونديال 2022، الذي تستضيفه الدوحة؟ فهل الخطأ مقصود أم خطأ مطبعي؟!". والإعلامي وائل تميمي كتب: "جريدة الحياة السعودية تلغي من تاريخ العالم مونديال 2022 لأنه في قطر، حال البلدان العربية لا توصف فعلاً".

فيما سخر وائل علي من موقف الصحيفة وكتب: "ذكرتني بالمذيع الإماراتي في أبوظبي الرياضية، وهو يعلق على سباق ألعاب القوى، ولما يأتي الدور على اللاعب القطري يصمت".

 

اقرأ/ي أيضًا:

بالوثائق: خطة تخريبية إماراتية لضرب الاقتصاد القطري.. والهدف كأس العالم! (2-2)

المغرب يخسر رهان تنظيم المونديال.. السعودية تصنع النكبات!