15-سبتمبر-2015
مجزرة صبرا وشاتيلا

مجزرة صبرا وشاتيلا واحدة من أفظع الجرائم في العصر الحديث (Getty)

ألترا صوت- فريق التحرير 

أكثر من ثلاثة عقود والتوقف قائم لدى تلك المجزرة المستمرة فينا، التوقف عند المجزرة ومسبباتها والساعات الأخيرة قبلها وخلالها والأولى بعدها، كما التوقف عند تحديد المتورطين ومن غطست سكاكينهم وفؤوسهم في دم اللجوء الفلسطيني، كما لم تخل هذه السنون يومًا من التوقف دقيقة صمت وحداد وفاء لضحايا المجزرة/شهدائها في كل عام في اليوم الأيلولي المشهود.

عقود تستمر، وتبقى مجزرة صبرا وشاتيلا، واحدةً من أبرز المجازر في العصر الحديث

ما لم يتم التوقف لديه أو لأجله أو حوله، ما يزال كثيرا، ويعتمره الكثير من الأسئلة المشروعة، لماذا، ربما تكون لها الأولوية أكثر على كيف وأين ومتى، في حالة المقتلة التي وقعت في حزام صبرا وشاتيلا. كما أن من يقف وراءها؟ سؤال مركزيّ وأساسي، لكن يبقى التساؤل الأكبر الذي تلح الحاجة عليه، هو ماذا بعد؟ ما الذي تبع المجزرة وما الذي وقع للحيلولة دون وقوع مقتلة شبيهة أو رديفة مرة أخرى!

ماذا لدى الفلسطيني اليوم ليقول، ما الذي لدى النظام العربي ليقوله، وماذا عن الأمم لمتحدة والأونروا لكي تقولا، وهما المخولتان بموضوع الحماية الدولية للاجئين الفلسطينيين، اليمين اللبناني ماذا عساه يقول أيضًا، وكذلك التضامن العربي والعالمي، دون القفز عن تساؤل ماذا لدى من يفترض أنهم يمثلون الفلسطيني ليقولوا، ليس في ذكرى المجزرة تحديدا، بل بشأن استمرارها وتلبسها ألبسة عديدة أخرى.

اليرموك صبرا وشاتيلا، الشجاعية صبرا وشاتيلا، نهر البارد صبرا وشاتيلا، البحر الأبيض المتوسط صبرا وشاتيلا، لكن الامتياز عربي في حالة هذا البحر، بل وسوريّ، وليس حصريا بالفلسطيني كما جرت عادة النكبات قبل الارتداد على الربيع العربي بإرهاب وحديد ونار زغرد لها إعلام رشاوى الثورات المضادة، كذلك "مناطق ج" ومخيم جنين صبرا وشاتيلا، عندما تستحكم هروات متدربي دايتون وأوفيائه بعظام من قاوم أو ما يزال، سنجار صبرا وشاتيلا، رابعة العدوية صبرا وشاتيلا، متحف باردو صبرا وشاتيلا، حكم الآباء الروحيين للمذهبية في أرض الرافدين صبرا وشاتيلا. صبرا وشاتيلا ليست مجزرة العصر، بل مجزرة كل عصر المستمرة.

صبرا وشاتيلا ليست الاستثناء، وليست القاعدة كذلك، لا في ذكراها ولا في باقي الأيام، يا إلهي، إنها يومنا العادي، إنها عيشنا العربي ومنه الفلسطيني، باستمرار الاستعمار ومنع عودتهم استمرت نكبة اللاجئين الفلسطينيين، وبغياب الاعتراف بالجرم التاريخي واستمرار تبعاته التي ليس أقلها التمييز العنصري، تستمر صبرا وشاتيلا، تمامًا كتلك الاستمرارية لتل الزعتر، لمن يذكر مآثر الجيش السوري الممانع واضعًا كتفه إلى جنب الكتف الكتائبي الفاشي، ليسحل من يقع بين مخلبيه ممن امتلكوا بضع طلقات اعتقدوا أن من شأن طويها على القلب التصدي للتصدي العربي للمقاومة واللجوء الفلسطينيين.

 يفرض العيش أن يكون للصليب الذي ربط على كتفي الفلسطيني نصل سيف

على أعتاب الذكرى، التي لم تنته بعد، لتمتلك ما للذكرى من مقومات، المقتلة فينا والقتل فينا، كما حلم الكرامة فينا، ما يهم عربيًا، أنك وحدك.. وما يهم أكثر فلسطينيًا، أنك وحدك كذلك، ليس لذئابنا المنفردة في صحوتها إلا فهم لمعادلة "وحدك"، وليس للأمر علاقة بالثأر، فالثارات كثيرة، على الأقل منذ مطلع القرن العشرين، لكنه العيش الذي يفرض أن يكون للصليب الذي رُبط على كتفي الفلسطيني نصل سيف.


في ملف: صبرا وشاتيلا.. "يا عالم فيك القتّال له جايزة"

 

وحدهم.. ثم وحدهم

 

مجزرة بغطاء دولي

 

م.ت.ف في تونس.. وداعًا أيها السلاح

نبض المجزرة.. من شاتيلا إلى غزة

كم سيحتاج الإسرائيليون للتخلص من كلاب كوابيسهم؟

صبرا وشاتيلا.. المسؤولون عن الجريمة (انفوغرافيك)